أخبار

ضعف الشخصية أول طريق الغواية والحرام.. كيف توطن نفسك؟

تخيرتها جميلة ففوجئت بقبحها.. كيف نخدع أنفسنا ونفشل في الاختيار؟

إنجاز الوعد من أخلاق الكبار.. هل سمعت بهذا؟

تقدم مذهل.. العلماء يبتكرون طريقة علاج جديدة لسرطان الدم

6ثمرات يجنيها العبد المؤمن إذ صبر علي هموم الدنيا .. فرّج الله همّه، ودفع عنه الضر ورفع درجته في مقدمتها

بعد معاناة استمرت 613 يومًا.. وفاة أطول مريض في العالم بفيروس كورونا

الثبات على المبدأ.. متى تتأكد من هويتك وتثبت لنفسك أنك على الحق؟

الإخلاص كلمة السر فى قبول الأعمال.. كيف نحققه؟

سر صمت "يونس" بعد خروجه من بطن الحوت

خطيبي يسألني عن مرتبي ومشاركتي في مصروفات البيت وأنا تضايقت ولذت بالصمت.. ما العمل؟

"النعمان بن مقرن المازني".. صاحب الدعوة المجابة والنصر والشهادة

بقلم | أنس محمد | الثلاثاء 30 نوفمبر 2021 - 01:15 م


صحابيٌ عظيم، ضرب المثل في الشجاعة خلال إحدى معارك المسلمين الكبرى، شاءَ اللهُ له أن يكونَ قائدَ المعركة وأول َ الشهداءِ فيه، فجمعَ له بين النصرِ والشهادةِ كما تمنى ودعا، حيث كان هذا الصحابي مُجابُ الدعوةِ، فسألَ ربَّهُ الشهادة َ فأعطاهُ إياها، وكانت معركته انتصارا كبيرا على الفرس وبدايةَ الفتح الإسلامي في الشرقِ ، وبالرغم من انتصار المسلمين، في هذه المعركة العظيمة، إلا أنهم بكوا بكاءً شديدا على استشهاد هذا الصحابي وعلى رأسهم الخليفة عمر بن الخطاب.

من هو النعمان بن مقرن المازني؟


هو أبو حكيم أو أبو عمروٍ النعمانُ بن مُقرنٍ المُزني، وفد إلى رسولِ اللهِ- صلى الله عليه وسلم- في المدينةِ مع وفد قبيلتهِ (مزينة) ، وشاركَ مع رسولِ الله- صلى الله عليه وسلم- في جهادِه ومغازيه، وكان إليهِ لواءُ قومهِ يومَ فتحِ مكة.

حسن إسلام النعمان بن مقرن، وشارك النبي في غزواته، وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، استمرَ النعمانُ- رضي الله عنه- في عهدِ أبي بكر مجاهداً في سبيل الله، مُشاركاً في الفتوحِ الإسلامية ، وفي عهد عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- فتحَ (النعمان) مدينةَ (كسكر)، فولاهُ الخليفةُ إمارتَها ، ولكنَّ النعمانَ لم يرغب في حياةِ الإمامةِ الهادئة، فكتبَ إلى عُمرٍ يستعفيهِ من هذهِ المهمة، ويطلبُ منهُ الإذنَ لهُ بالانضمامِ إلى صفوفِ المجاهدين في سبيل الله، لفتح القادسية ، وهو فاتحُ أصبهان ، وشهيدُ نهاوند.

شارك النعمان في انتصارات (القادسية) و(المدائن)، وجاءت معركة نهاوند التي أجمع فيها ملك الفرس يزدجرد خيرة جنوده، واعتبرَ هذا المكانُ والمعركةَ ( نهاوند ) معركةً مصيريةً مع المسلمين .

شاور عمر بن الخطاب أصحابه، وعزم على أن يرحلَ بنفسهِ ليكونَ قريباً من منزلةِ ملكِ الفرس، ولكنَّ المسلمين أشاروا عليه أن يختارَ قائداً للمعركةِ يكفيهِ هذه المهمةَ، فوقع الاختيارَ على النعمان ، ودعاه عمر لقيادةِ جيشِ المسلمين في نهاوند، وقال لهُ : " إذا أتاكَ كتابي هذا فسِرْ بأمرِ الله ، وبنصرِ اللهِ بمن معكَ مع المسلمين، ولا توطئهم وعْراً فُتُؤذِيهم، ولا تمنعهم حقاً فتكفِّرهم ".

استجابَ النعمانُ لأميرِ المؤمنين عمر بن الخطاب، وسارَ إلى أرضِ المعركةِ ومعهُ عددٌ من كبار الصحابة، على رأسهم أمين سر النبي حذيفةُ بن اليمَّان، وعبدُ اللهِ بن عمر ، وجريرُ بن عبد اللهِ البجلي ، والمغيرةُ بن شعبة ، وسواهم- رضي الله عنهم أجمعين.

وصل النعمان إلى نهاوند ، ونظم جيشه وكانت عدته ثلاثونَ ألفاً، وجعلَ على المقدمةِ نُعيم بن مُقرن المُزني ، وعلى المَيمنةِ حُذيفةَ بن اليمَّان ، وعلى الميسرةِ سويدَ بن مُقرن ، وعلى الساقةِ مُجاشع بن مسعودٍ- رضي الله عنهم - وابتدأتِ المعركةُ يومَ الأربعاءَ سنةَ إحدى وعشرين للهجرة –.

كان الفرسُ قد تحصَّنوا بخنادقَ حفروها، وربطوا أنفسَهم بالسلاسلِ حتى لا يفروا ، وفرقٌ بينَ أولئكَ الجبناءُ وهم في أرضهم، وبين طلائعُ الشهادةِ من المسلمين، وطال الحصارُ، واستشار النعمانُ قادتَه، فأشاروا عليه باستدراجِ الفرسِ والتظاهرِ بالهروب ، حتى إذا ابتعدَ الجندُ عن حصونِهم وخنادقِهم نَشِبتِ المعركةُ، وكان قد وافقَ النعمانُ على هذا الرأي، وقال : إنِّي مُكبرٌ ثلاثاً، فإذا كانت الثالثةُ فابدءُوا القتال ، ودعا النعمانُ ربَّهُ ، وكان كما يقولُ الذهبيُ "مُجابُ الدعوةِ".

اقرأ أيضا:

إنجاز الوعد من أخلاق الكبار.. هل سمعت بهذا؟

دعاء النعمان الذي استجاب الله له


رفعَ النعمان يديهِ إلى السماءِ وتعلقَ قلبُهُ بخالقهِ ، وتاقت نفسُهُ إلى الجنةِ ، وعزَّ عليهِ أن يُغلبَ المسلمونَ ويُخذلَ الإسلامُ وقال ، (اللهم أعزّ دينَك ، وانصر عبادَك، اللهمَّ إنِّي أسألكَ أن تُقرَّ عيني بفتحٍ يكونُ فيه عزُّ الإسلام، واقبضني شهيداً ) وسمعَ الناسُ الدعاءَ فبكوا وحُقَّ لهم أن يبكوا .
وبالفعل نجحت خطة النعمان واستجاب الله دعاءه، وبدأت المعركةُ على إثرِ تكبيرِ القائدِ الشهيد (النعمان)، وكانت شديدةً، ولكن فرسانُ المسلمين كانوا يشقُونَ الصفوفَ، وفي طليعتهم النعمان، الذي كانَ أولَ شهيدٍ في أرضِ المعركةِ.

لم يتخاذل المسلمون بعد استشهاد النعمان، وما وهنَوا وما استكانوا، بل استلمَ الرايةَ بعد النعمانِ، حذيفةَ بن اليمان، وأخفى خبرَ (النعمان) ، وتمَّ النصرُ المؤزرُ للمسلمين ، وهربَ ( الفيرزانُ ) قائدُ الفرس، فلحقهُ القعقاعُ بنُ عمروٍ- رضي الله عنه- وقتله، وقُتل ( بزدجر) ملكُ الفرسِ ، وتفرقَ جمعُ الفرسِ حيناً ، بل انتهى أمرُ الفرسِ على إثرِ المعركةِ التي سُميت بـ ( فتحِ الفتوح ) .

هلّلَ المسلمونَ في أرضِ المعركةِ للنصرِ، وكبَّروا، ثُمَّ التفتوا يسألونَ عن قائدِهم (النعمان) ليبارِكوا لهُ النصر، ويهنئُوهُ بما فتحَ اللهُ علي يديهِ ، ولكن القائدَ قد فاضت روحُهُ إلى بارئِها، وأقرَ اللهُ عينهُ بنصرِ الإسلامِ وعزِّ المسلمين كما دعا، وحين اخبرَهم أخوهُ نعيمُ بن مُقرن قائلاً ، هذا أميرُكم خُتمَ لهُ بالشهادةِ ، لم يتمالكِ المسلمونَ أنفسَهم عن البكاءِ لأميرِ نهاوند الشهيد ، فبكوهُ بكاءً شديداً .

كان عمر بن الخطاب ينتظر أخبار المعركة العظيمة، بقلقٍ كبير، وكان يخرجُ إلى ضواحي المدينةِ ، في حرِّها القاسي، لعله يعرف أي خبر، فجاءَ إليه أعرابيٌ مُهاجرٌ ، فلمَّا بلغَ البقيعُ قال للناس: ما أتاكم عن (نهاوند) ؟ قالوا وما ذاك ؟ قال: لا شيء، فأرسل إليه عمر، فأتاه، فسألهُ فقال: أقبلتُ بأهلي مُهاجراً حتى وردنا مكانَ كذا وكذا ، فلمَّا صدرنا، إذا نحنُ براكبٍ على جملٍ أحمر، ما رأيتُ مثلَه ، فقلتُ يا عبدَ الله : من أين أقبلتَ ؟ قال : من العراق ، قلتُ : ما خبرُ الناس ؟ قال : اقتتل الناسُ (بنهاوند ) ، ففتحها اللهُ وقُتلَ ابن مُقرن، واللهِ ما أدري أيُّ الناسِ هو ، ولا ما نهاوند، وما زالَ الخليفةُ عُمرُ يسألُ الأعرابيَ حتى قال لهُ : لعلكَ تكونُ لقيتَ بريداً من بُردِ الجنِ، فإنَّ لهم بُرداً .
وجاء البشير إلى عمر، وهو السائب بن الأقرع . فقال لهُ عُمر: ما وراءَك ؟ قال: فتحَ اللهُ عليك واستُشهد الأمير، فاختلطت المشاعرُ، وتداخلت الأحاسيسُ عند عمر، فرحٌ وحزنٌ، ودموعٌ للنصرِ، وأخرى لاستشهادِ القائدِ المظفر، واعتلى عمرُ المنبر، ونعى إلى المسلمين النعمان بن مُقرن ، وبكى، وبكى حتى نشج ، وشاركَهُ المسلمون البكاءَ رغم الاستبشار بالفتح العظيم.

وصدقَ اللهُ العظيم: (({وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ* فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)) (سورة آل عمران :170,169) .

الكلمات المفتاحية

من هو النعمان بن مقرن المازني؟ صحابة الرسول قادة المسلمين

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled صحابيٌ عظيم، ضرب المثل في الشجاعة خلال إحدى معارك المسلمين الكبرى، شاءَ اللهُ له أن يكونَ قائدَ المعركة وأول َ الشهداءِ فيه، فجمعَ له بين النصرِ والشه