حين نرى أي شيء ويلفت انتباهنا ويعجبنا لدرجة الانبهار.. حينها علينا أن نسأل أنفسنا .. إذا كان هذا ما فعله العباد للعباد.. فما بالنا بما فعله رب العباد للعباد ليجزيهم به؟.

فضل الله واسع لاشك، ورحمته وسعت كل شيء، ومن رحمته لعباده أن يسر لهم طرق الخير التي تسهل لهم طريق الجنة من غير مشقة، وبارك لهم في أعمال الخير بمضاعفة الحسنات وتكفير السيئات بقليل من العمل، وأيضًا من رحمة الله بعباده أن أرسل الرسل وأنزل الكتب لهداية الناس إلى الحق، وليتبينوا الطريق المستقيم، وليحصلوا على ما فيه سعادتهم في الدنيا والآخرة.

يقول تعالى في كتابه العزيز عن القرآن الكريم: « هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ » (الأعراف: 203).

انظر حولك

حاول أن تنظر حولك، ستجد الشمس وقد خلقت فقط من أجلك، وهذا القمر أيضًا من أجلك، وهذه الجبال حتى تستقيم الأرض لك، وهذه المياه لتشرب وترتوي وتزرع، فإنك إذا ما تدبرت جيدًا في خلقك أو في المخلوقات من حولك، ستجد فضل من الله عظيم لا نهاية له، فتوقف قليلاً وقبل أن يأخذك الانبهار الجلي، اشكر الله عز وجل على هذه النعم، وعلى أنه وفقك لشكره، وأن يكتبك دائمًا من الحامدين الشاكرين، حتى يتحول الانبهار إلى شكر للنعم، فتكتب عند الله شاكرًا حامدًا لله، ففي غمرة الحياة التي تنسي، وتشغل عن ذكر نعم الله وتلهي.

يخاطب الله عباده بذكر نعمه عليهم فيقول: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ » (فاطر: 3).

اقرأ أيضا:

9 صفات للزوجة الصالحة في الإسلام.. تعرف عليها

تفكر قليلاً

اسأل نفسك: (هل خلق الإنسان للأكل والشرب والنوم والزواج وتربية الأولاد والعمل، ثم يموت وفقط؟! هل يكون كالأنعام؟!|).. لاشك أن الإنسان الذي كرمه الله بالعقل وسخر له كل الكائنات لتكون في خدمته لا بد له من غاية ووظيفة أسمى.

يقول الله تعالى: « أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ » (المؤمنون: 115)، وبالتالي عليك أن تفتح عقلك للتدبر في خلق وآيات الله، لترى العجب العجاب، فكيف بك عاقلا ولا تستطيع التدبر والتفكير في خلق الله عز وجل؟.. فإن وصلت إلى هذه الدرجة فاعلم أنك على الطريق الصحيح، وإن انبهرت بما يحدث حولك من صنع الله، فاعلم أن عقلك مشغول بما يرضي الله، فلا تتوقف عن التدبر، لأن الله سيأخذك من انبهار إلى غيره، حتى تصل مرحلة اليقين في الله عز وجل، بأنه قادر وقاهر ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.

قال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ * مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ » (الدخان: 38، 39).