أنا متزوج من 28 سنة، وبعد ثلاث سنوات بدأت زوجتي تتمنع عن الفراش، حتى أصابني الملل منها، وكانت تتجاوب أحيانًا، ولكنني كنت احذر من التقرب منها لأنها كانت تمتنع بشكل مفاجيء وصادم، وبسبب ذلك أصبحت بيننا مشكلات كثيرة، ومنذ 10 سنوات تتحول للصمت تمامَا بعد الشجار، وتنقطع بيننا المعاملة داخل البيت. 

كنت أحاول الاعتذار والتقرب منها وهي ترفض وتظل على حالها، وهي كذلك حتى الآن. 

هي لا تعمل ولا تخرج من البيت نهائيًا، وأنا وضعي المادي صفر ولا أستطيع الزواج مرة أخرى، ماذا أفعل؟

الرد:

مرحبًا بك يا عزيزي..أقدر موقفك وأتفهم مشاعرك، ولكنني أعتب عليك أنك مكثت كل هذه السنوات الطويلة بدون بحث عن حل لـ"علاقتك" مع زوجتك، وليس مخرجًا لك بالزواج من أخرى.

اقرأ أيضا:

التركيبة النفسية للنصاب .. متشابكة ومعقدة .. أهمها المبالغة في الحديث عن الإخلاص والأمانة!
28 عامًا لابد أثمرت عن أبناء يا عزيزي، فأين هم، ولم لم تذكر تفصيلًا عنهم ؟
بالنسبة لزوجتك فلامتناعها عن العلاقة الحميمة أسبابًا هي على الأغلب نفسية، ربما عقدة منذ الصغر، ربما أفكار وتصورات تؤدي بها إلى استقذار الجنس، ولهذا كله علاجات نفسية، لن تقدر أنت كزوج ولا أحد آخر على علاجها، وتعديل سلوكها بشأنها، فقط المعالج أو الطبيب النفسي هو من يستطيع معرفة الأسباب وهل هي سابقة على الزواج أم بعده، أم الأثنين.

أما ما يسمى في علم النفس بـ"الصمت العقابي"، وهو ما تفعله زوجتك بعد كل شجار ومشكلة، فهو طريقة سلبية في ادارة الخلافات مع الآخرين، ولاشك أنه أمر غير صحي تنتهجه بعض الشخصيات المضطربة مما يؤثر على العلاقة بشكل سلبي وهو ما حدث.
إن ما بينكما يا عزيزي ومنذ سنوات طويلة هو ما يسمى بـ"الطلاق العاطفي"، ولهذا الوضع آثاره الوخيمة على الجميع، بما في ذلك الأبناء، ولذا سألتك عنهم، وعن طبيعة علاقتكم بهم، وعلاقتهم ببعضهم، وموقفهم مما يحدث بينكم ويلاحظونه لا محالة أو يعرفونه ويعيشونه معكم.

وأخيرًا، وبعد هذا التوضيح أي عزيزي الزوج الطيب، إن كان استعدال حياتك وعلاقتك الزوجية والأسرية يهمك بالفعل، فلا تتردد في مساعدة زوجتك على تعديل حالها، فهي بحاجة إلى طبيب نفسي لا محالة، وهناك جلسات علاج لتعديل السلوك، والأفكار، وخطط علاجية يضعها الطبيب بعد معاينة الحالة ومعرفة ما تحتاجه، وأعتقد أن هذا من الجيد تقديمه بعد الربع قرن ويزيد الذي عشتموه معًا، وبذا تكون قد أبرأت ذمتك، وتلمست الطريق الصحيحة لإصلاح حياتك الزوجية، فأن تأتي متأخرًا خير من ألا تأتي، ودمت بخير.

اقرأ أيضا:

"دخان القريب يعمي".. متى تكتشف خنجر الصديق في ظهرك؟