أخبار

إسلام داهية العرب.. القصة كاملة

مترجم الرسول.. صحابي يتعلم لغة كاملة في 14 يومًا فقط

بناء الثقة في النفس واحترام الذات.. كيف يتم؟

دعاء صلاح الذرية والأبناء

دراسة تكشف عن العلاقة بين رائحة الطعام والسمنة

سلالة جديدة من الجدري "أشد فتكا" تثير مخاوف من انتشارها عالميًا

تسييس خلافات الصحابة والجرأة عليهم..هذه هي خطورتها

حفل على سفينة حضره فقير.. ماذا حدث؟ (من عجائب التوبة)

كيف تخاف والله هو وكيلك؟!.. قصص غريبة ورائعة يكشفها عمرو خالد

صلاة الحاجة سبب في قضاء حوائجك.. تعرف على أحكامها

النصف من شعبان ليلة الخصوصية والتحرر.. هل وقعنا في الأسر مجددًا؟

بقلم | أنس محمد | الجمعة 23 فبراير 2024 - 09:45 م

ليلة النصف من شعبان لا تقتصر مناسبتها على ذكرى تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام، لكنها تتمدد إلى إعلان تحرر أمة محمد صلى الله عليه وسلم واستقلالها عن اليهود والنصارى، واكتشاف خصوصية هذه الأمة ومبادئها وشعائرها، التي تفردت في كل قيمها، فحملت لواء التوحيد، وسبقت إلى ميدان الوسطية.

ليلة الحرية والاستقلال


قال تعالى في سورة البقرة: "﴿ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ ﴾ [البقرة: 144].

فقد وهب الله عز وجل لهذه الامة المحمدية خاصية التفرد وأعلن استقلالها وتفردها وعدم التبعية للأجنبي، فرسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام وإن كان يعتبر الإسلام هو الدين الخالص لله عز وجل إلى أن ختمت الرسالة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم وإن كان يعتبر كتابه مصدقاً لما بين يديه من التوراة والإنجيل، وإن كان يعتبر نفسه مكملاً لمهمة موسى وعيسى والأنبياء قبلهم، في إرساء لواء التوحيد، إلا أنه كان حريصاً بقدر ذلك أن يكون لأصحابه طابعهم الخاص، ولأمته سلوكها الخاص، ومنهجها المتميز.

لذلك كان يؤرق النبي صلى الله عليه وسلم ويحزنه استقبال قبلة اليهود والنصارى للبيت المقدس، وخاصة حين كان يشعر أن اليهود والنصارى يستغلون ذلك في رؤية أمته أتباعًا لهم ومقلدين، ولذلك كان شديد الرغبة والطلب والإلحاح في الدعاء أن يوجهه الله إلى قبلة أبي الأنبياء إبراهيم في مكة المكرمة، فأنزل الله في يوم النصف من شعبان وفي صلاة الظهر قوله ﴿ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ ﴾.

وعلى الفور استجاب وفرح النبي صلى الله عليه وسلم بإعلان الحرية والاستقلال، فتوجه إلى جهة الكعبة وتبعه المسلمون حتى أن جماعة من الصحابة كانوا يصلون نحو الأقصى في الشمال فبلغهم نبأ تحويل القبلة في الصلاة فتوجهوا إلى الكعبة في الجنوب وهم يصلون.

إلا أنه ومع الأسف رغم تحررنا تحت لواء النبي صلى الله عليه وسلم عن اليهود والنصارى والاستقلال عنهم، إلا أن بعض المسلمين يوالون اليهود والنصارى ويرتمون في أحضانهم ضد إخوانهم من المسلمين، وينتصرون لقيمهم على حساب المسلمين وشعائرهم.

فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم متعطشًا للحرية والاستقلال، إلا أن هناك من يُحسب على أمته متعطش للتبعية، والتشبه بالآخرين، وهو ما يخالف عقيدة النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (من تشبه بقوم فهو منهم) و(ليس منا من تشبه بغيرنا).

كان رسول الله يربي أصحابه على نهج مستقيم لا مجال للانحراف فيه ولا للشذوذ عنه ومن شذ شذ في النار ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ﴾ [الأنعام: 153].


الإسلام لا يعادي الخير


فقد أراد النبي وشعائر الإسلام أن يعيش المسلمون أحرارًا غير تبع لأحد إلا نبيهم صلى الله عليه وسلم الذي جاء لهم بالهدى ودين الحق، والوسطية السمحاء، وأراد النبي أن تثبت للعالم أنك متميز في سلوكك، ومختلف في كل تفاصيل حياتك، ليظهر معدنك وقيمك النبيلة بدلا من أن تذوب في فسق المجتمعات الأخرى.

 إلا أننا نسينا عزة النفس، وأصبحنا نرى أمة المسلمين تابعة لاهثة وراء الأمم الأخرى مقلدة لها في عقيدتهم، وأعمالها، وعاداتها، وحركاتها، وسكناتها، في اقتصادها، في سياستها، في كل أمور حياتها، بل حتى في أمور دينها.

عن أبي سعيد رضي الله عنه، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُم شِبْرًا بشبْر، وذراعًا بذراع، حتَّى لو سَلَكُوا جُحْر ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ))؛ قلنا: يا رسول الله؛ اليهودُ والنَّصارى؟ قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((فَمَن؟!))؛ رواه الشيخان.

تحقق موعود النبي مع الأسف حتى أصبحنا في ضعف وذل، جهل وفقر وفاقة، تباغض وتحاسد، تناكر وتصارع، تقاتل وتذابح، تبعية وتقليد، ذل وانكسار، هزيمة وتراجع، مهانة وإهانة، وذلك كله بسبب تقليدنا لهم وتبعيتنا لهم.

ومع ذلك فالإسلام لا يعادي الاقتباس من الحضارات التي تقدم شيئا نبيلا أو نافعا للناس، فلا يدل أحد على الخير إلا وقد أمرنا النبي صلى االله عليه وسلم أن نقتبس من خيره، ولكن من غير أن تهدم دينك وأخلاقك وقيمك وثقافتك وحضارتك وتراثك.

قال تعالى:﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ﴾ (الأنعام: 153).

وقال الله تعالى ﴿ وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ ﴾ [البقرة: 143].

اقرأ أيضا:

تسييس خلافات الصحابة والجرأة عليهم..هذه هي خطورتها

الكعبة تحمل الوسطية


ومن حكمة الله عز وجل أن الكعبة تحمل الوسطية -وسط الأرض- ومركز الجاذبية ونقطة الانطلاق، وأمة القبلة أمة الوسطية ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ﴾ [البقرة: 143].

والآية نفسها تحمل الوسطية وسطية المكان فرقمها 143 بوسط السورة تماما، فعدد آيات سورة البقرة 286 ÷ 2 = 143، هذا هو رقم هذه الآية، فكأن الآية نفسَها جاءت وسطاً، وكفى بها رسالة للأمة لتكون وسطاً في كل شيء.

فأمة الإسلام وسط في الدين، فلا هم أهل غلوّ فيه غلوّ النصارى الذين غلوا بالترهب وقيلهم في عيسى ما قالوا فيه، ولا هم أهل تقصير فيه تقصير اليهود الذين بدلوا كتاب الله وقتلوا أنبياءهم وكذبوا على ربهم وكفروا به ولكنهم أهل توسط واعتدال فيه، فوصفهم الله بذلك، إذ كان أحبّ الأمور إلى الله أوسطها.

فالأمة أمة متفردة ونموذجيّة في العقيدة والمنهج، هذه الوسطية جعلت هذه الأمة شاهدة على جميع الأمم، شهادة في الدنيا، وشهادة في الآخرة.



الكلمات المفتاحية

الكعبة تحمل الوسطية الإسلام لا يعادي الخير النصف من شعبان

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled ليلة النصف من شعبان لا تقتصر مناسبتها على ذكرى تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام، لكنها تتمدد إلى إعلان تحرر أمة محمد صلى الله عليه وسلم