إذا كنت لا تستطيع التعبير عن وجهة نظرك بثبات مع احترام حقوق الآخرين ومعتقداتهم، خجولًا، أو متساهلًا تميل إلى تجنب الخلافات، ومن أجل ذلك قد تكرر بشكل مستمر أشياء مثل "سأوافق على أي شيء تقرره المجموعة"، فأنت شخص سلبي يفتقد لمهارة "الحزم" مما يضعك تحت ضغوط وصراعات داخلية نفسية جمة.

وكذلك الحال إذا كنت تتعامل مع من حولك بعدائية شديدة وتنمر، تتجاهل احتياجات الآخرين ومشاعرهم وآراءهم، وقد تبدو كشخص مغرور أو متعال، تعمل على إهانة الآخرين وتهديدهم، وقد يصل ذلك إلى التهديد البدني، ظنًا منك أنك هكذا ستحصل على ما تريد، بينما الحقيقة هي أنك تفتقد لمهارة "الحزم"، ومن ثم ستفقدك هذه الطريقة احترام الآخرين وثقتهم، وستحصل على الاستياء، والتجنب.

أما النوع الثالث من الناس من يفتقدون مهارة "الحزم" أيضًا فهم العدوانيون السلبيون، من يقولون "نعم" وهم يريدون قول "لا"، ويسخرون ويشكون من الآخرين من وراء ظهورهم، بدلًا من المواجهة بصورة مباشرة، أو يظهرون غضبهم من خلال أفعال سلبية.

 ومن هنا تظهر أهمية "الحزم" كمهارة اتصال أساسية ومهمة، تعزز احترام الذات، وتكسبك احترام الآخرين، وبناء علاقات صحية وسوية.

الحزم هو أسلوب حياة صحي، فهو يساعدك في منع الأشخاص من مضايقتك، كما يساعدك أيضًا في عدم الضغط على الآخرين.

كيف تتعلم مهارة "الحزم"؟

ولأن الحزم مهارة فإنه يمكن اكتسابها وتعلمها ككل مهارات الحياة، وتغيير أسلوب التواصل غير الصحي كالسابق ذكره،  ولكن مع الصبر والمثابرة والممارسة والاصرار فلا شيء يتغير بين عشية وضحاها، كالتالي:
1- قيم أسلوبك

اجلس مع نفسك لترى أسلوب تعاملك مع كل شيء في حياتك في علاقاتك، فمع طلب عمل إضافي منك مثلا وأنت لا تستطيع، هل تعبر عن ذلك أم تصمت وتقبل؟، وعندما يتحدثون عن زميلك فلان فهل تتسرع في اصدارأحكامًا عليه؟، هل تسارع أيضا بلوم أبناءك أو أصدقاءك على أخطائهم؟، هذا كله يحتاج منك إلى تقييم فهم أسلوبك قبل البدء في إجراء التغييرات.

2-  ابدأ بالقليل

في البداية، مارس مهاراتك الجديدة في المواقف الأقل خطورة.. على سبيل المثال، حاول أن تكون حازمًا مع شريك أو صديق قبل التعامل مع مواقف أصعب في العمل، وقيم نفسك بعد ذلك وعدل النهج الخاص بك حسب الضرورة.

3- تدرب على قول "لا"

اقهر عدم قدرتك على رفض ما لا تستطيع وقل "لا" بدون أن تخشى شيئًا.

اظهار أخبار متعلقة

4- استخدم العبارات التي تبدأ بـ"أنا"

يتيح استخدام العبارات التي تبدأ بـ"أنا" للآخرين معرفة ما تفكر به أو تشعر به دون أن يبدو أسلوبك اتهاميًا. على سبيل المثال، قل "أنا أختلف" بدلاً من "أنت مخطئ". إذا كان لديك طلب، فقل "أنا أريد منك المساعدة في هذا" بدلاً من "يجب عليك القيام بذلك". اجعل طلباتك بسيطة ومحددة.

5- كرر ما تريد أن تقوله

تدرب على الحزم، نعم، جرب  السيناريوهات النموذجية التي تواجهها في حياتك، واستعن بشريكك أو أخوك أو صديقكك ليقوم بأدوار تمثيلية تدريبية معك على ذل، واطلب ملاحظاته.

6- سيطر على مشاعرك

الحزم وقت النزاع صعب، خاصة لو كنت شخصًا عاطفيًا،  فقد تغلبك مشاعر الاحباط، أو الغضب، أو الرغبة في البكاء، وهذه كلها مشاعر طبيعية، محتملة، ولكنها تعوث "الحزم"، لذا حاول السيطرة على مشاعرك، قدها ولا تجعلها تقودك قدر المستطاع، تنفس ببطء، ابق هادئًا.

7- استخدم لغة الجسد

فالجسد مع الصوت يشكل هارموني للتعبير عن الحزم أثناء التواصل، فلا تهمل أحدهما، وتصرف بثقة مهما كنت تشعر بخوف أو عدم ثقة، وحافظ على وضعيتك المستقيمة، لكن انحنِ إلى الأمام قليلاً، وحافظ على الاتصال البصري العادي، وتعبيرات الوجه المحايدة أو الإيجابية. ولا تضع ذراعيك أو ساقيك فوق بعضهما، وتدرَّب على لغة الجسد الحازمة أمام المرآة أو مع صديق أو زميل.

8- اطلب المساعدة

لا بأس ألأن تطلب المساعدة المتخصصة، فالانتقال من شخصية تتواصل بعدائية، أو سلبية، أو عدائية سلبية قد يكون صعبًا للغاية، وربما لا تستطيعه وحدك، وهنا يأتي دور المتخصص في التدريب والتعليم، مما يسهل عليك الأمر ويقصر الطريق.

اظهار أخبار متعلقة