أخبار

نصائح لا تفوتك للتخفيف أعراض القولون العصبي

الشيخ "الطبلاوي" (موهبة متفردة).. فشل في اختبار الإذاعة 9 مرات وأصبح مشهورًا في ربع ساعة

لماذا يموت الحب بعد الزواج؟.. 7 أسباب تثير الكراهية بين الزوجين

9 صفات للزوجة الصالحة في الإسلام.. تعرف عليها

"إن الحسنات يذهبن السيئات".. كيف نستكثر من الخير؟

كيف تكسب قلوب الناس؟.. أخلاق اقتد فيها بالنبي

كيف رد الله على الكافرين حين طلبوا النصر؟ وما مصير كل جبار في الأرض؟ (الشعراوي يجيب)

خيّرهم الإسكندر عن الشجاعة والعدل.. لن تتخيل إجابتهم

دعاء الصباح الذي كان يداوم عليه النبي

خطيبي لا يصلي ويقول لي إنه سيتغير بعد الزواج.. ما الحل؟

"والفلك تجري في البحر بأمره".. ماذا بعد أن أصبحت السفن تسير بالآلات؟ (الشعراوي يجيب)

بقلم | فريق التحرير | الاربعاء 02 يونيو 2021 - 01:19 م


{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} [الحج: 65]


يقول العلامة الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي:


هذه الآية امتداد للآية السابقة، فما في السماء وما في الأرض مِلْك له سبحانه لكنه سخَّره لمنفعة خَلْقه، فإنْ سأل سائل: فلماذا لا يجعلها الله لنا ويُملكنا إياها؟ نقول: لأن ربك يريد أنْ يُطمئِنك أنه لن يعطيها لأحد أبداً، وستظل مِلْكاً لله وأنت تنتفع بها، وهل تأمن إنْ ملّكها الله لغيره أنْ يتغيّر لك ويحرمك منها؟ فأمْنُك في أن يظل الملْك لله وحده؛ لأنه ربك ومُتولّيك، ولن يتغير لك، ولن يتنكّر في منفعتك.

السفن تسير بالريح حيث أمرها الله


وقوله تعالى: { وَٱلْفُلْكَ تَجْرِي فِي ٱلْبَحْرِ بِأَمْرِهِ.. } [الحج: 65] الفُلْك: السفن، تُطلق على المفرد وعلى الجمع، تجري في البحر بأمره تعالى، فتسير السفن بالريح حيث أمرها الله، كما قال سبحانه: { وَتَصْرِيفِ ٱلرِّيَاحِ.. } [البقرة: 164] وهذه لا يملكها ولا يقدر عليها إلا الله، وقال في آية أخرى: { إِن يَشَأْ يُسْكِنِ ٱلرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَىٰ ظَهْرِهِ.. } [الشورى: 33].

وتأمَّل دِقَّة الأداء القرآني من الله الذي يعلم ما كان، ويعلم ما يكون، ويعلم ما سيكون، فلقائل الآن أنْ يقول: لم نَعُد في حاجة إلى الريح تُسيِّر السفن، أو توجهها؛ لأنها أصبحت تسير الآن بآلات ومحركات، نعم السفن الآن تسير بالمحركات، لكن للريح معنى أوسع من ذلك، فالريح ليست هذه القوة الذاتية التي تدفع السفن على صفحة الماء، إنما الريح تعني القوة في ذاتها، أياً كانت ريحاً أم بُخَاراً أم كهرباء أم ذرة.. إلخ.

بدليل قوله تعالى: { وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ.. } [الأنفال: 46] يعني: تذهب قوتكم أيًا كانت هذه القوة حتى الصياد الذي يركب البحر بقارب صغير يُسيِّره بالمجاديف بقوة يده وعضلاته هي أيضاً قوة، لا تخرج عن هذا المعنى.

وهكذا يظل معنى الآية صالحاً لكل زمان ولكل مكان، وإلى أن تقوم الساعة. والريح إنْ أُفردَتْ دلَّتْ على حدوث شَرٍّ وضرر، كما في قوله تعالى: { وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ ٱلرِّيحَ ٱلْعَقِيمَ }[الذاريات: 41].

مهمة الريح


وقوله: { وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ.. } [الأنفال: 46] وقوله: { بَلْ هُوَ مَا ٱسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ } [الأحقاف: 24] وإنْ جاءت بصيغة الجمع دلَّت على الخير، كما في قوله تعالى: { وَأَرْسَلْنَا ٱلرِّيَاحَ لَوَاقِحَ.. } [الحجر: 22].

وسبق أنْ تحدثنا عن مهمة الريح في تماسك الأشياء وقيامها بذاتها، فالجبل الأشمّ الذي تراه ثابتاً راسخاً إنما ثبتَ بأثر الريح عليه، وإحاطته به من كل جانب، بحيث لو فُرِّغ الهواء من أحد جوانب الجبل لانهار، وهذه هي الفكرة التي قامت عليها القنبلة، فالهواء هو الذي يقيم المباني والعمارات ويثبتها؛ لأنه يحيطها من كل جانب، فيُحدِث لها هذا التوازن، فإنْ فُرِّغ من أحد الجوانب ينهار المبنى.

السماء مرفوعة بلا عمد


ثم يقول سبحانه: { وَيُمْسِكُ ٱلسَّمَآءَ أَن تَقَعَ عَلَى ٱلأَرْضِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ.. } [الحج: 65] فالسماء مرفوعة فوقنا بلا عَمَد، لا يمسكها فوقنا إلا الله بقدرته وقيوميته أنْ تقع على الأرض إلا بإذنه تعالى، كما قال في آية أخرى: { إِنَّ ٱللَّهَ يُمْسِكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ أَن تَزُولاَ وَلَئِن زَالَتَآ إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ.. } [فاطر: 41].

{ إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ } [الحج: 65] فمن صفاته تعالى الرأفة والرحمة، والفَهْم السطحي لهاتين الصفتين يرى أنهما واحد، لكن هما صفتان مختلفتان، فالرأفة تزيل الآلام، والرحمة تزيد الإنعام، والقاعدة أن درْء المفسدة مُقدَّم دائماً على جَلْب المصلحة، فربك يرأف بك فيزيل عنك أسباب الألم قبل أن يجلب لك نفعاً برحمته.

وسبق أن أوضحنا هذه المسألة بمثل: قلنا هَبْ أن واحداً يرميك بحجر، وآخر يرمي لك تفاحة، فأيُّهما يشغلك أولاً؟ لا شكَّ ستُشغل بالحجر، كيف تقي نفسك من ضرره ثم تحاول أن تنال هذه التفاحة؟

لذلك قال تعالى: { وَلَوْ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّىٰ.. } [النحل: 61].



الكلمات المفتاحية

والفلك تجري في البحر بأمره السماء مرفوعة بلا عمد الريح الشيخ محمد متولي الشعراوي

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَ