ما هي أفضل الأعمال إلى الله عز وجل، لاشك هي الصلاة، وللدلالة على ذلك، ما أكده القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، فلا شك أن أداء الصلاة في أول وقتها أفضل من كل الأعمال مهما كانت، لما ورد في الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله؟ قال: «الصلاة على وقتها»، قلت: ثم أي؟ قال: «بر الوالدين»، قلت: ثم أي؟ قال: «الجهاد في سبيل الله».

لذلك ترى الله عز وجل يحذر الكسالى عن الصلاة بالويل يوم الدين، قال تعالى: «فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ» (الماعون:4-5)، والسهو أي تأخير الصلاة، فما بالنا بمن يتركها بالكلية.. فالأمر جلل، وعلى الجميع أن يراجع نفسه.

حدود التأخير

بالتأكيد وقت الصلاة هو وقت حضورها ودخول الوقت كما بين العلماء، لكن العلماء وضعوا حدودًا للتأخير لا يجب تعديها، واعتبار هذا الوقت من وقت دخول الصلاة، وبالتالي من يأتيها فيه فلا يعد من المتأخرين، ويقول العلماء: إنه من أخر الصلاة بعد الأذان ساعة أو نصف ساعة، فلا شيء عليه، إن كان بعذر، أما إذا لم يكن ثم عذر، فلا إثم عليه لكن يفوته فضل التعجيل بالصلاة في أول وقتها على ما مر في الحديث.

وفي سنن النسائي، أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم جاءه جبريل فصلى به الصلوات الخمس في أول وقتها، ثم جاءه في اليوم الثاني فصلى به الصلوات في آخر وقتها، إلا صلاة المغرب فقد صلاها كاليوم الأول، ثم قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ما بين هذين وقت كله.. وأيضًا في مسند أحمد عن سيدنا أنس رضي الله عنه، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وقت صلاة الصبح، قال: فأمر بلالاً حين طلع الفجر فأقام الصلاة، ثم أسفر من الغد حتى أسفر، ثم قال: أين السائل عن وقت صلاة الغداة؟ ما بين هاتين أو قال: هذين وقت.

اقرأ أيضا:

9 صفات للزوجة الصالحة في الإسلام.. تعرف عليها

أفضل وقت للصلاة

جعلت قرة عين النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة، لذلك جاءت الأوامر الإلهية بضرورة الحفاظ على الصلاة في أوقاتها، قال تعالى: «حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ » (البقرة: 238)، وبالتالي كانت من صفات المؤمنين أنهم لا يلهيهم أي شيء عن إتيان الصلاة في وقتها.

 قال تعالى: «رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ » (النور: 37)، فمن آمن بالله حق الإيمان واليقين لا يمكن أن يضيع وقته إلا فيما يرضي الله ورسوله، ولم تلهه عنها أي شيء ولو كان أعظم الأرزاق، قال تعالى: «وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى » (طه: 132).