يقال إن إحدى الفتيات ظللت تدعو لصديقتها بالذرية الصالحة حتى رزقها الله بالفعل بعد سنوات حرمان.. فهل جربت عزيزي المسلم، حلاوة أن تدعو لأخيك بظهر الغيب، فتجد الإجابة في نفسك وقلبك؟!.


الإمام محمد متولي الشعراوي كان يقول: « ساعات النعمة بتجيلك لأنك تمنيتها يوما لحد ما.. لأن لما تدعي لغيرك ربنا بيوكل ملك يردد دعائك ويقول لك بالمثل»، وهذا الكلام هو ما جاء به النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم بالفعل، فعن أم الدرداء رضي الله عنها، قالت: حدثني سيدي أبو الدرداء أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « من دعا لأخيه بظهر الغيب، قال الملك الموكل به: آمين ولك بمثل».

دعوة مستجابة

الدعاء بظهر الغيب، مستجاب لاشك في ذلك أبدًا، حيث أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم يقول في رواية أخرى للحديث السابق، الذي روته أم الدرداء: «دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير، قال الملك الموكل به: آمين ولك بمثل».. إذن الأمر سلس وسهل جدًا، فقط تسأل الله عز وجل لأحد غيرك أمر من أمور الدنيا، فتكون النتيجة أن يرزقك الله منها، هل هذا أمر صعب؟


هذا الخلق كان ديدن السلف الصالح، والصحابة الكرام رضوان الله عنهم أجمعين، وما ذلك إلا لأنهم علموا ما جاء هذا الدين العظيم، فالتزموا به، وطبقوا كل ما جاء على لسان نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم، سواء في القرآن الكريم أو السنة النبوية المطهرة، ومن ذلك قوله تعالى: « وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ » (الحشر: 10)، كأنه أمر صريح، أو إن شئت فضل صريح، أن يوجهك الله عز وجل لأن تهتم لأمر شخص غيرك فتدعو له، فتكون النتيجة أن يعطيك الله مثل ما طلبت له.

اقرأ أيضا:

أفضل ما تدعو به للحصول على عمل وتيسير الرزق

جسد واحد

الأساس أن المسلمون، أمة واحدة، إخوة في الله، متحابين، لا يشق بينهم أي خلاف، ولا يجتمعون على منكر أبدًا، لذا كان الدعاء أمرًا من الأمور التقليدية الاعتيادية اليومية بينهم، فماذا عنا الآن؟.. حتى أننا نسينا أننا أمة لها جسد واحد، كما بين المصطفى صلى الله عليه وسلم، فعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ».. فلا تنسى عزيزي المسلم أن تسأل الله عز وجل الخير لأهلنا في كل مكان، وما من شك أن الفيض سيغمرنا جميعًا.