التاريخ الإسلامي، مليء بالعظماء، الذين خلدوا أسمائهم بحروف من نور وذهب، ولكن للأسف هناك من لا يعرفه الكثير من الناس، ومن هؤلاء لسان الدين بن الخطيب الذي كان عبقرية فذة، وموسوعة وعلامة، ومتعدد المواهب من كتابة الشعر إلى النظم وكتابة الرسائل والموسيقى والطب والتصوف.

من هو لسان الدين بن الخطيب؟

هو محمد بن عبد الله بن سعيد بن عبدالله بن سعيد بن علي بن أحمد السلماني الخطيب، وأًطلق عليه لقب «ذي الوزارتين» لأنه جمع بين الوزارة والكتابة، كما لقب بـ«لسان الدين»، وقد ولد بمدينة لوشة بغرناطة عام 1313 ميلادي، ونشأ في أسرة غنية عرفت بالعلم والجاه، وقد تعلم الكثير من العلوم المختلفة، ومنها: دراسة القرآن والفقه والتفسير واللغة والرواية والطب.

الوزير السفير

جمع لسان الدين بن الخطيب بين الوزارة والسفارة، حيث بُعث سنة 1354 ميلاديًا سفيرًا إلى أبي الحسن المريني، وتم إرساله طالبًا النصرة ضد التحالف المسيحي المهدد لغرناطة، إلا أن الجاه الذي كان فيه ابن الخطيب لم يستمر بعد الاضطرابات الداخلية، ففي عام 1359 ميلادي استولى إسماعيل بن أبي الحجاج على الحكم، واعتقل كثيرا من الشخصيات العامة من بينهم ابن الخطيب.. إلا أن ذلك لم يقف حائلا أمام علمه وأدبه وتأليفه، حيث تمكن من تأليف عدة كتب كان أهمها: كتاب «الإحاطة في أخبار غرناطة» الذي يشكل موسوعة أندلسية في التاريخ والأدب، وفيها قال عن نفسه معترفًا بفضل أساتذته عليه: «قرأت كتاب الله عز وجل، ولازمت قراءة العربية والفقه والتفسير، وقرأت على قاضي الجماعة الصدر المتفنن أبي عبد الله ابن بكر رحمه الله، وتأدبت بالشيخ الرئيس صاحب القلم الأعلى أبي الحسن ابن الجيّاب، وأخذتُ الطب والتعاليمَ وصناعة التعديل عن الإمام أبي زكريا بن هُذيل ولازمته».

اقرأ أيضا:

يغتال العقل أكثر من الخمر ويخدع العلماء.. ما لم تسمعه عن الطمع

أبرز من كتبوا في التاريخ 

يعد بن الخطيب أحد أهم من كتب في تاريخ الدول الإسلامية المختلفة، حيث ألف عدة كتب منها «نفاضة الجراب» و«اللمحة البدرية»، و«رقم الحلل في نظم الدول»، والذي يتحدث فيه عن الخلفاء الأوائل وبني العباس، وبني أمية بالأندلس وملوك الطوائف والمرابطين والموحدين وبني مرين، وقبل وفاته اعتقل بن الخطيب في عهد الغني بالله الذي استعاد سلطته على غرناطة، وأصدر حكما بقتله عام 1374 ميلاديًا.