أخبار

لهذا السبب.. أدمغة البشر أصبحت أكبر من السابق

مفاجأة حول الاستحمام يوميًا.. ليس له أي فائدة صحية حقيقية!

مظلوم في البيت والعمل ومع الناس؟.. روشتة نبوية تدخلك الجنة

الزم المروءة لنجاتك في الدنيا والتقوى للنجاة في الآخرة

هل يؤاخذنا الله بما استقر في النفوس؟ ولم نترجمه إلى أفعال؟ (الشعراوي يجيب)

3حقوق لو فعلتها لوجدت الله عندك يفتح لك أبواب كل شيء

ما هي حقوق الزوج بعد اكتشافه مرض زوجته؟

مسح الرسول على وجهه.. فكان يضيء في البيت المظلم

حسن الظن بالله سفينة النجاة في بحر الظلمات.. تعرف على صوره

هل الإنسان ظلم نفسه بتحمل الأمانة من الله؟.. تعرف على المفهوم الصحيح للآية

8محطات بارزة في حياة حجة الإسلام أبو حامد الغزالي ..تعرف علي تفاصيل دوره في إحياء علوم الدين

بقلم | علي الكومي | الثلاثاء 18 يناير 2022 - 09:05 م

في إطار مشروعه التثقيفي "قُدوة».. قد م مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية تعريفًا بحجة الإسلام أبي حامد الغزالي مُجدِّد عصره، وإمام زمانه، وأحد أشهر علماء المسلمين في ذكرى وفاته التي توافق 14 جمادى الآخرة معددا محطات مهمة ومؤثرة في تاريخ حجة الإسلام .

أولي هذه المحطات تتعلق بمولده ونشأته حيث وُلد الإمام أبو حامد، محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الغزَالي -بالتَّخفيف- نسبة إِلَى قَرْيَةٍ يُقَالَ لَهَا: غَزَالَةُ، في طوس إحدى مدن «إيران» الأثرية، (450 هـ /1058م - 505 هـ / 1111م)، وعاش بها في صدر حياته، وبدأ فيها طلب العلم.

من هو حجةالإسلام الغزالي؟

وكان والده يغزل الصّوف ويبيعه في دكانه بطوس، فلما احتضر أوصى به وبأخيه أحمد إلى صديق له صُوفيّ صالح، وترك لهما شيئًا من المال، فظلَّ الرجل يُعَلِّمُهما حتى فَنِيَ ما خَلَّفَه لهما أبوهما، وتَعَذَّرَ عليهما القُوتُ، فدَفَعَهُما إلى المدرسة كأنهما طالبا علم؛ لتحصيل القوت لا لتحصيل العلم؛ طلبًا لما كانت تفرضه المدارس لطلابها من الرعاية والقوت آنذاك.

أما ثاني المحطات فتعلقت  برحلته العلمية حيث ظلَّ أبو حامد الغزالي يطلب العلم بطوس على يد كبار علمائها؛ حتى فاق أقرانه، ثمَّ ارتحل منها إلى جُرجان، ثم إلى نيسابور؛ ليلازم إمام الحرمين أبا المعالي الجويني -رحمه الله-، ولينهل من علومه.

الغزالي وإحياء علوم الدين

وبعدها  رحل إلى بغداد، وتولى بها التَّدريس في مدرستها النِّظَامية في عهد الدولة العباسية بطلب من الوزير السلجوقي (نِظَام المُلْك)، وكان في تلك الفترة قد اشتُهر شهرةً واسعةً، وذاع صِيتُه في الآفاق؛ حتى صار مَقْصدًا لطلاب العلم من جميع البلدان، وكان يحضر مجلسه أكابر العلماء؛ للاستماع إليه وتلقي العلوم على يديه أمثال ابن عقيل، وأبي الخطاب، وعبد القادر الجيلاني، وأبي بكر بن العربي؛ لما رُزِقَه -رحمه الله- من حظٍّ وافرٍ في حُسْن التَّصانيف وجودتها، مع تبحُّر في غيرِ ما نَوْعٍ منها بدرايةٍ، وإتقانٍ، وتَمَكُّنٍ بالغٍ في دقائق ما يُتفنَّن فيه.

ومن المحطات البارزة في حياة حجة الإسلام الغزالي فدارات حول اعتزاله الناس بعد فترة طويلة من التعلم والتعليم وتصنيف الكتب شعر الإمام الغزالي أنه أغرق في العلوم الفلسفية والباطنية، وابتعد عن علم التصوف والتزكية الروحية، وعلوم الآخرة؛ فاعتزل التدريس، وابتعد عن الناس فترة من الزمان، وتعمق في تجربته الصوفية؛ مصاحبًا الشيخ الفضل بن محمد الفارمذي، تلميذ الشيخ القشيري.

وقد وصف  الإمام حاله هذه في كتابه المنقذ من الضلال بقوله: «ثم لاحظت أحوالي، فإذا أنا منغمس في العلائق، وقد أحدقت بي من الجوانب، ولاحظت أعمالي -وأحسنها التدريس والتعليم- فإذا أنا فيها مقبل على علوم غير مهمة، ولا نافعة في طريق الآخرة، ثم تفكرت في نيتي في التدريس، فإذا هي غير خالصة لوجه الله تعالى، بل باعثها ومحركها طلب الجاه وانتشار الصيت، فتيقنت أني على شفا جرف هار، وأني قد أشفيت على النار، إن لم أشتغل بتلافي الأحوال ..

ومضي الغزالي للقول في كتابه "المنقذ من الضلال " بالقول :فلم أزل أتردد بين تجاذب شهوات الدنيا، ودواعي الآخرة، قريباً من ستة أشهر أولها رجب سنة 488 هـ، وفي هذا الشهر جاوز الأمر حد الاختيار إلى الاضطرار، إذ أقفل الله على لساني حتى اعتقل عن التدريس، فكنت أجاهد نفسي أن أدرس يومًا واحدًا؛ تطييبًا لقلوب المختلفة إلي، فكان لا ينطق لساني بكلمة واحدة، ولا أستطيعها البتة، ثم لما أحسست بعجزي، وسقط بالكلية اختياري، التجأت إلى الله التجاء المضطر الذي لا حيلة له، فأجابني الذي يجيب المضطر إذا دعاه، وسهل على قلبي الإعراض عن الجاه والمال والأهل والولد والأصحاب».

الغزالي والمنقذمن الضلال

وبحسب منشور مركز الأزهر العالمي للفتوي الاليكترونية وبعد 11 سنة من العزلة والتنقل بين «الشام والحجاز، والقدس، ومصر» -ألف فيها كتابه الشهير «إحياء علوم الدين»- عاد مرة أخرى للتدريس بالمدرسة النظامية، ولم يدم الأمر طويلًا حتى عاد إلى بلدته طوس؛ موزعًا وقته بين العبادة، والتدريس، والعزلة في خلوته.

خلال هذه الرحلة العلمية والمسيرة الطويلة ألف الإمام الغزالي العديد من التَّصانيف البديعة الغزيرة في شتى الفنون، حتى قيل: إن تصانيفه لو وُزِّعت على أيام عُمُره لأصاب كلَّ يومٍ كتابٌ! وقد تميزت كتاباته بحسن العرض، ودقة العبارة، وبراعة الاستدلال، وقوة الحُجَّة، وصِدق الحِسّ.

ومن أبرز مؤلفاته: «الاقتصاد في الاعتقاد»، «إحياء علوم الدين»، «المنقذ من الضلال»، «بغية المريد في مسائل التوحيد»، «إلجام العوام عن علم الكلام»، «المقصد الأسنى شرح أسماء الله الحسنى»، «المعارف العقلية ولباب الحكمة الإلهية»، «القانون الكلي في التأويل»، «بداية الهداية»، «مكاشفة القلوب المقرب إلى حضرة علام الغيوب»، «غاية الغور في دراية الدور»، «المستصفى في علم أصول الفقه»، «المنخول في علم الأصول»، «تهذيب الأصول»، «المبادئ والغايات»، «شفاء الغليل في القياس والتعليل»، وغيرها من الكتب النافعة والمؤلفات الفائقة.

ومن المحطات البارزة في حياة الإمام الغزالي مرحلة تتلمذ الآلاف علي يديه حيث تلقى العلم على الشيخ العديد من طلاب العلم، والمريدين، الذين أصبحوا من كبار أئمة عصرهم، ومن أشهرهم: الشيخ عبد القادر الجيلاني، والشيخ الإسفراييني، والشيخ أبو بكر بن العربي القاضي المالكي، والشيخ محمد بن يحيى بن منصور، والشيخ أبو الفتح أحمد بن علي بن محمد بن برهان، وغيرهم كثير ممن ملأوا طباق الأرض علمًا.

مسيرة الإمام الطويلة شهدت تقدير العلماء وأهل العلماء له وهوما تم توثيقه في أقوال مأثورة حيث قال عنه الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء: "الشيخ الإمام البحر، حجة الإسلام، أعجوبة الزمان، زين الدين أبو حامد محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الطوسي الشافعي، الغزالي، صاحب التصانيف والذكاء المفرط".

وقال عنه الإمام ابن الجوزي في المنتظم في تاريخ الملوك والأمم: "صنف الكتب الحسان في الأصول والفروع، التي انفرد بحسن وضعها وترتيبها، وتحقيق الكلام فيها".

وقال عنه الإمام أبو الحسن الشاذلي كما جاء في لطائف المنن: (إذا عرضت لكم إلى الله حاجة فتوسلوا إليه بالإمام أبي حامد).

الغزالي ومؤلفاته العلمية

وقد عاش الإمام الغزالي حياته مؤدِّيًا حقَّ دينِه ودعوته، ومُدافعًا عن هُوية أمَّته، وتاركًا تراثًا علميًّا ومعرفيًّا ضخمًا، وتلاميذ ومُرِيدين، وللإمام سيرة ثريَّة مضيئة سَجَّل جُلَّ أحداثها في كتابه: «المُنقِذ من الضلال» لمن أراد الاستزادة منها.

وروى أبو الفرج ابن الجوزي في وفاته عن أبي الفتوح أحمد الغزالي -أخي الإمام أبي حامد الغزالي- قال: «لَمَّا كَانَ يَوْمُ الاثْنَيْنِ وَقْتَ الصُّبْحِ تَوَضَّأَ أَخِي أَبُو حَامِدٍ، وَصَلَّى، وَقَالَ: "عَلَيَّ بِالْكَفَنِ"، فَأَخَذَهُ وَقَبَّلَهُ وَتَرَكَهُ عَلَى عَيْنَيْهِ، وَقَالَ: "سَمْعًا وَطَاعَةً للدُّخُول عَلَى الْمَلِكِ" ثُمَّ مَدَّ رِجْلَيْهِ، وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، وَمَاتَ قَبْلَ الإِسْفَارِ» [الثَّبات عند الممات]، وكانت في 14 جمادى الآخرة 505 هـ، بمدينة طوس.

ووفقا لمنشور المركز ومن خلال التعريف بسيرة الإمام أبي حامد الغزالي رحمه الله يمكننا الوقوف على أبرز جوانب القدوة في شخصيته، وهي:مجاهدة النفس في طلب العلم، وعدم الاستسلام لمعوقات الحياة.و إخلاص النية لله تعالى سبيل الوصول للمعالي في الدنيا والآخرة.

اقرأ أيضا:

الزم المروءة لنجاتك في الدنيا والتقوى للنجاة في الآخرةو من علامات الخشية تفقد حال القلب وإخلاصه و عدم الاغترار بمتع الدنيا وجاهها، ومجاهدة النفس في التخلي عنها.فضلا عن  الانشغال بالعلم تدريسًا وتصنيفًا من أجل الأعمال وأشرفهاو أهمية علم التصوف في تزكية النفس وترقي الروح.و الموازنة بين طريق العلم وطريق وصول القلب إلى الله سبحانه.



الكلمات المفتاحية

الامام الغزالي حجة الاسلام الغزالي الغزالي وتجديدعلوم الدين الغزالي والمنقذ من الضلال مركز الازهر العالمي

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled وكان والده يغزل الصّوف ويبيعه في دكانه بطوس، فلما احتضر أوصى به وبأخيه أحمد إلى صديق له صُوفيّ صالح، وترك لهما شيئًا من المال، فظلَّ الرجل يُعَلِّمُهم