حذرت دراسة حديثة من خطر تناول الأطعمة فائقة المعالجة عند الإصابة بأزمة قلبية أو سكتة دماغية.

وعزا الباحثون تحذيرهم إلى أن تناول كميات كبيرة من هذه الأطعمة يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بأزمة قلبية أو سكتة دماغية أخرى، ومن المرجح أن تكون قاتلة، حتى لو كان الشخص يتبع ما يبدو أنه نظام غذائي صحي للقلب.

الأطعمة فائقة المعالجة

وتُصنع الأطعمة فائقة المعالجة جزئيًا أو كليًا بمواد لا تُستخدم بشكل روتيني في الطهي - مثل البروتينات المهدرجة والمالتوديكسترين والدهون المهدرجة - وتحتوي على مواد مضافة؛ مثل الأصباغ والمواد الحافظة، ومضادات الأكسدة، والعوامل المضادة للتكتل، ومحسنات النكهة والمُحليات، كما قال الباحثون.

وفقًا لمؤلفي الدراسة الإيطاليين، تشمل الأمثلة على الأطعمة فائقة المعالجة المشروبات السكرية والغازية، والوجبات الجاهزة، والأطعمة القابلة للدهن، والبسكويت الصلب الجاف، وحبوب الإفطار والمقرمشات، وحتى زبادي الفاكهة.

وقالت أخصائية التغذية، شارون زارابي، التي لم تشارك في الدراسة الجديدة، إن "هذه الأطعمة فائقة المعالجة تسبب عددًا لا يحصى من الأمراض بما في ذلك أمراض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى".

الدراسة التي اجرتها ماريالاورا بوناتشيو، باحثة علم الأوبئة في معهد نيورولوجيكو ميديترانيو نيوروميد (IRCCS) في بوزيلي بإيطالي، شملت أكثر من 1100 إيطالي يعانون بالفعل من أمراض القلب وتم متابعتهم لأكثر من 10 سنوات.

الإصابة بأزمة قلبية ثانية أو سكتة دماغية

وقالت بوناتشيو في بيان صحفي للمعهد: "لقد رأينا أن الأشخاص الذين يستهلكون كميات كبيرة من الأطعمة فائقة المعالجة لديهم مخاطر متزايدة بنسبة الثلثين للإصابة بأزمة قلبية ثانية أو سكتة دماغية، وهذه المرة قاتلة، مقارنة بالمشاركين الذين يتناولون هذه الأطعمة بشكل أقل. واحتمال الموت لأي سبب هو أيضًا أعلى بنسبة 40 في المائة".

وأضافت بوناتشيو في بيان صحفي للمعهد: "من المهم التأكيد على أن تعريف الأطعمة فائقة المعالجة لا يرتبط بالمحتوى الغذائي، بل بالعملية المستخدمة في تحضيرها وتخزينها، بعبارة أخرى، حتى لو كان الطعام متوازنًا من الناحية التغذوية، فإنه لا يزال يعتبر شديد المعالجة".

وأشارت إلى أنه أنه "من الواضح أنه ليس الطعام الوحيد الذي يتم تناوله في بعض الأحيان هو الذي يصنع الفرق، بل هو نظام غذائي يحتوي، ككل، على الكثير من المنتجات القادمة من أرفف السوبر ماركت. نظام غذائي يعتمد على استهلاك المنتجات الطازجة والمعالجة بالحد الأدنى يجب أن تكون مفضلة دائمًا، لأن تقاليد البحر الأبيض المتوسط كانت تعلمنا ذلك منذ قرون".

اقرأ أيضا:

لهذا السبب.. أدمغة البشر أصبحت أكبر من السابق

الأغذية الطبيعية

ووافقتها الرأي زرابي، وهي مديرة برنامج معهد كاتز لصحة المرأة التابع لمستشفى نورثويل هيلث في مدينتي نيويورك وويستشيستر، قائلة: "أجسادنا معدة للعمل بالوقود الذي يأتي من الطبيعة ومن الأرض، بشكل كامل وسليم".

وأضافت على سبيل المثال: "فكر في رقائق البطاطس - بطاطس مقلية مملحة. ضعها على لسانك وسيذوب فقط - إنها معالجة بشكل كبير. الآن خذ نفس رقائق البطاطس التي يتم الحصول عليها بشكل طبيعي من حبة بطاطس كاملة - تحتاج إلى مضغها حتى يتم هضمها وهذا يتطلب جهدًا".

وعلق الدكتور مايكل جويفمان هو رئيس قسم أمراض القلب في معهد فوريست هيلز بنيويورك على الدراسة الجديدة، قائلاً إنها لا تستطيع إثبات السبب والنتيجة.

وأشار جيفمان إلى أن "الدراسة لا يمكنها معرفة ما إذا كانت الأطعمة فائقة المعالجة نفسها تساهم بالفعل في ارتفاع معدل الوفيات، أو إذا كان الأشخاص الذين يميلون إلى تناول هذه الأطعمة يميلون أيضًا إلى القيام بسلوكيات أخرى غير صحية تؤدي في الواقع إلى زيادة معدل الوفيات".

وأعرب عن اعتقاده بأن هناك حاجة إلى مزيد من التجارب الصارمة قبل تقديم توصيات صارمة لتجنب الأطعمة المصنعة.

طريقة صنع الطعام

لكن الباحثين الإيطاليين الذين نشرت نتيجة دراستهم في مجلة "القلب الأوروبية" يعتقدون أن طريقة صنع الطعام يمكن أن تكون مهمة لصحة القلب مثل ما هو موجود في ذلك الطعام.

وقالت ليسيا إياكوفيللو، مديرة قسم علم الأوبئة والوقاية بالمعهد، في البيان الصحفي: "هذه الدراسة تنقل رسالة مهمة: حان الوقت للتغلب على التمييز بين الغذاء الصحي وغير الصحي على أساس القيمة الغذائية فقط".

وتابعت: "بعبارة أخرى، يمكن لأي شخص اتباع نظام غذائي متوسطي، ربما يكون غنيًا بالبقوليات أو الخضار، وهو نظام غذائي صحي يمكن أن نقول. لكن التعريف البسيط لـ" البحر الأبيض المتوسط "لا يخبرنا" كيف "تم تحضير هذه الأطعمة. الخضار الطازج ليس مثل الخضار المطبوخ والمتبل، والأمر نفسه ينطبق على العديد من الأطعمة الأخرى"".

وأشارت إلى "أنه عامل يجب أخذه في الاعتبار بشكل متزايد عند تقديم المشورة للمواطنين بشأن التغذية السليمة. اقتراحنا هو أن مستوى المعالجة الصناعية للأغذية يجب أن يضاف إلى الملصقات الموجودة على مقدمة العبوة، والتي لا توفر حتى الآن سوى المعلومات الغذائية".