إلى من يتعمد إيذاء الناس.. كيف تصلي لله؟.. كيف بك تقف بين يدي الله عز وجل وتتجرأ على قول: "الله أكبر؟"، أما تدري أن الله أكبر بالفعل؟.. أما تعلم أنك مهما فعلت لن تحقق إلا إرادة الله في كونه؟، هل تتصور أنك تخدع الله -حاشى لله- تظلم الناس طوال الليل والنهار، ثم تقف بين يديه (مصليًا).

عزيزي يا من تفعل كل ذلك ألم تقرأ قوله تعالى: «إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا» (النساء 142)، عليك أن تخشى أن يحسبك الله بين المنافقين.. لأنه إذا تم ذلك فأنت في موقف صعب جدًا، فالله يعلم ما تخفي وما تعلن، ولا يخفى على الله من أمر في الأرض ولا في السماء، لكنه يمهلك حتى تلقاه، وحينها ستجد أمرًا لن يسرك، فعد إلى الله تائبًا، وتوقف عن إيذاء الناس، لأن عذاب الله أكبر.

كبائر الذنوب

ألا تعلم، أن إيذاء الناس من كبائر الذنوب، التي حذرنا منها علام الغيوب فقال تعالى: « وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً » (الأحزاب:58)، ففي هذه الآية تحريم أذى المسلم، إلا بوجه شرعي، كالمعاقبة على ذنب، ويدخل في الآية كل ما حرم للإيذاء، كالبيع على بيع غيره، والخطبة على خطبته، وقد نص الإمام الشافعي رحمه الله على تحريم أكل الإنسان مما يلي غيره، إذا اشتمل على إيذاء.


بل أنه على كل مسلم، عاقل، أن يعي تمامًا أن كف الأذى عن المسلمين و عن طرقاتهم موجب من موجبات دخول الجنة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم : «مر رجل بغصن شجرةٍ على ظهر طريق، فقال: والله لأنحين هذا عن المسلمين لا يؤذيهم، فأُدخل الجنة».

اقرأ أيضا:

9 صفات للزوجة الصالحة في الإسلام.. تعرف عليها

الطريق إلى الجنة

كان الصحابة يعلمون يقينًا أن كف الأذى عن الناس، من أهم طرق الجنة، فعن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه، قال: قلت: يا رسول الله! دلني على عمل يدخلني الجنة، قال: «اعزِلِ الأذَى عن طريق المسلمين»، بل أن كف الأذى علامة من علامات الإسلام الصادق.

عن أبي ذر رضي الله عنه، ولما سُئل النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: "أي المسلمين خيرٌ؟" قال: «من سلم المسلمون من لسانه ويده»، ومن ثم احذروا عباد الله من الوقوع في الأذية فإنها سبب من أسباب الإفلاس يوم القيامة.

عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «أتدرون ما المفلس؟» قالوا: المفلس فينا من لا دِرْهم له ولا متاع، فقال: «إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيامٍ وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذفَ هذا، وأكل مال هذا، وسفكَ دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فَنِيَت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم، فطرحت عليه، ثم طرح في النار».