من عشرات السنين؛ كان كوب الحليب الدافئ قبل النوم هو التوصية الأساسية من قبل الآباء، كما يوصي معظم خبراء التغذية بتناول كوب من الحليب في وقت النوم، والآن؛ علميًا أيضًا ثبت أن شرب الحليب قبل النوم يمكن أن يجلب عددًا كبيرًا من الفوائد.
وعادةً ما تُنسب خصائص الحليب المعززة للنوم إلى التربتوفان، لكن العلماء اكتشفوا أيضًا مزيجًا من ببتيدات الحليب، يُسمى الكازين المائي (CTH) ، والذي يخفف التوتر ويعزز النوم.
وقام الباحثون الذين نشروا دراسة حديثة في مجلة الكيمياء الزراعية والغذائية التابعة للجمعية الكيميائية الأمريكية بتحديد ببتيدات معينة في CTH والتي يمكن استخدامها يومًا ما في علاجات النوم الطبيعية الجديدة.

ماذا تقول الدراسة؟

وفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، لا يحصل ثلث البالغين في الولايات المتحدة على قسط كافٍ من النوم، المهدئات، مثل البنزوديازيبينات والزولبيديم، توصف عادة للأرق، لكنها قد تسبب آثارًا جانبية، ويمكن أن يصبح الناس مدمنين عليها، وتعمل العديد من المهدئات عن طريق تنشيط مستقبل GABA ، وهو بروتين في الدماغ يمنع الإشارات العصبية.
واكتشف العلماء أيضًا العديد من الببتيدات الطبيعية، أو قطع صغيرة من البروتينات، التي تربط مستقبلات GABA ولها تأثيرات مضادة للقلق وتعزز النوم، على سبيل المثال، ينتج عن معالجة بروتين في حليب البقر، يسمى الكازين، مع إنزيم التربسين الهضمي مزيجًا من الببتيدات المعززة للنوم المعروف باسم CTH.
وضمن هذا الخليط، تم تحديد ببتيد معين يعرف باسم a-casozepine (a-CZP) والذي يمكن أن يكون مسؤولاً عن بعض هذه التأثيرات، وتساءل لين تشينج ومومينج تشاو وزملاؤهم ممن ألفوا الدراسة، عما إذا كان بإمكانهم العثور على ببتيدات أخرى، ربما أكثر قوة، تعزز النوم في CTH.

اقرأ أيضا:

نصائح لا تفوتك للتخفيف أعراض القولون العصبي

دراسة تفصيلية

قارن الباحثون أولاً تأثيرات CTH و CZP في اختبارات نوم الفئران، ووجدوا أن CTH أظهر خصائص تحسين النوم أفضل من CZP وحده، وتشير هذه النتيجة إلى وجود ببتيدات أخرى تعزز النوم إلى جانب CZP في CTH.
استخدم الفريق بعد ذلك مقياس الطيف الكتلي لتحديد الببتيدات النشطة بيولوجيًا المنبعثة من CTH أثناء محاكاة الهضم المعدي، وقاموا بفحص هذه الببتيدات فعليًا من أجل الارتباط بمستقبلات GABA والقدرة على عبور الحاجز الدموي الدماغي.

نتيجة الدراسة

عندما تم اختبار أقوى المرشحين على الفئران، زاد أفضل واحد (يسمى YPVEPF) عدد الفئران التي نامت بسرعة بنحو 25% ومدة النوم بأكثر من 400% مقارنة بالمجموعة الأخري.
وبالإضافة إلى هذا الببتيد الواعد، يجب استكشاف الببتيدات الأخرى الموجودة في CTH والتي قد تعزز النوم من خلال مسارات أخرى، كما يقول الباحثون.

اقرأ أيضا:

5 أسباب لرائحة البول الكريهة.. تعرف عليها

اقرأ أيضا:

انتبه.. قلة الملح في الجسم تؤثر على النوم