على غرار اختبار الجهاز المستخدم لقياس مستويات الكحول لدى السائقين، أوشك علماء أمريكيون على ابتكار جهاز للكشف عن تعاطي الحشيش في غضون دقائق.

في دراسة مبكرة نُشرت نتائجها في مجلة "علوم الطب الانتقالي"، وجد العلماء أن اختبارهم السريع كان قادرًا على اكتشاف التتراهيدروكانابينول بشكل موثوق في لعاب المتعاطين للحشيش في غضون أقل من 5 دقائق.

في الوقت الحالي، يتمثل "المعيار الذهبي" للكشف عن استخدام الحشيش في قياس التتراهيدروكانابينول في الدم أو البول. لكن هذه الاختبارات يمكن أن تستغرق أيامًا حتى تتم معالجتها.

العيب الآخر هو أنه على عكس الكحول، يمكن أن يظل التتراهيدروكانابينول في مجرى الدم لأيام أو حتى أسابيع، لذا فإن اختبار الدم "الإيجابي" لا يعكس بالضرورة الاستخدام الأخير.

قال هاكو لي، كبير الباحثين في الدراسة الجديدة، إن العثور على رباعي هيدروكانابينول – الذي يعرف اختصارًا بـ (THC) هو الجزيء الأكثر شهرة في مادة الحشيش - في اللعاب يعكس استخدامه خلال الـ 12 ساعة الماضية.

هناك بعض اختبارات اللعاب الحالية، لكن تعيقها مشكلات مثل وقت المعالجة البطيء أو إعطاء نتائج "ثنائية" - على غرار نعم / لا في اختبار الحمل.

أضاف "لي" من مركز بيولوجيا الأنظمة بمستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن، إن فريقه كان قادرًا على تطوير اختبار لا يكتشف بسرعة عن "التتراهيدروكانابينول" في اللعاب فحسب، بل يحدد الكمية.

اظهار أخبار متعلقة

نتيجة دقيقة 

في الاختبار الأولي الذي شمل 43 من متعاطي الحشيش و 43 من غير المتعاطين، عثر بدقة على "التتراهيدروكانابينول" في عينات اللعاب بين جميع المستخدمين، واستغرق الأمر حوالي 3 دقائق من "أخذ العينة، النتيجة"، وفقًا لما نقلته وكالة "يو بي آي" عن كبير الباحثين.

استخدم الباحثون أيضًا الاختبار لمراقبة كيفية تغير مستويات "التتراهيدروكانابينول" لمتعاطي الحشيش بمرور الوقت. بشكل عام، انخفض التتراهيدروكانابينول في اللعاب بسرعة إلى حد ما بعد أن قام الأشخاص بتدخين الحشيش - على الرغم من أن هذه المستويات بقيت أعلى من 1 نانوجرام / مل بعد 6 ساعات، وهو الحد الذي أوصى به المشروع الأوروبي للقيادة تحت تأثير المخدرات والكحول والأدوية.

على عكس الكحول، لا يوجد مستوى واحد من التتراهيدروكانابينول يحدد "التسمم". أوضح "لي" أن هذا أمر معقد، لأن مستوى الضعف المرتبط بتركيز معين من رباعي هيدروكانابينول يختلف - على سبيل المثال، بناءً على كيفية تناول الحشيش وما إذا كان الشخص متعاطيًا له بانتظام.

ومع ذلك، مع مزيد من التحسين، قال "لي"، إن الاختبار السريع يمكن أن يكون مفيدًا في اختبار الطريق للسائقين المشتبه في إعاقتهم. وأشار إلى أن هناك حتى تطبيقات محتملة للجمهور، الأول هو فحص حليب الثدي، حتى لا يتعرض الأطفال عن غير قصد لـ "التتراهيدروكانابينول".

نتائج مشجعة

قال الدكتور جوهوا لي، الأستاذ في كلية ميلمان للصحة العامة بجامعة كولومبيا بنيويورك - والذي لم يشارك في البحث، لكنه يدرس دور المخدرات في حوادث المرور والإصابات الأخرى- إن الأداء الأولي للاختبار "مشجع للغاية".

وأضاف: "الدليل قاطع ومتسق في إظهار العلاقة بين تعاطي (الحشيش) وزيادة خطر التورط في حادث مميت"، وأشار إلى أن المخاطر المرتبطة باستخدام الحشيش وحدها ليست كبيرة مثل مخاطر القيادة تحت تأثير الكحول. لكنه قال إنه في المتوسط، فإن السائقين الذين استخدموا الحشيش لديهم ضعف خطر التورط في حادث مميت مقارنة بغير المتعاطين.

بالإضافة إلى ذلك، أوضح "لي"، أن هناك انتشارًا متزايدًا لتعاطي الحشيش. وقال إنه في العقدين الماضيين، كانت هناك زيادة ملحوظة في نسبة السائقين الذين أصيبوا بجروح قاتلة الذين تبين أن لديهم رباعي هيدروكانابينول في الدم.

وأشار إلى أن النتائج الأخيرة تقدم "دليلًا على المفهوم" بأن إجراء اختبار سريع على جانب الطريق لـ "التتراهيدروكانابينول" ممكن. لكنه أضاف أن "هناك حاجة إلى مزيد من العمل قبل أن يمكن استخدامه في الميدان".