ورد سؤال إلى صفحة دار الإفتاء المصرية على موقع "فيس بوك" يقول: "ما هي كفارة شهادة الزور، مع العلم بأني قد تبت إلى الله ولم أعد أفعل ذلك؟".

وأجاب الشيخ أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، قائلاً: 

إن شهادة الزور محرمة تحريمًا تأكيدًا، وقد نهى الله تعالى عنها: "فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ" (سورة الحج:30).

وقد عدها -صلى الله عليه وسلم- شهادة الزور من أكبر الكبائر كما روى أبو بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال ثلاثًا: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين -وكان متكئًا- فقال: ألا وقول الزور، وشهادة الزور، ألا وقول الزور وشهادة الزور فما زال يقولها حتى قلت: لا يسكت". رواه البخاري.

إلا أن باب التوبة مفتوح، ومن وقع في شيء من هذه الآثام، فإنه يعود إلى الله تعالى، ويفتح صفحة جديدة، ويتوب إليه، ويعاهده على عدم العودة إلى هذا الذنب، وإذا تعلق ذلك الذنب بشيء من حقوق العباد، فعليه أن يستحله منها، والله تعالى أعلم.

شهادة الزور.. ليس "قول الباطل" فقط

يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم: «وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا»، قد يتصور البعض أن الآية الكريمة هنا تعني الوقوف في المحكمة واتهام أحدهم بالباطل، لكي يزج به في غيابات السجون.

بالتأكيد هذا من ضمن معاني الآية الكريمة، لكن لا يقتصر الأمر على ذلك فقط، فإتيان جميع الأقوال أو الأفعال المحرمة، من قول الزور، كالخوض في آيات الله، والجدال الباطل، والغيبة والنميمة، والسب والقذف، والاستهزاء، والغناء المحرم، أي قول الشعر المجون، وشرب الخمر، وفرش الحرير، وغير ذلك من الأفعال أو الأقوال التي لا يرضاها الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم.

اظهار أخبار متعلقة

خطورة قول الزور

قول الزور له مخاطر عديدة، وأبرزها أنه من الكبائر، فقد جاء في الصحيحين عن عبد الرحمن بن أبي بكرة رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ألا أنبئكم بأكبر الكبائر.. قالها ثلاثا؟.. فقال الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، قلنا: بلى يا رسول الله، فقال عليه الصلاة والسلام: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وكان متكئا فجلس، ثم قال: ألا وقول الزور، وشهادة الزور.. وما زال يكررها حتى قال الصحابة: ليته سكت
يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم: «وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا»، قد يتصور البعض أن الآية الكريمة هنا تعني الوقوف في المحكمة واتهام أحدهم بالباطل، لكي يزج به في غيابات السجون.

بالتأكيد هذا من ضمن معاني الآية الكريمة، لكن لا يقتصر الأمر على ذلك فقط، فإتيان جميع الأقوال أو الأفعال المحرمة، من قول الزور، كالخوض في آيات الله، والجدال الباطل، والغيبة والنميمة، والسب والقذف، والاستهزاء، والغناء المحرم، أي قول الشعر المجون، وشرب الخمر، وفرش الحرير، وغير ذلك من الأفعال أو الأقوال التي لا يرضاها الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم.

طمس العدل

شهادة الزور، في أي موقف قيلت، فإنها لاشك تطمس الحق، وتنصر الظالم على المظلوم
، وهو ما لا يرضاه الله ورسوله، فيقول أحدهم في غيره ما ليس فيه، ليقلل منه، أو يفضحه، أو يشهد بغير الذي وقع من شخص ما ليزج به في السجن.

فهذه صفة تزيد من حالة الانشقاق بين الأمة، وتزعزع أمنها واستقرارها، ولذلك يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «إنما أنا بشر، وإنكم تختصمون إلي، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له على نحو ما أسمع منه، فمن قضيت له بحق أخيه فإنما هي قطعة من النار فليأخذها أو يذرها».