عزيزي المسلم الذي صام شهر رمضان المبارك، ها هو وقد مر الشهر الكريم، فبماذا سألت الله عز وجل، وما هو أكثر ما تمنيته طوال الشهر؟.. هل كان النصيب الأكبر في دعائك ما يخص الدنيا، سواء كان مالًا أو زواجًا أو عملاً ناجحًا، وخلافه، أم الآخرة؟.. وهل لو كان أكثر أمانيك ودعاؤك عن الآخرة، فماذا قلت؟..
هل سألت الله عز وجل يومًا من أيام شهر رمضان، أو في إحدى لياليه، أن يرزقك مجاورة النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم في الجنة.. هل تراه أمرًا بعيد المنال لذلك لم يخطر ببالك، أم أنك لا تعرف هذا الدعاء من الأساس؟.. أوتدري أنك لو كنت دعوت لربما كان استجاب رب العزة سبحانه وتعالى، ولما لا، فهو الذي يقول للشيء كن فيكون.
اظهار أخبار متعلقة
مع من أحببت
هل تعلم عزيزي المسلم، أن المرء يحشر مع من يحب، فعن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رجلًا سأل النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم عن الساعة، فقال: متى الساعة؟ فقال له رسول الله صىل الله عليه وسلم: «وما أعددت لها»؟.. فقال الرجل: لا شيء غير أني أحب الله ورسوله، فرد عليه النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قائلا: «أنت مع من أحببت»، بهذه السهولة نال هذا الرجل أن يحشر من خير البشر، في أعلى درجات الجنة، طلبها ولم يقف أمامها، لم يعتبرها صعبة أو بعيدة المنال، لكنه طلبها، فكانت النتيجة أن وافقه النبي وأكد له أنه مع من يحب، هكذا أنت عزيزي المسلم، لما لا تسأل الله عز وجل مرافقة نبيك في الجنة؟.. أترى الأمر صعبًا؟.. صدقًا ليس بصعب، وإنما الصعب أن ينتهي رمضان دون أن تستغله في مثل هذه الأدعية والسماء مفتوحة، والله لا يرد داعيه أبدًا.
كيف ترافق النبي؟
لكن هل لمرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة شروط؟.. ربما ليست شروطًا لكنها بالتأكيد صفات على كل مسلم أن يتحلى بها، منها: حبه وطاعته، والصلاة عليه، وحسن الخلق، والاهتمام بتربية الأبناء، وكفالة اليتيم، وكثرة الصلاة.. وإذا كان لكل إنسان أمنية في حياته يسعى من أجلها، ويحرص على بلوغها، ويضحي بكل ما لديه ليصل إليها، فقد كانت أمنية الصحابي الشاب ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه هي مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة.. إذ يقول ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه: «كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بوضوئه وحاجته: فقال لي: سل، فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، قال صلى الله عليه وسلم: أو غير ذلك؟ قلت: هو ذاك، قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود».. إذن عزيزي المسلم في كل مرة تسجد لله عز وجل اسأله مرافقة نبيه في الجنة، فالأمر يستحق التكرار، وهو ليس بصعب على الله عز وجل أن يحققه لك.
