حذر عالم أوبئة في السويد من أن السعي إلى الحصول على مناعة القطيع فكرة "عقيمة وغير أخلاقية" في مكافحة فيروس كورونا المستجد.

قال أندرس تيجنيل، مهندس النهج الليبرالي السويدي في التعامل مع تفشي المرض، إن انتقال مرض معد لا يمكن إيقافه بالكامل بمناعة القطيع بدون لقاح.

وأضاف لصحيفة "دي تسايت" الألمانية: "لم يكن هناك حتى الآن أي مرض معدي أوقف انتقاله بالكامل بسبب مناعة القطيع دون لقاح".

يأتي ذلك فيما بلغ إجمالي عدد القتلى في السويد 5918 يوم الثلاثاء وبلغ العدد الإجمالي للحالات 115785 حالة.

ارتفاع منحنى الإصابات بشكل أقل حدة 

وعلى الرغم من ارتفاع عدد الحالات خلال الصيف، قال الدكتور تيجنيل إن المنحنى يرتفع "بشكل أقل حدة"، ولم يؤد إلى حاجة المزيد من الأشخاص إلى دخول المستشفيات.

وتابع: "لدينا إصابات جديدة أكثر مما أصابنا في الصيف ونحن نأخذ الأمر على محمل الجد. لكن المنحنى يرتفع بشكل أقل حدة من أي مكان آخر. حتى الآن لم تؤد الزيادة إلى حاجة المزيد من الناس إلى دخول المستشفيات. بشكل عام، نحن راضون تمامًا".

يأتي ذلك بعد أن طُلب من 170 ألف مواطن في أوبسالا، بالقرب من ستوكهولم، العمل من المنزل، وتجنب التجمعات الاجتماعية والاتصال الجسدي ووسائل النقل العام، حيث اتخذت البلاد خطواتها الأولى نحو الإغلاق الإقليمي الأسبوع الماضي.

قال الدكتور تيجنيل: "إنه ليس إغلاقًا لأن هذا يعني أنك تغلق المجتمع بأسره".

جاء ذلك بعد أن قال عالم الأوبئة إنه يريد الذين تزيد أعمارهم عن السبعينيات "أن يعيشوا حياة طبيعية أكثر قليلاً"، بعد شهور من إخبارهم بتجنب الاتصال الاجتماعي والقيام بالتسوق عبر الإنترنت.

وتتبع قواعد الإغلاق في أوبسالا، الموافقة على الإطار القانوني للقيود المحلية التي يجب أن تفرضها الحكومة في ستوكهولم.

وقال تيجنيل إن القرار اتخذ مع السلطات المحلية، بعد أن تبين أن الفيروس لا ينتشر في مجموعات، ولكنه ينتقل عبر المجتمع الأوسع في المدينة.

وخلال الموجة الأولى من تفشي المرض، لم يتم إغلاق السويد مطلقًا، وظلت الحانات والمتاجر والمطاعم مفتوحة طوال الوباء إلى جانب المدارس الابتدائية.

ومع ذلك، فقد طُلب من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 70 عامًا "الحد من الاتصال الوثيق مع الآخرين" و"الحفاظ على الاتصال عبر الهاتف أو الكمبيوتر" بدلاً من الاتصال الشخصي.

كما تم تشجيع كبار السن على تجنب المواصلات العامة و"طلب المساعدة في شراء الطعام وأداء المهمات".

ووجدت مراجعة من قبل مفتشية الرعاية الصحية والاجتماعية في السويد في يونيو أن 70 في المائة من وفيات كوفيد – 19 كانت مرتبطة بدور رعاية كبار السن.

ومع ذلك، سمحت اللوائح الجديدة في 1700 دار رعاية في البلاد برفع حظر الزيارة في 1 أكتوبر.

اقرأ أيضا:

مرض نادر.. "الرجل المطوي" يرى أمه للمرة الأولى منذ 25 عامًا

صورة مختلطة عن مناعة القطيع 

وكان تيجنيل قال في وقت سابق إن هناك "صورة مختلطة" عن المناعة، مما يضعف الآمال في أن استراتيجية السويد ستؤدي إلى توقف الفيروس بمجرد تعافي عدد كافٍ من الناس.

وتم الترويج لفكرة "مناعة القطيع" من قبل المعارضين لعمليات الإغلاق، لكن تيجنيل أكد أنها ليست جزءًا من استراتيجية السويد.

قال سابقًا: "نحن نقيسه، مثل دول كثيرة تقيسه. عندما ننظر إلى مجموعات مختلفة نجد أحيانًا قيمًا منخفضة جدًا".

وأضاف: "عندما ننظر إلى المتبرعين بالدم، فإن أقل من 10 في المائة منهم محصنون، وإذا نظرنا إلى العاملين في المستشفيات في بعض المستشفيات، فإن أكثر من 20 في المائة منهم محصنون. لذا فهي صورة مختلطة حقًا وما تعنيه هو على الأرجح أن الانتشار في المجتمع غير متساوٍ للغاية".

واستدرك قائلاً: "لذلك لا أعتقد أننا نميل كثيرًا إلى ذلك، لم نقم بذلك مطلقًا، لكننا الآن نبحث بشكل أساسي في عدد من الحالات الجديدة ونحاول تتبعها إلى مصدرها ونقوم بالكثير من تتبع جهات الاتصال واختبار لوقف انتشار بأكبر قدر ممكن من الفعالية".