السؤال التقليدي في كل عام، هل الاحتفال بالمولد النبوي بدعة؟.

قبل الإجابة على السؤال، يجب أن نوضح أن الاهتمام بالنبي صلى الله عليه وسلم وحياته وكل ما يخصه، إنما هو لاشك من ضرورات الإسلام، ولكن كيف يكون شكل الاحتفال والاهتمام بحياته صلى الله عليه وسلم؟.. هذا هو السؤال الأهم.. فالعلماء بينوا وأكدوا أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف لا غبار عليه، لكن أن يكون هذا الاحتفال مقرونًا بالسير على خطاه، وتنفيذ طلباته والبعد كل البعد عن نواهيه، فمحبة النبي الواجبة هنا هي في اتباع سنته على أكمل وجه، ولمّ لا وهو الذي قال حين وجد 3 من الناس يرفضون الزواج ويصومون دائمًا ولا ينامون الليل: «إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني».

الاحتفال بذكرى المولد سنة مؤكدة

الثابت عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، أنه كان يصوم يوم الاثنين من كل أسبوع، وحينما سئل عن علة ذلك قال ذلك يوم ولدت فيه، والله مجد الأيام التى ولد فيها الأنبياء والرسل وهذا مثبت فى القرآن الكريم.

وأوضح العلماء أن هذا الحديث أصل في الاحتفال والاهتمام بالمولد النبوي الشريف، إذ إنه صلى الله عليه وآله وسلم، نص على أنّ يوم ولادته له ميزة على بقية الأيام، وللمؤمن أن يطمع في تعظيم أجره بموافقته ليوم فيه بركة، وتفضيل العمل بمصادفته لأوقات الامتنان الإلهي معلوم قطعا من الشريعة، ولذا يكون الاحتفال بذلك اليوم، وشكر الله على نعمته علينا بولادة النبي، ووجوده بين أظهرنا، وهدايتنا لشريعته، مما تقره الأصول.


بل أن بعض العلماء ذهب إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يحتفل بولادته يومًا واحدًا في السنة، وإنما في كل أسبوع حيث يصوم هذا اليوم.

اقرأ أيضا:

رأي الشيخ الغزالي في الغناء والموسيقى. هذه هي الأدلة التي استند إليها

كبيف تحيي مولد النبي؟ 

لكن رغم موافقة الكثير من العلماء على ضرورة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، إلا أن الكثير منهم أيضًا دعا لأهمية الاهتمام بكيفية الاحتفال، وذلك عبر الإحياء الصحيح لسنته صلى .الله عليه وسلم.

في أحد لقاءاته التلفزيونية بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف قال إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي: «إننا نحتفل بالمولد النبوي الشريف في إطار قوله تعالى: (وَذَكِّرْهُم بِأَيَّىٰمِ ٱللَّهِ)، موضحًا أن المقصود بأيام الله هي الأيام التي تكون نصرًا لدينه وخذلانًا لأعداءه قائلًا إن الأيام ظرف للاحداث، فاليوم يشهر بالحدث الذي يقع فيه، "فإذا كان الرسول هو الخاتم ولا معقب بعده على مناهج السماء فإننا نعتبر البعث يوم والهجرة يوم والنصر في كل غزوة يوم، لكن كل هذه الأيام فرع عن يوم الميلاد، لذا فيوم الميلاد هو الأصل الأصيل الذي يتفرع عنه باقي الأيام التي نذكر الناس بها».