أخبار

كيف تكون صادقًا مع الله ومع النفس ومع الآخرين؟.. تعرف على أهم الوسائل

نوادر الكذب .. ماذا تعرف عن كذاب أمير المؤمنين؟

كيف أمنع نفسي من الحسد والغيظ والغل من الأشخاص الناجحة والسعيدة؟.. د. عمرو خالد يجيب

المال الحرام يمحق البركة ويجلب الدمار .. وهذا هو الدليل

غلبني الشيطان ووقعت في الحرام مع خطيبي السابق وزوجي يضربني منذ تزوجته.. ماذا أفعل؟

دراسة: أطفال التلقيح الاصطناعي أكثر عرضة للإصابة بسرطان الدم

يعتمد على رجليه أو حائط عند النهوض للركعة الثانية هل يجوز؟

علامة في الأصابع تشير إلى 3 أمراض خطيرة

"الرحمة المهداة".. ماذا فعل النبي حين رأى الحسن والحسين من فوق المنبر؟

آداب زيارة الحبيب صلى الله عليه وسلم.. هذا ما يليق بك وأنت على عتبات أبوابه

المظلوم هل يدعو للظالم أم يدعو عليه.. وهل دعوته مستجابة؟

بقلم | محمد جمال حليم | الجمعة 30 يوليو 2021 - 07:40 م

يتداول الكثير من الناس أقولا عن أن دعوة المظلوم لا ترد فهل ثبت هذا عن رسول الله صلى الله عليه سلم؟

الجواب:
تبين لجنة الفتوى بسؤال وجواب أنه قد ثبت أن دعوة المظلوم مستجابة. كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لَا شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ الْوَالِدِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ) رواه أبو داود وقال: "هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ".
وتضيف: لكن القرائن تدل على أن المقصد من هذا: وهو كفّ الناس عن التظالم، كما يشير إلى هذا حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ مُعَاذًا إِلَى اليَمَنِ، فَقَالَ: (اتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ، فَإِنَّهَا لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ) رواه البخاري.
وذكرت أن من الأحاديث التي وردت في هذا الباب حديث أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ: الْإِمَامُ الْعَادِلُ، وَالصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ تُحْمَلُ عَلَى الْغَمَامِ، وَتُفْتَحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاوَاتِ، وَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: وَعِزَّتِي لَأَنْصُرَنَّكَ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ) رواه أحمد في "المسند" والترمذي ، وقال "هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ" وصححه محققو المسند بشواهده.
وهذا كله مما يدل على أن المقصود بدعاء المظلوم المستجاب هو الدعاء على الظالم، لا له.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
"أما دعوة المظلوم فمعناها إذا ظلمك أحد... فإذا دعوت الله عليه استجاب الله دعاءك، حتى ولو كان المظلوم كافرا، وظلمته، ثم دعا الله عليك، استجاب الله دعاءه، لا حبا للكافر، ولكن حبا للعدل، لأن الله حكم عدل، والمظلوم لابد أن ينصف له من الظالم، ولهذا لما أرسل النبي صلى الله عليه وسلم معاذا إلى اليمن قال له: (اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب).
فالمظلوم دعوته مستجابة إذا دعا على ظالمه بمثل ما ظلمه، أو أقل، أما إن تجاوز فإنه يكون معتديا فلا يستجاب له".
دعوة المظلوم للظالم بالهداية من كمال الإحسان:
لكن لا شك أن دعوة المظلوم للظالم بالهداية، هي من الإحسان الذي يُرجى استجابته، لأن الدعاء عليه نوع انتصار، والدعاء له نوع عفو وإصلاح، وقد حث الله تعالى عليه.
قال الله تعالى: (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ).
وكما أن ترك الدعاء عليه هو من الصبر المحمود، فإذا دعا له بالهداية والعفو، فقد زاد في الإحسان.
قال الله تعالى: (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ * وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ * إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ).
قال ابن كثير رحمه الله تعالى:
"فشرع العدل وهو القصاص، وندب إلى الفضل وهو العفو، كقوله تعالى: (وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ)؛ ولهذا قال هاهنا: (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ) أي: لا يضيع ذلك عند الله كما صح في الحديث: (وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا)".
وعن عَبْد اللَّهِ بن مسعود، قال: (كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَحْكِي نَبِيًّا مِنَ الأَنْبِيَاءِ، ضَرَبَهُ قَوْمُهُ فَأَدْمَوْهُ، وَهُوَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ وَيَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ) رواه البخاري.
الخلاصة:
أن دعوة المظلوم لمن ظلمه، بالهداية، أو المغفرة، أو نحو ذلك: هي من كمال الإحسان المندوب إليه، ويرجى أن تكون في محل الإجابة والقبول من رب العالمين، لكن ليس لها من خصوصية الإجابة، ما لدعوة المظلوم المضطر على ظالمه؛ فليحذر الظالم دعوة المظلوم عليه؛ فإنه ليس بينها وبين الله حجاب.

الكلمات المفتاحية

دعوة المظلوم الدعاء الظلم الإحسان

موضوعات ذات صلة

amrkhaled

amrkhaled يتداول الكثير من الناس أقولا عن أن دعوة المظلوم لا ترد فهل ثبت هذا عن رسول الله صلى الله عليه سلم؟