في رمضان، هذا الشهر الفضيل المعظم، حيث الحسنة بأضعاف أمثالها، يستحب أن يزيد فيها المسلم من أعمال الخير، فيا عزيز المسلم إياك أن تجعل يومك يمر دون أثر طاهر.. (‏تصدق .. سبح .. ابتسم .. فالأيام لا تعود).


فالصدقة مثلا تطفئ غضب الله عز وجل، حيث يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «إن صدقة السر تطفئ غضب الرب تبارك وتعالى»، كما أنها تمحو الخطايا والذنوب، حيث يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «والصدقة تطفئ الخطيئة كما تطفئ الماء النار»، وأيضًا فإن الصدقة تقي من النار، كما في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «فاتقوا النار، ولو بشق تمرة».. تصور أمرًا واحدًا يفعل هذا الكم من الخير، فما بالك أن هذا الخير في رمضان!.

شهر التسبيح

رمضان بالأساس شهر التسبيح، فلا يجوز أن تمر لحظة واحدة دون أن يذكر فيها المسلم ربه، لأنه لو علم فضل التسبيح لما ضيع أي وقت بعيدًا عنه، فالتسبيح سبب لإزالة وهن النفس ورفع الهمة، وهي أمور يحتاج لها العبد بشدة في رمضان، فقد أوصى الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم، أن يسبح الله تعالى بعد كل التكذيب الذي عايشه من قومه، وذلك لرفع همته وإزالة الوهن والضعف الذي صار إليه، قال تعالى: «فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ۖ وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ»، ويعد ذكر الله تعالى عمومًا من أعظم العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى ربه سبحانه، وورد في فضل الذكر أحاديث، منها قول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟.. قالوا: بلى، قال: ذكر الله تعالى».

اقرأ أيضا:

كيف يحمي الله الحياة من المفسدين؟ (الشعراوي يجيب)

فضل الابتسامة

الابتسامة من أهم الأمور التي تميز شهر رمضان، فبابتسامة واحدة تمحى كل الخلافات بين الناس مهما كانت، لذلك كان رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم مبتسمًا دائمًا، ولا يغضب أبدًا إلا لله عز وجل، وهكذا كان صلى الله عليه وسلم، يملك قلوب أصحابه رضي الله عنهم، بوجهه المبتسم دائمًا، وابتسامته المشرقة، وكلماته الطيبة، وقد قال الله تعالى عن حاله مع أصحابه: « فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ » (آل عمران من الآية: 159).. إذن هي أمور بسيطة لكنها عند الله عظيمة، فلما لا نستغلها في هذا الشهر الفضيل، فنخرج من يومنا تاركين أثرًا طيبًا بأبسط الأمور.