عزيزي المسلم، كما تحتاج المباني التاريخية إلى الترميم أحيانًا، خوفًا عليها من الهدم أو التشقق، أيضًا العلاقات الإنسانية تحتاج لترميم.. إذا أصابها مكروه، أو (شرخ) ما، بادر أنت واحميها من ازدياد هذه التشققات، فإننا أحيانًا نضحي بعلاقات عاشت لسنوات في ثواني.. ثم نشعر كأن أرواحنا سحبت منا.. لماذا نعاند في الخسارة، ونقهر قلوبنا، طالما نستطيع أن نسامح، لنريح قلوبنا أولا، ونعيش مع من نرتاح ثانيًا.. فالعمر كله لا يستحق ساعة مقاطعة.. فكم من ساعات ضاعت في خصام وجدال وعتاب.. ألم يئن الأوان لأن نستغل كل لحظة في الاتصال والود والمحبة!.. تقدم أنت ولا تعاند وابدأ بالسلام ولا تعاتب، فليس بين المحبين عتاب، وقديما قال أحد الحكماء: «الكلمات الطيبة ترمم الأرواح المنكسرة وتضمد شقوق الوجع، فَـ الجمال لايكون بامتلاكك وجهاً جميلاً بل يكُون بامتلاكك قلبا طيبا».

خصام الجحود

للأسف بتنا حين يقع بيننا أي مشكلة ولو بسيطة، (نأفور) الخصام، حتى ينقلب فجأة الأمر من حالة مودة إلى جحود مرة واحدة، كيف يحدث هذا الانقلاب فجأة، كيف يكون التغير 360 درجة مرة واحدة؟.. وكيف ننسى (عشرة عمر) وسنوات كانت تجمعنا كما يقولون (اللمة الحلوة)، وهل لو نسينا كل ذلك، كيف ننسى أن ديننا الحنيف يمنعنا من خصام الجحود، لأن ذلك إنما من علامات النفاق، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قال: «أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها، إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر».

اقرأ أيضا:

أحلق شعري زيرو أثناء الامتحانات حتى لا أخرج وأركز فى مذاكراتى.. يتهموننى بضعف الإرادة وأنى معقد

انقطاع المغفرة

أيضًا كيف ينسى المسلم (المشاحن) أن الله يغفر للكثير من الناس، إلا أنه لا يغفر أبدًا للمشاحن، فعن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: انظروا هذين حتى يصطلحا»، وأما مجرد الخلاف بين المتعاملين من دون تباغض ولا حقد فلا يدخل في هذا، ولكن تعمد الهجران وترك السلام على الأصدقاء لغير سبب فإنه ممنوع شرعا، وذلك أن تلتقيا فلا يسلم أحدكما على الآخر كما جاء في الصحيحين عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قال: «لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام».