هل من حقك أن ترتدي ما يعجبك لا ما يعجب الناس؟.. أم أن هناك قيود يجب احترامها عند خروجك من المنزل، حتى لا تشمئز الناس منك؟..


بداية بالنسبة للنساء، فإن اللباس الذي عهده الشرع، ويتفق عليه الجميع، هو من لا يشف أو يصف، بمعنى أن يكون فضفاضًا ولا يظهر ما تحته، فحجاب المرأة المسلمة، لاشك فريضة وعبادة نسائية خالصة، تخضع لضوابط شريعة الخالق سبحانه وتعالى، وعليه فالإخلال بهذهِ العبادة يعد خللًا شرعيًّا يعرض إيمان صاحبته للنقص.

قال تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا» (الأحزاب 59)، فإذا تمسكت المرأة بالزي الشرعي فإنها بذلك تخشى الله وتتقيه، تأكيدًا لقوله تعالى: «وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ » (البقرة: 281).

مواصفات الملبس

في زماننا، هناك ملابس مختلفة تمامًا عن العصور السابقة، لكن ما لا يمكن أن يختلف هو أن ينطبق اللبس على ما يرضي الله والناس، فمن غير المنطقي أن يخرج أحدهم وهو يرتدي ملابس لا تليق إلا بغرف النوم، فمن يحترم الناس، تحترمه الناس، والعكس صحيح لاشك.

وفي ذلك يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسـلم: «صِنْفانِ مِن أهْلِ النَّارِ لَمْ أرَهُما: قَوْمٌ معهُمْ سِياطٌ كَأَذْنابِ البَقَرِ يَضْرِبُونَ بها النَّاسَ، ونِساءٌ كاسِياتٌ عارِياتٌ مُمِيلاتٌ مائِلاتٌ، رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ البُخْتِ المائِلَةِ، لا يَدْخُلْنَ الجَنَّةَ، ولا يَجِدْنَ رِيحَها، وإنَّ رِيحَها لَيُوجَدُ مِن مَسِيرَةِ كَذا وكَذا»، إذن هذا هو الشرط، تلتزم، تكون النتيجة الجنة، أو لا تلتزم فتكون النتيجة العكس وليعاذ بالله، والأمر بيدك كله، ولك مطلق الاختيار.

اقرأ أيضا:

هل يمكن أن يكلمني النبي في المنام ويأمرني بأشياء.. وما فوائد ذلك؟

حرية الملبس 

حرية ارتداء الملابس ليست مطلقة، وإنما هي منضبطة بضوابط إلهية سماوية، وأن من خالف ذلك فقد وضع نفه في مرمى النقد من الناس، والغضب من الله.

أيضًا على الرجل أن يلتزم بالزي الذي لا يظهر منه ما لا يرضى أن يراه عموم الناس، وعليه أن يستر نفسه، لا يقول أنا رجل، وهذا حقي، لأنه ليس من الحقوق أبدًا إيذاء الناس فيما يرون، فالسترة من أطايب الإسلام، والله ذاته سبحانه وتعالى ستير ويحب الستيرين والحياء، كما جاء في الحديثِ الشريف.

عن يعلى بن أمية رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليـه وسلم: «إن اللهَ تعالى حيي ستير ، يحب الحياء والستر فإذا اغتسَل أحدكم فليستتر».