قال مركز الفتوى بإسلام ويب: هنا أمران.. الأمر الأول: أن من ارتكب محرما يعلم أنه محرم، ولكنه يجهل عقوبته، فإن عقوبته تلحقه، ولا يعذر بجهله بالعقوبة ما دام قد علم التحريم، ونهي الشارع عن هذا الأمر.
وعليه؛ فهذا الشخص كان مستحقا لكل وعيد ترتب على تلك المعصية قبل توبته منها، وبحسب فتوى سابقة للمركز هناك نوعان من الجهل، أحدهما: الجهل بالحكم الشرعي، وهو عذر لمن لم يقصر في التعلم، فإن الله لا يعذب أحدا إلا بعد قيام الحجة عليه.
والصحابي الذي ألزمه النبي صلى الله عليه وسلم بالكفارة لإقدامه على الجماع في نهار رمضان كان جاهلا بوجوب الكفارة، ولم يؤثر ذلك في إسقاطها عنه.
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: فإن قال قائل: الرجل الذي جاء إلى الرسول صلّى الله عليه وسلّم أليس جاهلاً؟ فالجواب: هو جاهل بما يجب عليه، وليس جاهلاً أنه حرام، ولهذا يقول: هلكت ـ ونحن إذا قلنا إن الجهل عذر، فليس مرادنا أن الجهل بما يترتب على هذا الفعل المحرم، ولكن مرادنا الجهل بهذا الفعل، هل هو حرام أو ليس بحرام؟ ولهذا لو أن أحداً زنا جاهلاً بالتحريم، وهو ممن عاش في غير البلاد الإسلامية بأن يكون حديث عهد بالإسلام، أو عاش في بادية بعيدة لا يعلمون أن الزنا محرّم فزنا، فإنه لا حدّ عليه، لكن لو كان يعلم أنّ الزنا حرام، ولا يعلم أن حده الرجم، أو أن حده الجلد والتغريب، فإنه يحد، لأنه انتهك الحرمة، فالجهل بما يترتب على الفعل المحرم ليس بعذر، والجهل بالفعل، هل هو حرام أو ليس بحرام؟ هذا عذر.
وإذا علمت هذا، فالعلماء مختلفون في حكم من أخرج الصلاة عن وقتها عمدا بعد اتفاقهم على أن معصيته شر من الزنى والسرقة وشرب الخمر وقتل النفس، والجمهور على أنه لا يكفر بذلك كفرا ينقل عن الملة.
والحاصل أن الواجب عليك التوبة النصوح مما ألممت به من الذنب العظيم، وألا تعود لمثله، واعلم أن توبتك تمحو عنك أثر هذا الذنب، فلا تستحق العقوبة؛ لأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز لك إخراج الصلاة عن وقتها لشغل كائنا ما كان هذا الشغل، وإنما يجوز لك الجمع بين مشتركتي الوقت للحاجة؛ وما لم تكن لك رخصة في الجمع، فلا بد من فعل الصلاة في وقتها على أي حال كنت؛ فإن الصلاة لا تسقط عن المكلف بحال.
والأمر الثاني: أن من تاب تاب الله عليه، و: التائب من الذنب كمن لا ذنب له، كما روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فإذا تاب هذا الشخص، فقد زال عنه كل وعيد استحقه، ورجع كمن لم يذنب، ولم يعد مستحقا لشيء من العقوبات، لا في الدنيا، ولا في الآخرة؛ لطفا من الله تعالى وكرما.