هل جربت يومًا أن تجعل كل دعائك لغيرك، لأخيك بظهر الغيب، (قد يكون الأخ الشقيق)، أو الأخ في الإسلام، هل جربت حلاوة ولذة وعظمة أن يرد عليك ملك ويقول (ولك بالمثل)؟.. إن لم تكن قد جربت هذا الإحساس فأنت في مشكلة حقيقية، وحاول العودة إلى نفسك لتصحيح الأمور.
فإن الله تعالى كريم وقد تعهد بالاستجابة لمن دعاه، فقال تعالى: «وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ» (غافر: 60 )، وقد أخبر النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم عن استجابته لدعاء من دعا لأخيه، فقال : «دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك موكل به، كلما دعا لأخيه قال الملك الموكل به: آمين ولك بمثل».
الأثر الممتد
اعلم يقينًا أن دعوتك لأخيك بظهر الغيب، قد تكون الأثر الممتد لهدايته، أو لإخراجه من هم يحيط به، أو لتزويجه الزوجة الصالحة، أو أيًا ما كان الدعاء الذي دعوت به له، ومن ثم سيستجيب الله لأنه أكرم منك، لن يتركك تدعو لأخيك، ويردك هو.. لذلك فقد وكلّ ملكًا يرد عليك بأجمل وأعذب الكلمات التي من الممكن أن تسمعها في حياتك كلها وهي (ولك بالمثل).
لذا عليك بالحرص دائمًا على هداية أخيك، واستخدم ما تيسر من الوسائل المشروعة في ذلك، وابحث له عن صحبة صالحة تجره للخير وتساعده عليه، فالدعاء قد لا يكون فقط برفع يديك إلى السماء، وإنما أيضًا بالتدخل (إن أمكن) لمساعدته في اختيار الأفضل له، ولإخراجه مما هو فيه مهما كان، فقد يكون أخيك واقعًا في مشكلة ما، فإذا استطعت التدخل فتدخل ن فورك، وساعده بكل ما أوتيت من قوة، حتى تخرجه مما هو فيه، فإن الله عز وجل لن يضيع أبدًا مجهود رجل صادق في نواياه وإخلاصه يريد مساعدة صاحبه.
اقرأ أيضا:
دعاء عظيم في زمن الفتن والحروبحب الخير
المسلم يتميز دون غيره بأنه يحب الخير لإخوانه المسلمين كما يحبه لنفسه، مصداقًا لقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «لا يُؤمِنُ أحدُكم حتى يُحِبَّ لأخيه ما يُحِبُّ لنَفْسِه»، وقد عززت الشريعة الغراء هذا المسلك بفضيلة: (الدعاء بظهر الغيب)، أي الدعاء للغير وهو غائب غير حاضر.
وهذه الصورة الرائعة التي يحثنا عليها نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم، تتضمن وعدًا بأن الخير الذي ستدعو به لن يصل إلى المدعو له فقط، وإنما سيناله الداعي كذلك، لأن الله الذي أرسل الملك ليقول: "آمِينَ"، أرسله وهو يريد الإجابة، كما أن الملك يقول بيقين: "وَلَكَ بِمِثْلٍ"، وهذا أمر لا يمكن أن يقطع به الملك بمفرده، إنما أخبره الله سبحانه وتعالى بتحقق الإجابة، فصار أداء هذه السنة الجميلة نافعًا للطرفين: الداعي والمدعو له.