جميع البشر معرضون لارتكاب الأخطاء والوقوع في الذنوب، لكن أيضًا كثير منا لا يعرف كيف يمحو عن نفسه هذه الذنوب، فهناك ثلاث أسباب يكفر الله عز وجل بها الذنوب.

في صحيح مسلم من حديث سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، قال: «ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟، قالوا بلى يا رسول الله، قال إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط».

وكأن هذه الثلاثة هي المنجية، وفيها الخلاص، لكن لمن يفهم المعنى الصحيح للحديث النبوي الشريف، وقد بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه بالاستفهام لمزيد من التشويق، وللفت انتباه الناس لما سيقول لما له من أهمية كبيرة وعظيمة.

إسباغ الوضوء

أما فيما يخص إسباغ الوضوء، فالمعنى أن الإنسان الذي دائمًا على وضوء، كأنه حماية له من الوقوع في أي ذنب، إذ سيحظر الخطأ، حتى لا يخسر وضوئه، لكن إسباغ الوضوء يجب أن يكون تامًا غير منقوص، بحيث أنه يغسل الأعضاء كما أمره الله غسلاً تاماً، ويأتي بسنن الوضوء ومستحباته كالتخليل ونحو ذلك، على المكاره، مثل البرد الشديد، حتى لا يفرط في أي شيئ من الوضوء بدعوى شدة البرد.

وكذلك أيضاً مثل الحر الشديد إذا كان الماء حارًا، كما يحصل في بعض الأحيان، فلربما يكون ذلك سبباً في تضييع شيء من الوضوء، فإذا كان الإنسان في حالة وضوء، فكأنه في حالة صلاة أو ينتظرها، وفي الحالتين لابد أنه سيخشى الله عز وجل، ولن يجر إلى ذنب مهما كانت الظروف والشهوات والإغراءات.

اقرأ أيضا:

تشهد لله بالوحدانية.. هذه بشرى النبي لخروجك من القبر

الخطى إلى المساجد

أيضًا إذا اعتاد الإنسان السير إلى المساجد، فإنه لا يمكن أن يأخذه ذنب ما، لأنه سيكون مشغولاً طوال الوقت بالوقوف بين يدي ربه عز وجل، يناجيه، فكيف لمن ينتظر لقاء ربه أن يخطيء أو يذنب؟.

مؤكد سيكون الأمر صعبًا، وقد اختلف العلماء حول انتظار هل هي في المسجد أم انتظارها في العموم في أي مكان؟.. ولا فرق هنا أو هنا، لكن الأهم هو انشغال القلب بالصلاة التالية عقب كل صلاة.

إذن الأمر كله يدور في فلك الصلاة، سواء بالوضوء أو السير إلى المسجد أو انتظار الصلاة، وكأن في الصلاة فقط الحل من أي مشكلة، والبعد عن أي ذنب مهما كان، ولمّ لا وهي الصلاة، العبادة العظيمة، والصلة القوية بين العبد وربه الكريم.

قال الله تعالى: « فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا » (النساء: 103).