أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن غياب العديد من القيم الأخلاقيةوالفضائل الإنسانية عن مجمعاتنا في العقود الماضية، كان من أهم أسباب التغيرات المتسارعة، التي فقدنا فيها الكثير من خصائصنا كأمة إسلامية وعربية، عرفت بالكرم والمروءة والسماحة
وقال الدكتور أحمد الطيب في في حلقته الحادية عشرة، ضمن برنامجه اليومي في شهر رمضان المبارك، والذي يحمل اسم «الإمام الطيب» ، أن الإسلام بكل ما اشتمل عليه من عقيدة وعبادة وأحكام فقهية، مرتبط بالأخلاق ارتباطا وثيقا،لا نحتاج في بيانه إلا أن نتأمل قليلا بعض آيات القرآن الكريم، وبعض أحاديث النبي صلي الله عليه وسلم كقوله تعالى «إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر » وقوله «كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون».
ومضي فضيلته للقول ، أن السمو الأخلاقي مقصد واضح، وغرض أساسي من إقامة أركان الإسلام، والتي هي الصلاة والصيام والزكاة والحج، مؤكدا أن العبادات في الإسلام، ومكارم الأخلاق الإنسانية، وجهان لعملة واحدة، لا يمكن فصل أحدهما عن الآخر، فالبعد الأخلاقي متغلغل في بناء الإسلام عبادة وشريعة وسلوكا، وهوما يتضح في قوله - صلى الله عليه وسلم- "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".
أطلق شيخ الأزهر،صرخة تحذير من أن العبادات في الإسلام، من صلاة وقيام وصوم وحج وغيرها، إذا لم تستند إلى ظهير خلقي؛ فإنها لا تفيد صاحبها يوم القيامة، وتتركه على أبواب جهنم، مستشهدا بالمرأة التي كانت تصوم النهار وتقوم الليل، لكنها كانت تؤذي جيرانها بلسانها، فلم ينفعها كثرة صيامها وقيامها بشيء في الآخرة، بل ذهبت بكل ذلك إلى النار، وذلك في مقابل المرأة التي كانت تقتصر في عبادتها على صيام رمضان فقط،وعلى الصلوات الخمس المكتوبة، لكنها كانت تحفظ لسانها، وتتصدق ببقايا طعامها، كيف نفعها حسن الخلق وأدخلها الجنة.