من جانبها تبين مروة عبد الحميد خبيرة العلاقات الأسرية والتربوية أن شهر رمضان فرصة عظيمة لتوطيد تلك العلاقات الأسرية حيث يلتزم الجميع بمواعيد ثابتة لتناول الطعام وإقامة الصلاة والقيام والدعاء وقراءة القرآن. ومع ذلك، فقد تظهر بعض الإشكاليات التي قد تعيق الأسرة من تحقيق ما ذكرناه كارتباطات العمل أو الالتزام بالدراسة.

وتضيف "عبد الحميد" وفي أحيانٍ كثيرة تمثّل هذه الإشكاليات عبئاً نفسياً علي الأسرة بشكل عام وعلي المرأة بشكل خاص إذا كان الزوج مضطراً إلي أن يخرج للعمل بعد الإفطار.

وتبين أن المرأة كائن رقيق يميل إلي العاطفة وتجد سعادة بالغة في جو الأسرة الدافئ. لذلك فهي من أول المتأثرين سلباً بغياب أحد أفراد الأسرة وخاصةً إن كان هذا الشخص هو زوجها الذي تشتاق إليه سريعاً بسبب ساعات عمله الطويلة.

وتذكر خبيرة العلاقات الأسرية والتربوية أننا نجد أن بعض النساء يفضّلن عدم إثارة هذا الموضوع مع الزوج خوفاً من أن تزيد من عبئه النفسي أو تفادياً لإحساسه خطئاً بالتقصير، ولكن هذا القرار بعدم مشاركة الزوج في مشاعرها ومتطلباتها قد يؤدي إلي تفاقم المشكلة وقد يُحدث فجوة بين الزوجين وهذا أمر غير محبّذ تماماً لما له من آثار وخيمة علي كافة أفراد الأسرة.

وتنصح ولذلك أنصح الأخت السائلة بأن توضّح للزوج مدي تقديرها له علي تعبه وشقاؤه لتوفير حياة كريمة للأسرة، ثم تتحدّث معه بكل صراحة ووضوح عمّا يشغل بالها ولا تخجل من أن تطلب منه حقّها الشرعي ولكن دون إثارة جدل أو إلقاء لوم حتي لا ينفر الزوج من الحوار. وأضيف إلي ذلك ضرورة حُسن استخدام الإجازة الأسبوعية من العمل والدراسة، فأنصحك بأن تهيّئي للزوج جو أسري هادئ في يوم إجازته وأن تعمّري أوقاتكم بالحديث الطيّب وأن تشركي معكما الأولاد - إن وُجد - حتي يستفيد الجميع من دفئ الأسرة والتواصل الجيّد الذي يعضد الأسرة ويعينها علي مواجهة الحياة بكافّة تحدياتها.