كلنا بلا استثناء يرى نفسه «طيب ونيته خير»، ليس منا من يعترف ولو بينه وبين نفسه، بأنه شرير في أمر ما، أو أنه أذى أحدًا في أمر ما.. فورًا يبدأ سلسلة من التبريرات لا تنتهي.. تكون نتيجتها في النهاية أنه طيب لا محالة، وأن ما يفعله هو أحسن الخلق.
للأسف أغلبنا إن لم يكن كلنا يخدر نفسه بأن نيته كانت خير، أتدري لماذا؟.. لأنه يقارن نفسه بأشر الأشرار، وليس بالإنسان العادي الذي قد يخطئ ثم يعود ويعترف بخطأه ويصحح ما فعل، فنتوه ولا ندري كيف نقيس ونحكم ونقيم أفعالنا بشكل صحيح، ونحن تحت تأثير هذا المخدر الرائع "نحن طيبون"! .
بالتأكيد النية مهمة جداً لكن من دون عمل ستفقد معناها .. نعم المولى عز وجل يحاسبنا على نوايانا .. حينما نأخذ بكامل أسباب السعي لتفعيل النية !.. فهذه الآية الكريمة نزلت في مسلمين وليس كفار، يعني مؤمنين آمنوا بالله وبالرسول.
قال تعالى : (وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا ).. ربنا سبحانه وتعالى لم يكتف بإيمانهم وفقط.. بينما اشترط ولايتهم أو نصرتهم ( بالعمل ) أنهم يهاجروا مع الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين .. وذلك برغم أنهم مؤمنين بذلوا مجهودا حتى يدخلوا في الإسلام في وقت كانوا يحاربون بأشد أنواع الحروب من المشركين .. ومع ذلك بسبب عدم هجرتهم مع الرسول نزل فيهة آية تظل تتلى حتى قيام الساعة !