حذرت دراسة حديثة من أن التفاوت في قراءة ضغط الدم من ذراع إلى آخر يمكن أن يكون علامة تحذير على وجود مشكلة وشيكة في القلب.

وجاء التوصل إلى هذا الاستنتاج من خلال تحليل 24 دراسة سابقة، إذ أنه عندما يكون لدى الأشخاص فارق 5 نقاط على الأقل في ضغط الدم بين الذراعين، فإن خطر تعرضهم لأزمة قلبية أو سكتة دماغية أو الموت المبكر يرتفع بوصات، وكلما زاد الاختلاف، زادت المخاطر.

لكن هذا الأمر لا يفعله عادة الأطباء والممرضات. وقال الدكتور جيفري بيرجر، الذي يدير مركز الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية في مركز "لانجون هيلث" بجامعة نيويورك": "لسوء الحظ، لا يتم قياس ضغط الدم بشكل روتيني في كلا الذراعين. ولكن أعتقد أنه ينبغي أن يكون".

وأضاف بيرجر، إنه يفحص دائمًا ضغط الدم في كلا الذراعين، ويعتقد أنه يجب أن يكون الأمر روتينيًا في جميع المرضى"، واصفًا ذلك بأنه "أمر بسيط للغاية".

وأوضح أنه "ليس الأمر أن اختلاف ضغط الدم هو المشكلة بحد ذاته". مشيًا إلى أن "التناقض بين الذراعين قد يكون علامة على تصلب الشرايين المبكر الذي يتطور بشكل غير متماثل".

اقرأ أيضا:

نظام غذائي يساعد على التخلص من حب الشباب

وقال كريس كلارك، المحاضر الإكلينيكي الكبير في كلية الطب بجامعة إكستر في بريطانيا، إنه لا توجد طريقة "لإصلاح" التناقضات بين الذراعين، لكن هذا ليس بيت القصيد.

وأوضح أنه "بدلاً من ذلك ، يمكن للأطباء اعتبار الفروق بين الذراع "علامة" واحدة لخطر الإصابة بأمراض القلب لدى المريض، وبين أن "ذلك يعتمد على الصحة العامة للمريض".

وقال إن "تناول الطعام الصحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام أمر حكيم دائمًا، ولكن قد يحتاج بعض الناس إلى دواء، مثل الستاتين، لدرء مشاكل القلب والأوعية الدموية".

النتائج، التي نُشرت على في مجلة (Hypertension)، تستند إلى 24 دراسة من جميع أنحاء العالم، شملت ما يقرب من 54000 بالغ في المجموع. على مدار 10سنوات، أصيب 11 في المائة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية مميتة أو غير مميتة.

قال كلارك، إنه "من الطبيعي أن يكون لديك بعض نقاط الاختلاف في ضغط الدم بين الذراعين، بسبب التشريح وحقيقة أن يد واحدة هي المهيمنة عادةً".

وتابع: "كان مصلحتنا تحديد متى يكون هذا الاختلاف كبيرًا بما يكفي لاعتباره أكثر من ذلك. متى يكون الفرق كبيرًا بما يكفي لاقتراح تغيير في الشرايين قد يشير إلى مخاطر إضافية للإصابة بالسكتات الدماغية أو النوبات القلبية؟".

وبشكل عام، وجد فريق الباحثين أن المخاطر بدأت في الارتفاع عندما أظهر الذراعين اختلافًا بمقدار 5 نقاط على الأقل في ضغط الدم الانقباضي، وهو الرقم "الأعلى" في قراءة ضغط الدم.

لكل زيادة بمقدار نقطة واحدة، يرتفع خطر الوفاة بسبب أمراض القلب في السنوات العشر القادمة بنسبة 1 إلى 2 في المائة. وفي الوقت نفسه، تزداد احتمالات المعاناة من مشكلة قلبية أو سكتة دماغية لأول مرة.

كانت الزيادات طفيفة، لكن الباحثين قالوا إن اختلاف 10 نقاط في الضغط الانقباضي بين الذراعين يجب اعتباره "الحد الأعلى للطبيعي".

قال كلارك إن الفروق بين الذراع أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم ، لكن الأشخاص الذين لديهم قراءات طبيعية يمكن أن يصابوا بها أيضًا.

وأضاف أن هذه الظاهرة أكثر أهمية بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو عوامل الخطر الأخرى، مثل مرض السكري وارتفاع الكوليسترول.

قال بيرجر إنه ليس من الواضح سبب قلة عدد مقدمي الرعاية الصحية الذين يقيسون ضغط الدم في كلا الذراعين. وعلق على نتائج الدراسة "هذه ليست نتيجة جديدة. لقد تم عرضها عدة مرات".

واقترح بيرجر على المرضى طرح الأسئلة في المرة القادمة التي يخضعون فيها لفحص ضغط الدم: "إذا لم يتم إجراء ذلك في كلا الذراعين، فلماذا لا؟".

بالنسبة إلى مراقبة ضغط الدم في المنزل، قال، إذا اكتشف الناس بشكل متكرر فرقًا كبيرًا بين الذراعين، فعليهم إخبار طبيبهم.

كما طالب كلارك الأطباء بفحص كلا الذراعين، مرة واحدة على الأقل - جزئيًا للحصول على مقياس أكثر دقة لضغط دم المرضى. وقال إذا كان لدى إحدى الذراع قراءة أعلى، فيجب أخذ القياسات المستقبلية لتلك الذراع.