مخطوبة منذ سنة ونصف، وانطفأت أيضًا من وقتها، مع أنني وخطيبي تجمعنا قصة حب.

المشكلة أن تصرفاته معي غريبة، ومسيئة، ومؤذية، وفي كل مرة يفعلها يطلب مني أن أتحمله حتى يتغير، ومعظم الوقت يتهمني أنني حساسة وأضخم المواقف وأنني السبب.

تحملت كثيرًا، ولكنني لم أعد أقوى على احتمال الأذى والاهانات، فأصبحت أبتعد ولكنه وقتها لا يهدأ إلا إذا نجح في اقترابي منه من جديد، ثم يعاود الكرة فابتعد وهكذا في حلقة مفرغة من الإيذاء والابتعاد والعودة.

هل هناك أمل في أن يتغير بالفعل، هل أحتمله وأصبر، أم ماذا أفعل؟

الرد:

مرحبًا بك يا صديقتي..

ألف باء علاقة صحية عاطفية= عدم وجود اساءات من أي نوع، وقديمًا أخبرنا الشاعر أن الحب لا يستقيم مع الأذى، فوقوع الأذى إيذان بهرب الحب وانتفائه.

ومع الحب الحقيقي، والعلاقة الصحية الحقيقيى لا ننطفيء بل العكس تمامًا.

من يحب يتوهج، يرى وهجه القاصي والداني، ويراه هو في نفسه من قبل، مشاعره، نظرته للحياة، أفكاره، كل شيء يكون منبسط، سعيد، متوهج.

 وما لم تؤدي العلاقة مهمتها التي جعلها الله من أجلها فما فائدتها؟!

ليس مع الحب تعاسة، ولا انطفاء، ولا عذاب، ولا معاناة.

لذا فشعورك بالإنطفاء دليل على أنك في العمق من علاقة سامة، مؤذية،  لا يرجى من ورائها خير.

لا شيء سوى مشاعر ذنب يسببها لك خطيبك، وتلاعب بمشاعرك، واستهلاك لطاقتك ووجودك.

ما أراه هو أن تبتعدي وفورًا وبلا رجعة.

هذا هو التعامل السليم والصحي مع العلاقات السامة، المؤذية، لا تصدقي أن سيتغير، هو يريد أن يعيش دور الضحية وهو جاني عليك وعلى نفسه والعلاقة، فهذا الشاب منغرس في نمط علاقاتي مريض، ولا حل سوى علاجه منه، والوثوق من خلال الطبيب أنه من الممكن أن يقوم بعمل علاقة عاطفية صحية، بدون هذا لا تستمري، ولا تتحملي، ولا تكملي، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.

اقرأ أيضا:

التركيبة النفسية للنصاب .. متشابكة ومعقدة .. أهمها المبالغة في الحديث عن الإخلاص والأمانة!

اقرأ أيضا:

"دخان القريب يعمي".. متى تكتشف خنجر الصديق في ظهرك؟