كشف علماء عن علامة في العين تظهر ما إذا كان الإنسان معرضًا لخطر الموت المبكر، وهو ما يمكنهم من التنبؤ بمن يموت قبل عقد من وفاته، وحتى قبل ظهور أي علامات واضحة على معاناته من أي أمراض.

وقال العلماء إن الشبكية، وهي نسيج يقع في مؤخرة العين، يمكن أن تقدم أدلة حول الحالة الصحية للشخص، إذ قد يكون تلف الأعصاب والأوعية الدموية فيها علامة إنذار مبكر للمرض.

ويرتبط ارتفاع ضغط الدم والسكري والتدخين وسوء التغذية بمشاكل العين، مثل الضمور البقعي. وإذا كانت شبكية العين تتقدم في العمر أسرع من الشخص نفسه، فقد تنذر بالموت المبكر، فيما أطلق عليه علماء من الصين وأستراليا "فجوة عمر الشبكية".

واختبر الباحثون، فرضية التنبؤ بعمر شخص ما بناءً على شبكية العين فقط، من خلال فحص 19200 بريطاني تتراوح أعمارهم بين 40 و69 عامًا، وكان الأشخاص الذين لديهم فجوات عمرية أكبر في شبكية العين تبلغ 10 سنوات أكثر عرضة للوفاة بنسبة تصل إلى 67 في المائة خلال فترة دراسة مدتها 11 عامًا.

وكان نموذج التعلم الآلي قادرًا على التنبؤ بدقة بالعمر الزمني للمشارك فقط من خلال النظر إلى شبكية العين في نطاق 3.5 سنوات. بعد ذلك، تم تقييم الفجوة العمرية في الشبكية وصلتها بالموت في حوالي 36 ألف متطوع على مدى 11 عامًا. خلال هذا الوقت، توفي خمسة في المائة من الأشخاص (1871)، معظمهم من السرطان.

اظهار أخبار متعلقة

الشيخوخة السريعة

ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين ماتوا كانوا أكثر عرضة "للشيخوخة السريعة"، مما يعني أن شبكية عينهم تبدو أكبر من أعمارهم الحقيقية. على سبيل المثال، إذا كانت شبكية عين الشخص أكبر بسنة من العمر الفعلي، فإن خطر الوفاة من أي سبب في السنوات الـ 11 التالية يرتفع بنسبة 2 في المائة.

وارتفع خطر الوفاة من سبب محدد، بخلاف أمراض القلب والأوعية الدموية أو السرطان، بنسبة 3 في المائة. وارتبطت الفجوات العمرية الكبيرة في شبكية العين بشكل كبير بما يتراوح بين 49 و 67 في المائة من مخاطر الوفاة، بخلاف أمراض القلب والأوعية الدموية أو السرطان.

وكتب الباحثون في "المجلة البريطانية لطب العيون": "تشير هذه النتائج إلى أن عمر الشبكية قد يكون علامة بيولوجية مهمة سريريًا للشيخوخة. "توفر شبكية العين" نافذة "فريدة يسهل الوصول إليها لتقييم العمليات المرضية الكامنة وراء أمراض الأوعية الدموية والجهاز العصبي المرتبطة بزيادة مخاطر الوفاة".

وتابعوا: "هذه الفرضية مدعومة بالدراسات السابقة، التي اقترحت أن تصوير الشبكية يحتوي على معلومات حول عوامل الخطر القلبية الوعائية، وأمراض الكلى المزمنة، والمؤشرات الحيوية الجهازية".

خطر الموت المبكر

وجرت الدراسة بأثر رجعي، مما يعني أن المشاركين ماتوا بالفعل. ولم يتنبأ العلماء بعد بمن يمكن أن يتعرض لخطر الموت المبكر من خلال النظر إلى أعينهم الآن.

وقال الباحثون، إن النتائج الجديدة تدعم "الفرضية القائلة بأن شبكية العين تلعب دورًا مهمًا في عملية الشيخوخة وأنها حساسة للأضرار التراكمية للشيخوخة التي تزيد من مخاطر الوفاة".

لكن أداة الفحص للمساعدة في تحديد الأشخاص المعرضين لخطر الموت، لا تزال مجرد بصيص في عيونهم، في الوقت الحالي.

قال الدكتور سونير جارج، المتحدث باسم الأكاديمية الأمريكية لطب العيون والذي لم يشارك في البحث لشبكة CNN، إن الأطباء ليس لديهم حاليًا الوسائل لتحديد عمر شبكية العين.

وأضاف أستاذ طب العيون في مستشفى ويلز للعيون بولاية فيلادلفيا الأمريكية، إنه من المأمول أن يعني ذلك أنه يمكن للمرضى إجراء تغييرات لتحسين صحتهم بناءً على ما يكتشفه أخصائي العيون في شبكية العين.