أخبار

ضعف الشخصية أول طريق الغواية والحرام.. كيف توطن نفسك؟

تخيرتها جميلة ففوجئت بقبحها.. كيف نخدع أنفسنا ونفشل في الاختيار؟

إنجاز الوعد من أخلاق الكبار.. هل سمعت بهذا؟

تقدم مذهل.. العلماء يبتكرون طريقة علاج جديدة لسرطان الدم

6ثمرات يجنيها العبد المؤمن إذ صبر علي هموم الدنيا .. فرّج الله همّه، ودفع عنه الضر ورفع درجته في مقدمتها

بعد معاناة استمرت 613 يومًا.. وفاة أطول مريض في العالم بفيروس كورونا

الثبات على المبدأ.. متى تتأكد من هويتك وتثبت لنفسك أنك على الحق؟

الإخلاص كلمة السر فى قبول الأعمال.. كيف نحققه؟

سر صمت "يونس" بعد خروجه من بطن الحوت

خطيبي يسألني عن مرتبي ومشاركتي في مصروفات البيت وأنا تضايقت ولذت بالصمت.. ما العمل؟

بماذا رد الإمام "محمد عبده" على مستشرق طالبه بدليل من القرآن حول عدد الأرغفة في إردب القمح؟ (الشعراوي يجيب)

بقلم | أنس محمد | السبت 23 ديسمبر 2023 - 10:35 م

{قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ۖ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ ۖ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ۚ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} [النور: 54]

يقول العلامة الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي:

وكأنه تعالى لا يريد أنْ يُغلق الباب دونهم، فيعطيهم الفرصة: جَدِّدوا طاعة لله، وجَدِّدوا طاعة لرسوله، واستدركوا الأمر؛ ذلك لأنهم عباده وخَلْقه.

وكما ورد في الحديث الشريف: " لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم وقع على بعيره وقد أضله في فلاة ".

ونلحظ في هذه الآية تكرار الأمر أطيعوا { أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ } [النور: 54] وفي آيات أخرى يأتي الأمر مرة واحدة، كما في الآية السابقة:{  وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ }[النور: 52]، وفي{  أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ }[الأنفال: 20] وفي{  مَّنْ يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ ٱللَّهَ }[النساء: 80] أي: أن طاعتهما واحدة.

قالوا: لأن القرآن ليس كتابَ أحكام فحسب كالكتب السابقة، إنما هو كتاب إعجاز، والأصل فيه أنه مُعْجز، ومع ذلك أدخل فيه بعض الأصول والأحكام، وترك البعض الآخر لبيان الرسول وتوضيحه في الحديث الشريف، وجعل له صلى الله عليه وسلم حقاً في التشريع بنصِّ القرآن:{  وَمَآ آتَاكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَٱنتَهُواْ }[الحشر: 7].

والقرآن حين يُورد الأحكام يوردها إجمالاً ثم يُفصِّلها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالصلاة مثلاً أمر بها الحق ـ تبارك وتعالى ـ وفرضها، لكن تفصيلها جاء في السنة النوبية المطهرة، فإنْ أردتَ التفصيل فانظر في السنة.

كالذي يقول: إذا غاب الموظف عن عمله خمسة عشر يوماً يُفصَل، مع أن الدستور لم ينص على هذا، نقول: لكن في الدستور مادة خاصة بالموظفين تنظم مثل هذه الأمور، وتضع لهم اللوائح المنظِّمة للعمل.

وذكرنا أن الشيخ محمد عبده سأله بعض المستشرقين: تقولون في القرآن:{  مَّا فَرَّطْنَا فِي ٱلكِتَابِ مِن شَيْءٍ }[الأنعام: 38] فهات لي من القرآن: كم رغيفاً في إردب القمح؟ فما كان من الشيخ إلا أن أرسل لأحد الخبازين وسأله هذا السؤال فأجابه: في الإردب كذا رغيف. فاعترض السائل: أريد من القرآن.

فردَّ الشيخ: هذا من القرآن؛ لأنه يقول:{  فَٱسْأَلُواْ أَهْلَ ٱلذِّكْرِ إِن كُنْتُم لاَ تَعْلَمُونَ }[النحل: 43].

فالأمر الذي يصدر فيه حكم من الله وحكم من رسول الله، كالصلاة مثلاً:{  إِنَّ ٱلصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً }[النساء: 103].

وفي الحديث: " الصلاة عماد الدين ".ففي مثل هذه المسألة نقول: أطيعوا الله والرسول؛ لأنهما متواردان على أمر واحد، فجاء الأمر بالطاعة واحداً.

أما في مسائل عدد الركعات وما يُقَال في كل ركعة وكوْنها سِراً أو جهراً، كلها مسائل بيَّنها رسول الله. إذن: فهناك طاعة لله في إجمال التشريع أن الصلاة مفروضة، وهناك طاعة خاصة بالرسول في تفصيل هذا التشريع، لذلك يأتي الأمر مرتين { أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ } [النور: 54].

كما نلحظ في القرآن:{  وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ }[النور: 56] هكذا فحسب.

قالوا: هذه في المسائل التي لم يَرِدْ فيها تشريع ونَصٌّ، فالرسول في هذه الحالة هو المشرِّع، وهذه من مميزات النبي صلى الله عليه وسلم عن جميع الرسل، فقد جاءوا جميعاً لاستقبال التشريع وتبليغه للناس، وكان صلى الله عليه وسلم هو الوحيد الذي فُوِّض من الله في التشريع.

ثم يقول تعالى: { فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَّا حُمِّلْتُمْ } [النور: 54] لأنه تعالى أعلم بحِرْص النبي على هداية القوم، وكيف أنه يجهد نفسه في دعوتهم، كما خاطبه في موضع آخر:{  لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ }[الشعراء: 3] وكأن الحق ـ تبارك وتعالى ـ يقول لنبيه: قُلْ لهم وادْعُهم مرة ثانية لتريح نفسك { قُلْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ } [النور: 54] وإنْ كنت غير مكلَّف بالتكرار، فما عليك إلا البلاغ مرة واحدة.

ومعنى: { فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَّا حُمِّلْتُمْ } [النور: 54] أي: من الله تعالى، فالرسول حُمِّل الدعوة والبلاغ، وأنتم حُمِّلْتم الطاعة والأداء، فعليكم أن تُؤدُّوا ما كلَّفكم الله به.

{ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُواْ } [النور: 54] نلحظ أن المفعول في { وَإِن تُطِيعُوهُ } [النور: 54] مفرد، فلم يقل: تطيعوهما، لتناسب صدر الآية { أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ } [النور: 54] ذلك لأن الطاعة هنا غير منقسمة، بل هي طاعة واحدة.

وقوله: { وَمَا عَلَى ٱلرَّسُولِ } [النور: 54] تكليفاً من الله { إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ ٱلْمُبِينُ } [النور: 54] المحيط بكل تفصيلات المنهج التشريعي لتنظيم حركة الحياة.

اقرأ أيضا:

سر صمت "يونس" بعد خروجه من بطن الحوت

https://www.youtube.com/watch?v=j6DRoQIndA8


الكلمات المفتاحية

الشعراوي حول عدد الأرغفة في إردب القمح الإمام محمد عبده

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ۖ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ ۖ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَ