توصلت دراسة حديثة إلى أن الأطفال الذين ينشئون مع أبوين متوترين أكثر عرضة للمعاناة من السمنة المفرطة.

إذ يزداد وزن الأطفال بين سن الخامسة والرابعة عشرة إذا عانى والدهما من القلق بعد ولادتهم. كما يتأثر وزن الفتيات بمخاوف أمهاتهن، لكن هذا لم يكن له أي تأثير على الأولاد.

ويقول باحثون من كلية لندن الجامعية، إن هناك حاجة إلى مزيد من العمل لتحديد سبب الارتباط المحتمل. لكنهم حذروا من أن الآباء الذين يعانون من الإجهاد قد يفرطون في إطعام أطفالهم، أو يفشلون في منحهم الحرية التي يحتاجون إليها للتنقل.

وقال الباحثون وفقًا لصحيفة "ديلي ميل"، إن الأطفال قد يلجأون إلى تناول الطعام المريح كآلية للتكيف، أو قد تنبع المخاوف من الحرمان الاجتماعي وانعدام الأمن الوظيفي، مما قد يؤثر على جودة النظام الغذائي للطفل وأسلوب حياته.

اظهار أخبار متعلقة

الافتقار إلى الدعم الاجتماعي والعقلي والاجتماعي والاقتصادي

قالت عالمة النفس كريستيان توميروب، إن النتائج التي توصلت إليها تسلط الضوء على أهمية تزويد الآباء بالدعم الاجتماعي والعقلي والاجتماعي والاقتصادي.

وارتبطت حالة التوتر والضيق لدى الأمهات بين تسعة أشهر وثلاث سنوات بزيادة حادة في مؤشر كتلة الجسم والدهون الزائدة في الجسم لدى الفتيات فقط.

أضافت توميروب: "نحن نعلم أن السنوات القليلة الأولى من الحياة ضرورية لنمو الوزن الصحي ، لكننا لا نعرف بالضبط أي التعرض النفسي والاجتماعي خلال السنوات الأولى يعرض بعض الأطفال لخطر زيادة الوزن في مرحلة الطفولة المتأخرة".

تابعت: "تؤكد النتائج التي توصلنا إليها كيف أن الافتقار إلى الدعم الاجتماعي والعقلي والاجتماعي والاقتصادي المتاح للآباء قد يكون له آثار صحية طويلة الأجل على أطفالهم".

واستدركت توميروب قائلة: "يبدو أن الضيق الذي يعاني منه الآباء أثناء الطفولة قد يعرض أطفالهم لخطر أكبر للإصابة بزيادة الوزن خلال طفولتهم. وهذا يؤكد الدور الرئيسي الذي يلعبه الآباء في تشكيل النمو الصحي لأطفالهم منذ بداية الحياة".

دعم الصحة العقلية والرفاهية للآباء 

ونصحت قائلة: "من أجل حماية صحة الأطفال، يجب عمل المزيد لدعم الصحة العقلية والرفاهية بين كلا الوالدين في السنوات الأولى، بالإضافة إلى معالجة الدوافع الاجتماعية الأوسع لعدم المساواة في الصحة العقلية".

وشددت توميروب على أن "هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات للكشف عن الآليات البيولوجية والاجتماعية والسلوكية الكامنة وراء هذه الارتباطات".

وما يقرب من ربع الأطفال يعانون من زيادة الوزن أو السمنة عند دخول المدرسة الابتدائية في إنجلترا، وترتفع النسبة إلى أكثر من واحد من كل ثلاثة بحلول الوقت الذي يغادرون فيه.

والأطفال الذين يعيشون في المناطق المحرومة في بريطانيا هم أكثر عرضة للإصابة بالسمنة بمرتين من أولئك الذين يعيشون في المناطق الأكثر ثراءً بحلول سن الخامسة.

ومن المقرر أن تعرض النتائج، التي شملت أسرًا مكونة من والدين فقط، في المؤتمر الأوروبي حول السمنة يوم الثلاثاء.