جميعنا يبحث عن الخير.. لكن لماذا القليل منا هو من يجده؟، وبالأساس ما هو تعريف الخير، حتى لا نقع في الشر ونحسبه خيرًا؟.. أحد الحكماء يقول: «الغنى في خمسة: غنى النفس، وكف الأذى، وكسب الحلال، والتقوى، والثقة بالله».

فالغنى هو في القلب والنفس، ومن لم تغتن نفسه لا يمكن له أن يشعر بالغنى يومًا.

عن أبي ذر رضي الله عنه: قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: « يا أبا ذر أترى كثرة المال هو الغنى؟ »، قلت: نعم يا رسول الله! قال: «أفترى قلة المال هو الفقر؟»، قلت: نعم يا رسول الله! قال: «إنما الغنى غنى القلب، والفقر فقر القلب».

هنا الراحة

إذن لكي تعيش في راحة أبدية، عليك أولا أن تلجم نفسك، ثم تكف أذاك عن الناس، وأن تسعى إلى الكسب الحلال وفقط مهما كان بسيطًا، وترضى بما قسمه الله لك مهما كان قليلا، كل ذلك مؤكد يوصلك إلى التقوى، ومنها تصل إلى الثقة التامة بالله عز وجل.
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: «إن أكثر ما أخاف عليكم ما يخرج الله لكم من بركات الأرض. قيل وما بركات الأرض؟ قال: زهرة الدنيا. فقال رجل: هل يأتي الخير بالشر؟ فصمت النبي صلى الله عليه وسلم حتى ظننت أنه ينزل عليه، ثم جعل يمسح عن جبينه، فقال: أين السائل؟ قال: أنا. قال أبو سعيد: لقد حمدناه حين طلع لذلك. قال: «لا يأتي الخير إلا بالخير. إن هذا المال خضرة حلوة، وإن كل ما أنبت الربيع يقتل حبطاً، أو يلم، إلا آكلة الخضرة، أكلت حتى إذا امتدت خاصرتاها، استقبلت الشمس فاجترت وثلطت. وبالت، ثم عادت فأكلت. وإن هذا المال حلوة: من أخذه بحقه، ووضعه في حقه، فنعم المعونة هو. وإن أخذه بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع».

اقرأ أيضا:

كيف يحمي الله الحياة من المفسدين؟ (الشعراوي يجيب)

كن كالنحلة

عزيزي المسلم، الصفات الخمسة، لا يتصف بها إلا من يريد الوصول إلى الله عز وجل، ويضمن النجاح في اختبارات الدنيا، ومن ثم رضا الله، فالجنة إن شاء الله، ولكي تضمن ذلك كن كالنحلة لا تخرج إلا طيبًا، وقد قال النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمن مثل النحلة، لا تأكل إلا طيباً ولا تضع إلا طيباً»، فإياك أن تخرج من فيك إلا كل طيب، لأن ما تخرجه سيأتيك يومًا ما ويعود عليك يومًا ما..
وإياك أن تكون كالذي يستهويه البحث عن المال أينما كان، وهذا لا يملأ عينه إلا التراب، فعن أبي أمامة عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم أنه قال: « إن الله قال: إنا أنزلنا المال لإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، ولو كان لابن آدم وادٍ لأحب أن يكون له ثانٍ، ولو كان واديان لأحب أن يكون لهما ثالث، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ثم يتوب الله على من تاب».