عزيزي المسلم، اعلم يقينًا أن مسؤولية أن يصنفك الناس مصدرًا للطاقة الإيجابية و(ضهر يتسند عليه)، ولو بكلمة أو بمجرد إحساس .. فإنما هي لاشك من نعم الله عز وجل عليك، أنه تم وضعك في هذه المكانة العظيمة .. لكن لابد أن تعي جيدًا أنها ليست مكانة بسيطة أو سهلة .. وأنه من المستحيل أن تصل إليها أو حتى الاستمرار فيها دون اختبارات مختلفة ومتنوعة لابد أن تتعرض لها ..


اختبارات تعرف منها جيدًا حقيقة مستواك وقدراتك ومدى صدقك وقوة تحملك .. وبالتالي كلما زادت الاختبارات كلما انتقلت لمستوى أعلى .. ومن ثم تدرك أنك جدير بهذه المكانة وأنك قادر على تحدي أي اختبارات مهما كانت.

اختيار الطريق

هنا عزيزي المسلم.. اعلم أنك قد اخترت طريقًا ورعًا صعبًا، بأن تغوص وتكتشف وتحلل وتحاول فهم مشاعر ونفوس وتفاصيل معقدة جدًا من داخل كل إنسان.. بل وتحاول الوصول لحقيق وأصل كل شعور وإحساس، وطرق مداواته مهما كانت بالغة الصعوبة.


بالتأكيد لا يمكن أن تجرب مثل هذه الأمور، دون أن تمر أنت بتجارب عديدة وتتذوق العديد من المشاعر المختلطة والمختلفة.. لأن الكلام عن تجربة عايشتها بالتأكيد أصدق كثيرًا من مجرد مشاهدات ..


كثيرًا ما يقع الإنسان، وكثيرًا أيضًا ما يعود للوقوف مجددًا.. وأحياناً يكون الوجع أقوى من إرادتك .. فلا تستطيع النهوض بسهولة.. حينها اعلم يقينًا أن ما يحدث لك سببه قلة غذاء الروح .. لأن هذا باختصار هو قانون الله عز وجل في أرضه: (لا يكلف نفساً إلا وسعها ).. فلو غذاء الروح بالقدر المناسب لها ستتساوى الإرادة مع الألم .. وستنهض سريعًا جداً ..

اقرأ أيضا:

4 أشياء تمنعك شفاعة النبي يوم القيامة .. تعرف عليها

طرق غذاء الروح

من الأساليب المهمة جداً في غذاء الروح .. ( العُزلة ).. هناك بعض الأمور ستحل، وهناك قرارات لن تتخذها، وأمور أخرى لن تفهمها، وبالتالي هناك حالة ما لا يمكن الوصول لها إلا بالعزلة عن الناس.. الأمر ليس سهلا.. لكن هناك أوقات تضطرك لذلك.. حتى تستطيع شحن روحك ونفسك مجددًا، وتستطيع النهوض مجددًا ومواصلة طريق حياتك.


الحياة دوامة .. ولو تركنا أنفسنا لها لاشك ستسيرنا حسب هواها وهوى الناس والظروف .. ومع تراكمات الوقوع .. تنتهي تمامًا وأنت لا تدري ..


لذا نحن بحاجة إلى وقفة كل فترة، ليس من المهم كم يكون وقتها.. لكن المهم أنك تقف وتشاهد ما فات وتقيم نفسك فيه، وتعيد ترتيب أولوياتك .. وتراجع قراراتك واهتماماتك وأسلوب حياتك .. وبعدها تكمل مرة أخرى طريقك، وأنت تدري تمامًا (أنت فين ورايح لفين )..