ما هو المقصود بحلاوة البدايات ؟.. هذه الجملة تقال دائمًا في العلاقات العاطفية .. برغم أنها في كل شيء حولنا، بل هي من سمات الدنيا والبشر كلهم ..

فالظمآن طالما أنه لم يشرب لا يمكن أن يفكر إلا في الماء وفقط .. وكلما زاد عطشه و أصبح من الصعب أن يجد الماء، سيشعر بأنه لا يريد من الدنيا وما فيها سوى أن يحصل على شربة ماء فقط يروي بها ظمأه.. مع أنه بمجرد أن يشرب ويروي ظمأه سيلح عليه مليون شيء آخر يحتاجه ويتمناه.. وربما ينسى الماء نهائيًا، وكل لحظات العطش التي مرت عليه سابقًا.

هذه هي طبيعة الإنسان .. احتياجاته متغيرة جداً بمجرد تحقيقها !.. فهذه طبيعة ليس لها علاقة بإنسان طماع أو جاحد أو غير ذلك.

هل البدايات هي الأجمل؟..

دائماً ما نشعر بأن البدايات هي أجمل شيء، خصوصًا لو كان من الصعب الوصول إليها .. ونظل في حالة تخدير لفترة ولا نراى سواها.. حتى تأتي الإفاقة … وهي لا تأتي إلا باحتياج جديد يظهر ..

هذه كلها اسمها اختيارات القلب .. أو اختيارات الهوى .. والقلب متقلب جداً .. فإياك أن تستغرب كيف نفس الشخص الذي كنت ستقتل نفسك لأجله وتحلم أن تعيش بقربه العمر كله .. هو نفس الشخص الذي ستحمل بُعده أمام احتياجات أخرى سيطرت عليك !.

القضية هنا أن كل واحد منا له احتياجاته الخاصة به جداً .. وترتيب أولوياته .. التي تتغير مع الوقت !.. لكن لا يجوز أبدًا أن تقلل من حجم أولويات كل واحد و احتياجات كل واحد ولا تحكم وتقول من فيهم أناني أو مين يبيع .. ومن يضحي ومن (شاري) ..

فهي قدرات و فروق فردية تماماً ..

اقرأ أيضا:

هل يمكن أن يكلمني النبي في المنام ويأمرني بأشياء.. وما فوائد ذلك؟

إذن ما الحل؟

إذن ما هو الحل طالما أنه لا شيء يستمر للنهاية.. ربما لا يوجد حلا جذريا وقاطعا وضامن لكل شئ .. لأنك تتعامل مع نفوس وقلوب وعقول مستحيل أن تتحكم فيها .. لكن هناك أساسات لابد أن نختار بها :

أهمها ( الوعي واستيعاب هذا الكلام )

لابد أن تكون مدركًا لأهمية.. أنت تختار بقلبك أم بعقلك ؟.. وما هو نوع اختياراتك:

١- اختيار قلب .. أُدرك جيدا أن اختيارات القلب مجازفة كبيرة .. ومؤقتة لأن محركها هو الاحتياج، والاحتياجات تتغير سريعًا.


2- اختيار عقل .. إذن عليك أن تحسبها جيدًا، وأن تدرك أنك ستضحي بمشاعر معينة مقابل أمور أخرى.


٣- اختيار قلب وعقل .. وهذا نوع نادر .. الشخصيات العاطفية والعقلانية في نفس الوقت متهورين ويتحكم فيهم قلبهم ..فاهمين طبيعة القلب وتقلُباته ..لكن مُدركين حجم المجازفة والخسارة .. و يدركون جيدا بماذا سيضحون أمام ماذا.

كلها اختيارات متاحة .. تعود لقدرات كل واحد واحتياجاته وطبيعته .. و ( أولوياته ) .. فعلينا أن نعي ذلك جيدًا حتى لا نستمر في التضحية دون سبب.. وحتى لا نضيع على أنفسنا البدايات الطيبة بنهايات غير سعيدة.