أخبار

كيف بزيد الايمان وبنقص؟ وما أثر ذلك على العمل والاستقامة على الحق

الفرق بين الحقيقة والوهم.. كيف تأتي الله بقلب سليم؟

تفاصيل وساطة الرسول التي أرعبت أبو جهل وأعادت للأعرابي ماله ..قصة مثيرة

سر البركة في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم واستجابة الله له؟

تعرف على أحكام قضاء السنن .. وهل تقضى صلاة الكسوف لمن لم يصلها؟

6فضائل لقول "لا حول ولا قوة إلا بالله " تجعله جسر العلاقة بين العبد وربه ..إقرار يومي مفتوح بأنواع التوحيد الثلاثة

بر الوالدين واجب.. ماذا عن بر الأبناء؟ (آداب ومواعظ)

مريم ابنة عمران خير نساء العالمين .. هكذا برأتها السماء ومن سيكون زوجها في الجنة ؟

"الناس نيام فإذا ما ماتوا انتبهوا".. كيف تفيق من غفلتك قبل أن يفاجئك الموت؟

دعاء الاستغفار من الذنب

تنفر من زوجها لظنها أنه يتخيل أخرى أثناء الجماع.. ما الحكم؟

بقلم | خالد يونس | السبت 06 فبراير 2021 - 09:00 م

أنا أعلم أن تخيل امرأة أخرى أثناء جماع الزوجة مكروه، وقرأت في فتوى هنا أنه كالزنى، وبالأمس حدثني زوجي في هذه الأثناء عمّا حدث معه في عمله، حيث أُرسل ليصلح خللًا في منزل فتاة يهودية، وكانت ترتدي ملابس تظهر مفاتنها، وأخبرني أن أحد الذين يعملون في الورشة أخبره أنه زنى بها مقابل مبلغ أعطته إياه، وكان يصفها لي، فشعرت أنها في ذهنه أثناء الجماع، وتضايقت جدًّا، وخشيت على زوجي من تلك المقدمات، رغم أن زوجي ملتزم، ومعظم عمله في ورشات حديثة، وليس داخل البيوت، ولكن بعد هذا شعرت بالنفور منه، ولم أعد أطيق أن يقترب مني، فماذا أفعل؟ 


الجواب:


قال مركز الفتوى بإسلام ويب: هناك خلاف بين الفقهاء في حكم تخيل امرأة أخرى أثناء جماع الزوجة، ذهب الأكثر إلى أن ذلك حرام، وهو مذهب الحنفية، والمالكية، والحنابلة، وبعض الشافعية، بل عده بعضهم من الزنى، قال ابن الحاج المالكي: ويتعين عليه أن يتحفظ على نفسه بالفعل، وفي غيره بالقول من هذه الخصلة القبيحة، التي عمت بها البلوى في الغالب، وهي أن الرجل إذا رأى امرأة أعجبته، وأتى أهله، جعل بين عينيه تلك المرأة التي رآها، وهذا نوع من الزنى؛ لما قاله علماؤنا فيمن أخذ كوزًا من الماء، فصور بين عينيه أنه خمر يشربه، أن ذلك الماء يصير عليه حرامًا، وهذا مما عمت به البلوى؛ حتى لقد قال لي من أثق به: إنه استفتى في ذلك من ينسب إلى العلم، فأفتى بأن قال: إنه يؤجر على ذلك، وعلّله بأن قال: إذا فعل ذلك، صان دينه، فإنا لله وإنا إليه راجعون على وجود الجهل، والجهل بالجهل، وما ذكر لا يختص بالرجل وحده، بل المرأة داخلة فيه، بل هو أشد؛ لأن الغالب عليها في هذا الزمان الخروج، أو النظر، فإذا رأت من يعجبها، تعلق بخاطرها، فإذا كانت عند الاجتماع بزوجها، جعلت تلك الصورة التي رأتها بين عينيها، فيكون كل واحد منهما في معنى الزاني، نسأل الله العافية… انتهى المراد من كلام ابن الحاج من كتابه المدخل.

وقال ابن مفلح الحنبلي في الآداب: وقد ذكر ابن عقيل، وجزم به في الرعاية الكبرى: أنه لو استحضر عند جماع زوجته صورة أجنبية محرمة، أنه يأثم..  وقال ابن عابدين الحنفي -بعد ذكره كلام ابن حجر الهيتمي الشافعي- الآتي: ولم أر من تعرض للمسالة عندنا (يعني الحنفية)، وإنما قال في الدرر: إذا شرب الماء، وغيره من المباحات بلهو، وطرب، على هيئة الفسقة، حرم، والأقرب لقواعد مذهبنا: عدم الحلِّ؛ لأن تصور تلك الأجنبية بين يديه يطؤها، فيه تصوير مباشرة المعصية على هيئتها، فهو نظير مسألة الشرب، ثم رأيت صاحب تبيين المحارم من علمائنا نقل عبارة ابن الحاج، وأقرها. انتهى من حاشية ابن عابدين.

قاعدة سد الذرائع


أما الشافعية: فالمعتمد عندهم هو جواز ذلك، قال ابن حجر الهيتمي في تحفة المحتاج: فرع: وطئ حليلته متفكرًا في محاسن أجنبية، خيل إليه أنه يطؤها، فهل يحرم ذلك التفكر، والتخيل؟

اختلف في ذلك جمع متأخرون، بعد أن قالوا: إن المسألة ليست منقولة، فقال: جمع محققون -كابن الفركاح، وابن البزري، والرداد شارح الإرشاد، والسيوطي، وغيرهم- بحل ذلك، واقتضاه كلام التقي السبكي في كلامه على قاعدة سد الذرائع، واستدل الأول لذلك بحديث:  إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت بها أنفسها... "، ولك رده بأن الحديث ليس فيه ذلك، بل في خاطر تحرك النفس، هل يفعل المعصية، كالزنى، ومقدماته، أو لا، فلا يؤاخذ به، إلا إن صمم على فعله، بخلاف الهاجس، والواجس، وحديث النفس، والعزم، وما نحن فيه ليس بواحد من هذه الخمسة؛ لأنه لم يخطر له عند ذلك التفكر، والتخيل، فِعْل زنىً، ولا مقدمة له، فضلًا عن العزم عليه، وإنما الواقع فيه تصور قبيح بصورة حسن، فهو متناس للوصف الذاتي، ومتذكر للوصف العارض.

فإن قلت: يلزم من تخيله، وقوع وطئه في تلك الأجنبية، أنه عازم على الزنى بها.

قلت: ممنوع، كما هو واضح، وإنما اللازم فرض موطوءته هي تلك الحسناء لو ظفر بها حقيقة، لم يأثم، إلا إن صمم على ذلك، فاتضح أن كلًّا من التفكر، والتخيل، حالٌ غير تلك الخواطر الخمسة، وأنه لا إثم، إلا إن صمم على فعل المعصية بتلك المتخيلة لو ظفر بها في الخارج.

قال ابن البزري: وينبغي كراهة ذلك، ورُدَّ بأن الكراهة لا بدّ فيها من حكم خاص …

ونقل ابن الحاج عن بعض: العلماء أنه يستحب، فيؤجر عليه؛ لأنه يصون به دينه، واستقرّ به بعض المتأخرين منا، إذا صح قصده، بأن خشي تعلقها بقلبه، واسـتأنس له بما في الحديث الصحيح من أمر "من رأى امرأة، فأعجبته، فإنه يأتي امرأته، فيواقعها". انتهى.

على أن بعض الشافعية ذهب إلى التحريم، حيث قال: العراقي في طرح التثريب: لو جامع أهله، وفي ذهنه مجامعة من تحرم عليه، وصور في ذهنه أنه يجامع تلك الصورة المحرمة، فإنه يحرم عليه ذلك، وكل ذلك؛ لتشبهه بصورة الحرام. والله أعلم. انتهى.

وتابع مركز الفتوى قائلًا: وقد أخطأ هذا العامل بإخباره زوجك بما فعل من الزنى بهذه المرأة، فكان الواجب عليه التوبة إلى الله عز وجل، والستر على نفسه، وقد أخطأ زوجك بإخبارك بأمر هذا العامل، وخبره، ووصفه هذه الفتاة لك.

تسويل الشيطان


وأما أن يأتي على بالك أن زوجك يتخيلها أثناء الجماع، فهذا من تسويل الشيطان، وربما اتخذه مدخلًا؛ ليوقع بينك وبين زوجك، ويفرق بينكما، وهذا من أعظم مساعيه، ثبت في صحيح مسلم عن جابر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئًا، قال: ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته - قال - فيدنيه منه، ويقول: نعم أنت. وقد ترجم عليه النووي: باب تحريش الشيطان، وبعثه سراياه لفتنة الناس.

فكوني منه على حذر، واستعيذي بالله من شرّه، واحرصي على تناسي الأمر، ودفع هذه النفرة، ومعاشرة زوجك بطيب نفس، وإلا فقد يؤدي بك هذا النفور إلى الوقوع في الإثم بالامتناع عن الفراش، وهو مما لا يجوز إلا لعذر شرعي.

اقرأ أيضا:

رأي الشيخ الغزالي في الغناء والموسيقى. هذه هي الأدلة التي استند إليها

اقرأ أيضا:

هل يدخل الجنة من مات طفلا؟


الكلمات المفتاحية

الجماع تخيل امرأة أخرى تسويل الشيطان الزنى

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled هناك خلاف بين الفقهاء في حكم تخيل امرأة أخرى أثناء جماع الزوجة، ذهب الأكثر إلى أن ذلك حرام، وهو مذهب الحنفية، والمالكية، والحنابلة، وبعض الشافعية، بل