لكل شيء قاعدة، لكن هل للحزن أيضًا قواعد محددة، قد لا يعرف كثير من الناسن أن للحزن قواعد كما لأي شيء آخر، فنحن نتعامل مع مشاعرنا كآلة ثابتة محددة الحركات والتنفيذ.. هناك أمور محددة تدفعنا لأن نفرح نعلمها جيدًا بداخلنا، وهناك أيضًا أمور أخرى تجعلنا نحزن، ونعملها أيضًا جيدًا، ويختلف كل إنسان عن الآخر في هذه الأمور بالتأكيد.


لكن ما هي قواعد الحزن، حتى يستطيع الإنسان مواجهتها؟: كما قلنا تختلف من شخص لآخر، فهناك من يحزن لمجرد أن يرى شخصًا آخر أفضل منه، وهناك من يحزن حينما يرى طفلاً يتيمًا في الشارع لا يجد قوت يومه، أي أن هناك من يحزن لأسباب تخصه هو، وهناك من يحزن لأسباب عامة، فالأول ربط قلبه بنفسه وفقط، بينما الثاني قلبه معلق بالناس وحب الناس، فإذا ما رأى ما يؤذي أحدهم حزن جدًا.

لكي تواجهك حزنك:

لو اعتبرنا أن الشخص الحزين يلجأ إلى الكتابة في أحيان كثيرة، أو أنه بالفعل يجيد الكتابة، فإياه أن يلجأ إلى الكتابة وهو حزين، لأن الأمر سيكون كالدماء المختلطة بسموم، سيكتب ما يمليه عليه نفسه السيئة وسيطفو حزنه على كل حرف، يملأ جميع الأسطر.. وفي النهاية وبعد أن يفيق من حزنه ربما يكتشف أنه لم يكن معه أي حق فيما كتب.


وإن كان إنسان متزوج، فإياه أن يتحدث مع زوجته وقت حزنه، فلربما غلبه حزنه وقال ما لا يحمد عقباه، على الإنسان أن يسير بمبدأ ( قل خيراً أو لتصمت ).. لأنه باختصار شديد لا أحد منا أصبح يستطيع تحمل أي إيحاء سلبي، حتى لو كان من أقرب الناس.. كالأب يعود حزينًا إلى بيته فيخرج غضبه على أبنائه، فتكون النتيجة أن يخرج أبناءً غير سويين نفسيًا.. وهكذا كل إنسان في كل موقف إذا كان حزينًا فإياه أن يحتك بأحدهم، بل عليه الابتعاد قليلا، حتى يعود لطبيعته.

اقرأ أيضا:

أنجبت طفلًا قبيح الخلقة ومختلف عن إخوته.. متعبة نفسيًا بسبب تعليقات الناس.. ما الحل؟

توه نفسك:

عزيزي المسلم، كن واعيًا بأن عقلك يترجم وأنت في حالة حزن، بأن الناس قد تؤيد موقفك، مهما كان، فتوهم نفسك أن معك كل الحق فيما تقول أو تفعل.. وتتناسى تماماً أن هؤلاء الناس يحكمون على مجرد رؤية سطحية، أو ربما يحاولون إرضاءك فقط في حزنك، لكن بعد قليل من الوقت ربما يتغير الحال تمامًا.


أيضًا عليك أن تعي جيدًا أن الحياة مليئة بالأحداث، فلابد أن تتوِّه نفسك .. أي لابد أن تعمل في وتشغل اهتماماتك في أمور كثيرة، حينها ستجد تفاصيل أهم بكثير من الوقوف أمام أي حزن مهما كان، أخرج نفسك من أي مود أو حالة نفسية، فالأمر بيدك، فقط ارضى بما قسمه الله لك تكن أغنى الناس، واحمد الله دائمًا تكن الأكثر رضاءً وسعادة.