بقلم |
superadmin |
الاربعاء 21 نوفمبر 2018 - 06:12 م
أبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب هما خيرة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفضل البشر بعد الأنبياء والرسل، وقد اتصفا بعدد من الصفات الرائعة تعلماها من رسول الله منها:
1-عفا الصديق رضي الله عنه عن مسطح بن أثاثة ، وكان مسطح ممن تكلم في الإفك، فلما أنزل الله براءة عائشة رضي الله عنها، قال أبو بكر الصديق: -وكان ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته منه وفقره- "والله لا أنفق على مسطح شيئًا أبدًا بعد الذي قال لعائشة ما قال" . فأنزل الله: وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ النور/22 . قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: "بلى والله ؛ إني لأحب أن يغفر الله لي" . فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه، وقال: "والله لا أنزعها منه أبدًا". 2- وروى البخاري (4642) عن ابْن عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: " قَدِمَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ فَنَزَلَ عَلَى ابْنِ أَخِيهِ الحُرِّ بْنِ قَيْسٍ، وَكَانَ مِنَ النَّفَرِ الَّذِينَ يُدْنِيهِمْ عُمَرُ، وَكَانَ القُرَّاءُ أَصْحَابَ مَجَالِسِ عُمَرَ وَمُشَاوَرَتِهِ، كُهُولًا كَانُوا أَوْ شُبَّانًا . فَقَالَ عُيَيْنَةُ لِابْنِ أَخِيهِ: يَا ابْنَ أَخِي، هَلْ لَكَ وَجْهٌ عِنْدَ هَذَا الأَمِيرِ، فَاسْتَأْذِنْ لِي عَلَيْهِ، فَاسْتَأْذَنَ الحُرُّ لِعُيَيْنَةَ ، فَأَذِنَ لَهُ عُمَرُ . فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ: هِيْ يَا ابْنَ الخَطَّابِ، فَوَاللَّهِ مَا تُعْطِينَا الجَزْلَ وَلاَ تَحْكُمُ بَيْنَنَا بِالعَدْل ؟! فَغَضِبَ عُمَرُ ، حَتَّى هَمَّ أَنْ يُوقِعَ بِهِ، فَقَالَ لَهُ الحُرُّ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خُذِ العَفْوَ وَأْمُرْ بِالعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ[الأعراف: 199] ، وَإِنَّ هَذَا مِنَ الجَاهِلِينَ . وَاللَّهِ مَا جَاوَزَهَا عُمَرُ حِينَ تَلاَهَا عَلَيْهِ، وَكَانَ وَقَّافًا عِنْدَ كِتَابِ اللَّهِ ". ومناقبهما رضي الله عنهما، وشمائلهما الكريمة : أكثر من تحصر .
فائدة مهمة:
أما كون أبي بكر رضي الله عنه كان قليل الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بالنسبة إلى غيره كأبي هريرة وأنس بن مالك وغيرهما رضي الله عنهم ، فيقال : 1- كان أبو بكر رضي الله عنه أعلم الصحابة ، ولكنه انشغل بما انشغل به من أمر الخلافة ، وما استتبع ذلك من حرب المرتدين وتوطيد أركان الدولة ، والقيام بأمر الناس ، ورعاية شأنهم. 2- قصر مدته بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كانت سببا أساسيا في قلة الرواية عنه ، وكانت خلافته سنتين وأشهرا. 3- قرب العهد برسول الله صلى الله عليه وسلم ، مما لم يحتج أكابر الصحابة معه إلى كثير من الرواية . قال النووي رحمه الله: " وكم للصديق من مواقف وأثر، ومن يحصى مناقبه ويحيط بفضائله غير الله عز وجل، ولكن لابد من التذكر بنُبذ من ذلك، تبركًا للكتاب بها، ولعله يقف عليها من قد يخفى عليه بعضها. رُوى للصديق، رضى الله عنه، عن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مائة حديث واثنان وأربعون حديثًا، اتفق البخاري ومسلم منها على ستة، وانفرد البخاري بأحد عشر، ومسلم بحديث . وسبب قلة رواياته مع تقدم صحبته وملازمته النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : أنه تقدمت وفاته قبل انتشار الأحاديث، واعتناء التابعين بسماعها وتحصيلها وحفظها ".
أبوكر الصديق وعمر بن الخطاب هما خيرة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفضل البشر بعد الأنبياء والرسل، وقد اتصفا بعدد من الصفات الرائعة تعلماها من رسول الله منها: