تبرز مجموعة من الأعراض الأكثر شيوعًا للإصابة بمرض السكري، والتي تتتمثل بشكل أساسي في العطش والإرهاق والذهاب إلى الحمام كثيرًا وفقدان الوزن، لكن أحد الخبراء كشف عن علامة جديدة يمكن اكتشافها من خلال العين.

يعتبر ارتفاع نسبة السكر في الدم مشكلة شائعة لمرضى السكر حيث يتم التحكم في كمية السكر في الدم بواسطة الأنسولين الذي ينتجه البنكرياس. والشخص المصاب بمرض السكري، ليس لديه ما يكفي من الأنسولين لنقل الجلوكوز والأنسولين المنتج لا يعمل بشكل صحيح.

قال الدكتور شين كانار، المراجع الطبي الرائد لخبراء البصر في موقع "أول أباوت فيجن"، إن ارتفاع نسبة السكر في الدم يمكن أن يؤثر في الواقع على عيون الشخص.

وأضاف: "ارتفاع نسبة السكر في الدم يمكن أن يغير الأوعية الدموية في شبكية العين أو يسبب انتفاخًا في أنسجة أعيننا مما يساعدنا على الرؤية ويؤدي إلى عدم وضوح الرؤية".

وتابع: "يمكن أن يؤدي ارتفاع نسبة السكر في الدم أيضًا إلى تغيير شكل العدسة، وإذا تركت دون علاج، فقد تؤدي إلى مشاكل مثل إعتام عدسة العين والزرق واعتلال الشبكية."

4 أعراض 

أوضح الدكتور كنار أن هناك أربعة أعراض رئيسية يمكن أن تظهر في العين إذا كنت مصابًا بمرض السكري، وهي الرؤية غير الواضحة أو المشوهة، البقع السوداء عبر مجال الرؤية (العوامات)، ومضات الضوء و"الثقوب" في الرؤية.

وذكر أن تدمير مرض السكري للعين ينبع من فشل الجسم في صنع الأنسولين أو استخدامه بشكل فعال.

وقال الدكتور كنار وفقًا لصحيفة "ذا صن": "الأنسولين والبنكرياس الذي يضخه إلى الخارج، يعالج وينقل جلوكوز الدم من طعامك إلى خلايا الجسم. عندما يعمل بسلاسة، يكون سكر الدم هو المصدر الرئيسي للطاقة".

واستدرك: "ولكن، إذا كان لديك ارتفاع في نسبة السكر في الدم، فإن الجلوكوز يبقى في مجرى الدم بدلاً من الوصول إلى خلاياك، "يمكن أن تؤدي هذه العملية إلى فقدان البصر والعمى في نهاية المطاف."

وأضاف أن مرض السكري مرض يصيب الأوعية الدموية الدقيقة، وأن السكر الزائد في الدم يضر بأصغر الأوعية الدموية في الجسم ويضعف تدفق الدم، وهذا يحرم الشعيرات الدموية من تغذية الأنسجة ويؤدي إلى تسرب الأوعية الدموية وتورمها وحرمانها من الأكسجين.

وحذر أيضًا من أنه "يمكن أن يؤدي تسرب السوائل أيضًا إلى تغيير شكل وحجم عدسة العين، مما يؤدي إلى إعتام عدسة العين. كما يمكن أن تضر هذه التسريبات بشبكية العين، وهي الجزء الخلفي من العين، حيث تتشكل الصور المرئية".

ولفت إلى أن "مرض السكري يمكن أن ينتج عنه نزيف وسوائل زائدة في الشبكية، مما قد يكون له تأثير خطير على رؤيتنا".

وبين أنه كلما تم تشخيص الإصابة بمرض العين السكري في وقت مبكر، كانت النتيجة البصرية أفضل، موضحًا أن الهدف هو إيجاد التغييرات قبل أن يصبح الضرر غير قابل للإصلاح.

وأكمل: "الرؤية الضبابية هي العلامة التحذيرية الأولى والرئيسية ويمكن علاجها. وللأسف، فإن معظم أمراض العيون المصابة بداء السكري لا تظهر عليها أعراض حتى تتطور إلى مستوى هام".

وشدد على أن "هذا هو سبب أهمية فحوصات العين السنوية الشاملة. بمجرد اكتشافها، قد يستغرق الأمر ما يصل إلى ثلاثة أشهر حتى تعود رؤيتك تمامًا إلى طبيعتها، إذا حدث ذلك".

وقال إنه "بدون علاج يمكن أن يؤدي إلى فقدان البصر. في الواقع ، مرض السكري هو السبب الرئيسي للعمى لدى البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 20 إلى 74 عامًا".

اقرأ أيضا:

لمن يعاني التوتر.. تعرف على طريقة بسيطة للتخلص منه

علامات التحذير المبكر

قال الدكتور كنار إن هناك علامات إنذار مبكر أخرى لمرض السكري يجب أن يكون الناس على دراية بها، إذ "قد تلاحظ صداعًا وأوجاعًا أو آلامًا في العين ودموعًا في العين وتشوشًا في الرؤية وهالات حول الأضواء وفقدان البصر".

وأضاف: "إذا وجدت نفسك تعاني من واحدة أو أكثر من هذه العلامات التحذيرية ، فمن الأفضل مراجعة أخصائي العيون لاكتشاف أي مشاكل مبكرًا والبدء في العلاج."

وأشار إلى أن معظم الحالات ليس لها أعراض في المراحل المبكر، لافتًا إلى أنه "إذا حدث العلاج في المراحل المبكرة، تكون النتائج البصرية هي الأكثر إيجابية، ويمكن أن يكون العلاج عبئًا على المريض".

وأوضح أن "غالبية مرضى السكري لا تظهر عليهم أعراض بصرية. وقد يعانون من رؤية مشوشة أو متموجة أو بقع من فقدان البصر دون أن يدركوا في الواقع أنها خطيرة".