الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية رد علي هذا التساؤل بالقول :ورد في فضل شهر رجب وصيامه أو صيام شيء منه أحاديث كثيرة، وقد قسَّمها الحافظ ابن حجر العسقلاني في "تبيين العجب بما ورد في فضل رجب" إلى ضعيفة وموضوعة.
الدكتور علام قال في الفتوي المنشورة علي الصفحة الرسمية لدار الافتاء علي شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك " فكان الضعيف أحد عشر حديثًا؛ منها حديث: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ نَهْرًا يُقَالُ لَهُ: رَجَبٌ، أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، مَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ يَوْمًا سَقَاهُ اللهُ مِنْ ذَلِكَ النَّهْرِ» رواه البيهقي في "فضائل الأوقات"، وحديث: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبٍ وَشَعْبَانَ، وَبَلِّغْنَا رَمَضَانَ» رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"، والبيهقي في "شعب الإيمان".
أما الأحاديث الموضوعة بحسب مفتي جمهورية مصر العربية فهي واحدًا وعشرين حديثًا؛ منها حديث: «من صلى ليلة النصف من رجب أربع عشرة ركعة، يقرأ في كل ركعة ﴿الحمد﴾ مرة، و﴿قل هو الله أحد﴾ عشرين مرة، و﴿قل أعوذ برب الفلق﴾ ثلاث مرات، و﴿قل أعوذ برب الناس﴾ ثلاث مرات، فإذا فرغ من صلاته صلى عليَّ عشر مرات، ثم يسبح الله ويحمده ويكبره ويهلله ثلاثين مرة، بعث الله إليه ألف ملك يكتبون له الحسنات ويغرسون له الأشجار في الفردوس، ومحا عنه كل ذنب أصابه إلى تلك الليلة، ولم يكتب عليه خطية إلى مثلها من القابل، ويكتب له بكل حرف قرأ في هذه الصلاة سبعمائة حسنة، وبُني له بكل ركوع وسجود عشرة قصور في الجنة من زبرجد أخضر، وأُعطي بكل ركعة عشر مدائن في الجنة، كل مدينة من ياقوتة حمراء، ويأتيه ملك فيضع يده بين كتفيه فيقول: استأنِفِ العمل، فقد غفر لك ما تقدم من ذنبك».
مفتي جمهورية مصر العربية استدرك قائلا ولكن هذا لا يمنع من التزود بالعمل الصالح في هذا الشهر المعظم، ولا يمنع أيضًا من العمل بما ورد من الضعيف في هذا الباب؛ عملًا بما عليه جماهير الأمة من التسامح في العمل بالضعيف في باب الفضائل، بشرط ألَّا يشتد ضعفه، وأن يندرج تحت أصلٍ معمول به، وألا يعتقد الفاعل ثبوته، وذلك كما هو مُقَرَّر ومُفَصَّل في موضعه في كتب مصطلح الحديث، وهو ما يتفق مع الأحاديث الضعيفة الواردة في هذا الباب.
في نفس السياق ردت دار الافتاء المصرية علي تساؤل نصه ما حكم الصيام في شهر رجب بالقول : يجوز للمسلم أن يصوم تعبدا لله تعالى في شهر رجب, لا حرج في ذلك ولا مانع منه, وله ثواب صيام التطوع, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من صام يوما في سبيل الله باعد الله بينه وبين النار مسيرة سبعين خريفا". ولم يرد في الشرع الحنيف ما يمنع صيام هذا الشهر, ولا استثناءه من ندب الصيام
اقرأ أيضا:
حكم معاشرة الزوجة قبل الزفاف بدون فض غشاء البكارة؟