اسم الله ( القيوم ).. هل تعلم عزيزي المسلم ماذا يعني قول الله تعالى: "الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ ِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ).. هنا الله عز وجل يفضل الرجل على المرأة في أمور، وأيضًا فضل المرأة في أمور أخرى.. لذلك الاثنان يكملان بعضهما البعض.. لكن ما فائدة وما معنى (الرجال قوامون !!).. يعني أن الرجل هو المسؤول بحفظها و رعايتها وبالإنفاق عليها .. هو المصدر .. هو البداية .. هو القائد .. مسؤوليته كبيرة لاشك .. لأن السمات التي فضله بها الله عز وجل هي قدرات تجعله مصدرًا للأمان والاحتواء و الطمأنينة .. بحكمته .. بقوته .. بعقلانيته .. بشجاعته .. بصبره .. بثباته .. بتحمله .. بصموده .. مقابل سمات الست التي فضلها الله عز وجل بها عنه .. وهي: السكن .. اللطف .. الجمال .. و أوجه أخرى من أوجه الأمان والحكمة والصبر والقوة والشجاعة والثبات والتحمل.

اختلاف القوى

لاشك أن القوة مختلفة والحكمة أيضًا مختلفة، والعقلانية هي الأخرى مختلفة .. لكن الفرق بينهم برغم احتياج كل واحد للأخر، والذي جعل مسؤولية القوامة للرجل هو: أن المرأة تكتمل أنوثتها وصفاتها التي فضلها الله بها .. في وجود رجل حقيقي (قوَّام) .. وفي غياب هذا الرجل الحقيقي و دوره وقوامته .. تكون قد تعرضت لنقص كبير بالفطرة !.. لأن الرجل مصدر لقوتها ولأمانها و للإنفاق عليها .. وهي قد خلقت من ضلعه .. وحتى تعوَّض هذا النقص والفقد، فإنها تبذل مجهودًا مضاعفًا من تركيبتها ونفسيتها و روحها ومشاعرها .. وهو ما يتنافى مع أصل قدراتها !

لكن الرجل القوام هو رجل صفاته متواجدة في كل أحواله .. وجود الست الصح في حياته سيفرق معه في كونه مرتاح ومستشعر السكن أو لا .. هي حافز و تشجيع و قوة إضافية لتركيبته !.. هي مشاعر خاصة به وحده .. لكنه في كل أحواله وتصرفاته ومواقفه .. رجل قوام !

اقرأ أيضا:

"إن كان قال فقد صدق" قالها أبو بكر ولزمها الصحابة.. هكذا كانوا يتعاملون مع رسول الله

قوامة المرأة

إذن حينما يكون الرجل قوامًا حقيقيًا.. ستكون المرأة أيضًا قوامة في مهامها التي وكلت لها .. ومن ثم يتم إنتاج أطفال يتربوا ويتأسسوا على معاني القوامة الحقيقية، و أن كل واحد له دور حقيقي (يقوم) به في الحياة .. فتتزن الحياة بقطبيها الرجل والمرأة !!


لكن ما كل ذلك باسم الله القيوم ؟؟.. أن الله عز وجل من عظمته جعل لنا نموذجًا مصغر في الحياة لمعنى الرب .. وهو رب الأسرة .. و وكله صفة من صفات الله ( القيوم ) القائم بأعمال العباد .. حيث قال عز وجل: ( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً )، خليفة يخلق بصفات الله على الأرض .. وعلى رأس هذه الصفات وصفها الرسول عليه الصلاة والسلام باسم الله العظيم .. هي القيوم ..

فحينما تدرك عظمة هذه الصفة أولاً و تخلق بها ثانياً .. فأنت إذن وفيت كل ما عليك في الدنيا بقوامتك وأنت مطمن أنك عبد القيوم ).. تأكيدًا لقوله تعالى: (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ).