أخبار

كيف بزيد الايمان وبنقص؟ وما أثر ذلك على العمل والاستقامة على الحق

الفرق بين الحقيقة والوهم.. كيف تأتي الله بقلب سليم؟

تفاصيل وساطة الرسول التي أرعبت أبو جهل وأعادت للأعرابي ماله ..قصة مثيرة

سر البركة في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم واستجابة الله له؟

تعرف على أحكام قضاء السنن .. وهل تقضى صلاة الكسوف لمن لم يصلها؟

6فضائل لقول "لا حول ولا قوة إلا بالله " تجعله جسر العلاقة بين العبد وربه ..إقرار يومي مفتوح بأنواع التوحيد الثلاثة

بر الوالدين واجب.. ماذا عن بر الأبناء؟ (آداب ومواعظ)

مريم ابنة عمران خير نساء العالمين .. هكذا برأتها السماء ومن سيكون زوجها في الجنة ؟

"الناس نيام فإذا ما ماتوا انتبهوا".. كيف تفيق من غفلتك قبل أن يفاجئك الموت؟

دعاء الاستغفار من الذنب

حقوق الأب الفاسق الذي يظلم أولاده ويقسو عليهم

بقلم | خالد يونس | الثلاثاء 03 اغسطس 2021 - 06:40 م

والدي شخص سيئ جدًّا بكل ما تحمله الكلمة من معنى: سيئ أخلاقيًّا، ودينيًّا، وفي تعامله مع من حوله، منذ أن كنا صغارًا جدًّا كان يضربنا بالسلك إلى أن تظهر في أجسامنا خطوط زرقاء من آثار الضرب، ويتشاجر دائمًا مع أمّي، ويضربها ضربًا مبرحًا، رغم أن أمّي طيبة جدًّا لم تكن تفعل أي شيء خاطئ، ولم تشتكِ له أبدًا من المصاريف، وترضى بالراتب، وتعرف كيف تدبر الفلوس.

وكان يطردنا دائمًا من الشقة عندما يتشاجر مع أمّنا، ونجلس -نحن البنات الثلاث- مع أمّنا وحدنا، وهو يجلس في البيت، ولا يسأل عنا.

قبل ذلك كان يسب دِين إمام الجامع؛ لأنه يقول: بسم الله الرحمن الرحيم قبل أن يبدأ الأذان، ويقول: إن ذلك خطأ، وهو لا يصلي أصلًا، وعند الأذان يكون نائمًا، أو يشاهد النت والتليفزيون.

وعندما لا يعجبه شخص في العمل، أو لا يطيع أوامره، يترصّد له إلى أن يطرده من العمل، ووقف لناس كثيرين في لقمة عيشهم.

اتّهم أمّي بموضوع غير طيب؛ بسبب خياله المريض، وأمّي دائمًا في حالها، ولا تنزل من البيت إلا لجلب الأكل، ولم تقطع ورد القرآن كل يوم.

لقد ظلمها كثيرًا، رغم أنها كانت نعمة في حياته، إلى أن تركنا له البيت.

تراكمت أشياء كثيرة جدًّا، وترتّب عليها كراهية كبيرة جدًّا له، وأصبحت أعامله بشكل غير جيد، ولا أريد أن أسمع سيرته، وحتى لو تغيّر فلن أستطيع أبدًا أن أنسى ما فعله بنا.

أمّي تقول لي: حرام عليك، ولا بد أن تكلميه، وستحاسبين على ذلك، حتى لو كان سيئًا؛ لأن ربنا أمرنا أن نطيع الوالدين في كل شيء، إلا الشرك بالله، فهل هذا صحيح؟ وهل لا بد أن نعامله بطريقة حسنة حتى لو كان مقصِّرًا في حقنا، ومعاملته غير جيدة لنا!؟


الجواب:


 قال مركز الفتوى بإسلام ويب: إن كان والدك على الحال التي ذكرت في سؤالك؛ فهو ظالم لكم، ومسيء غاية الإساءة، ولا سيما إذا كان يسبّ الدِّين، ويترك الصلاة المفروضة، فأي دِين وخُلُق بقي له بعد ذلك!، ومن كان حاله هكذا؛ فبُغضه والنفور منه؛ سائغ لا غرابة فيه.

ولا إثم عليكم في كراهيتكم له؛ بسبب فسقه وظلمه، لكن مع ذلك فلا يحلّ لكم أن تعقوّه، وتقطعوه بالكلية؛ فإن الله قد أمر بالمصاحبة بالمعروف للوالدين المشركين اللذين يأمران ولدهما بالشرك، قال تعالى: وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا {لقمان:15}.

فالواجب عليكم صلته بالمعروف، والصبر، ومجاهدة النفس على ذلك.

ومن حقّه عليكم: أن تجتهدوا في أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر بالحكمة، والرفق، والسعي في استصلاحه، وإعانته على التوبة إلى الله تعالى، والدعاء له بالهداية.

وفي فتوى مشابهة قال المركز: وأمّا هجره\(أي الوالد) أو الإساءة إليه، فلا يجوز، مهما كان حاله، لكن عليكم أمره بالمعروف، ونهيه عن المنكر برفق، وأدب، ولا سيما في ترك الصلاة، فإن الصلاة أعظم أمور الدين بعد الإيمان، ولا حظ في الإسلام لمن تركها، ومن ضيعها، فهو لما سواها أضيع، وقد سئل الشيخ بن عثيمين -رحمه الله -: نحن أربعة إخوة قد هدانا الله على يد أخي الأكبر، ولكنَّ أبي يسبُّنا ويلعننا، وقد تحملناه، وصبرنا على إيذائه لنا أربع سنوات، مع العلم أنه يوالي بعض الناس الذين يعينونه على المعاصي، ولا يحافظ على الصلاة، بل أحيانًا يتركها بالمرة، وفي النهاية: تركنا البيت، وهجرناه، فهل نأثم في ذلك، مع العلم أننا نصلُ أمَّنا؟

فأجاب -رحمه الله-: الواجب عليكم أن تسألوا الله الهداية لأبيكم، وأن تناصحوه دائمًا، ولا يحل لكم أن تهجروه، ولا أن تعقُّوه؛ لأن الله تعالى قال: (وَوَصَّيْنَا الإنسان بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ. وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا) {لقمان:14-15}، فهذه الصورة التي ذكرها الله عز وجل يبذلان الجهد في ولدهما أن يشرك بالله، ومع ذلك يقول الله عز وجل: (وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا)، فعليك أن تبرَّ والديك، وربما يكون برُّك لهما سببًا في صلاحهما.

اقرأ أيضا:

رأي الشيخ الغزالي في الغناء والموسيقى. هذه هي الأدلة التي استند إليها

اقرأ أيضا:

هل يدخل الجنة من مات طفلا؟


الكلمات المفتاحية

الأب الفاسق الأب الظالم كراهية الأولاد للأب هجر الأب

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled إن كان والدك على الحال التي ذكرت في سؤالك؛ فهو ظالم لكم، ومسيء غاية الإساءة، ولا سيما إذا كان يسبّ الدِّين، ويترك الصلاة المفروضة، فأي دِين وخُلُق بقي