والمعاصي على اختلاف أشكالها وصورها مما حذر الله منها ورسوله.. والسؤال الذي يهتم به بعض الناس .. ما الحكمة من التحريم فيما يدعي البعض أن يرى أن خيرًا ما يبدو له في فعل بعض الأشياء المحرمة أو يفعلها بتأويل أو غير ذلك.. وهذه الأسئلة وإن تبدو وجيهة فإن حسن الظن بالله يقتضي التسليم بما أمر والبعد عما نهى عنه وزجر.

آثار المعاصي:

ويكفي حقيقة أن يبتعد المسلم عما حذر منه الله تعالى من لذنوب والمعاصي وان يستحضر بعض العقوبات التي رتبها الله سبحانه وتعالى على الذنوب، ولكن هناك بعض الآثار التي تأتي نتيجة  اجتراف الذنوب والمعاصي واعتيادها ومنها:

- الختم على القلب : والختم على القلوب والأسماع، والغشاوة على الأبصار، والأقفال على القلوب ، وجعل الأكنة عليها والرين عليها والطبع وتقليب الأفئدة والأبصار، والحيلولة بين المرء وقلبه، وإغفال القلب عن ذكر الرب، وإنساء الإنسان نفسه، وترك إرادة الله تطهير القلب، وجعل الصدر ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء، وصرف القلوب عن الحق، وزيادتها مرضا على مرضها، وإركاسها وإنكاسها بحيث تبقى منكوسة، كما ذكر الإمام أحمد عن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - أنه قال: القلوب أربعة: فقلب أجرد فيه سراج يزهر: فذلك قلب المؤمن، وقلب أغلف: فذلك قلب الكافر، وقلب منكوس: فذلك قلب المنافق، وقلب تمده مادتان: مادة إيمان ومادة نفاق، وهو لما غلب عليه منهما.

- التثبيط عن الطاعة، والإقعاد عنها.

- جعل القلب أصم لا يسمع الحق، أبكم لا ينطق به، أعمى لا يراه، فتصير النسبة بين القلب وبين الحق الذي لا ينفعه غيره، كالنسبة بين أذن الأصم والأصوات، وعين الأعمى والألوان ، ولسان الأخرس والكلام.