تؤدي متلازمة القولون العصبي (IBS) وعدم تحمل اللاكتوز إلى مشاكل هضمية خطيرة، وبسبب الأعراض المتداخلة التي تحدث معًا، يتم تشخيص الحالتين بشكل خاطئ، مما يؤدي إلى التأخير في الحصول على العلاج الصحيح، وهو ما يؤدي لحدوث تأثير سلبي على نوعية الحياة.
كلا المرضين ناتج عن عوامل مختلفة، وبالتالي يتم التعامل معهما بشكل مختلف، ولمعرفة ما إذا كنت تعاني من القولون العصبي أو عدم تحمل اللاكتوز، يجب أن تكون على دراية بأوجه التشابه والاختلاف بين الحالتين، وفيما يلي يوضح موقع "هيلث لاين" كل ما تريد معرفته عن الحالتين والفروق بينهم.

ما هي متلازمة القولون العصبي؟

القولون العصبي هو اضطراب معدي معوي يتعلق بمشكلة كيفية عمل دماغك وأمعائك معًا، وتجعل هذه الحالة أيضًا الجهاز الهضمي حساسًا وتتداخل مع انقباض عضلات الأمعاء، مما يؤدي إلى آلام في البطن وإسهال وإمساك.
ويعاني الأشخاص المصابون بالقولون العصبي من انقباض عضلة القولون أكثر من المعتاد، مما يؤدي إلى تقلصات وألم، وغالباً ما يعانوا من عدم تحملهم للألم أيضاً.
وبشكل عام، يتم تشخيص الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين أواخر سن المراهقة وأوائل الأربعينيات بهذه الحالة، كما يمكن أن تكون النساء أكثر عرضة للإصابة بـ IBS من الرجال، ويكون الخطر أعلى بين أولئك الذين لديهم تاريخ عائلي من القولون العصبي، وعدم تحمل الطعام، وعدوى الجهاز الهضمي الشديدة والضغط العاطفي.

اقرأ أيضا:

ملعقة من بذور الكتان تحميك من خطر الإصابة بأمراض القلب

ما هو عدم تحمل اللاكتوز؟

يعد عدم تحمل اللاكتوز مشكلة في الجهاز الهضمي مرتبطة بعدم تحمل منتجات الألبان، ولا يستطيع الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة هضم اللاكتوز، وهو نوع من السكر الطبيعي الموجود في الحليب ومنتجات الألبان.
وتحدث هذه الحالة بسبب أن أجسام المصابين تكون غير قادرة على إنتاج ما يكفي من إنزيم يسمى اللاكتاز اللازم لهضم اللاكتوز، ولا يشبه عدم تحمل اللاكتوز حساسية الحليب، حيث يتفاعل جهاز المناعة مع البروتينات الموجودة في الحليب، مما يؤدي إلى أعراض مختلفة.
ويوجد اللاكتوز أيضًا في حليب الثدي الذي يستهلكه كل مولود جديد، لذلك، يمكن أن يكون الشخص يتمتع بصحة جيدة في مرحلة الطفولة ويطور الحالة لاحقًا، وهناك أنواع مختلفة من عدم تحمل اللاكتوز، حسب السبب.
وعندما يستهلك الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز منتجات الألبان، فإنهم يصابون بأعراض مشابهة لأعراض القولون العصبي، والأشخاص الذين يعانون من أمراض معوية مثل مرض الاضطرابات الهضمية ومرض التهاب الأمعاء (IBD) أو الذين خضعوا لعملية جراحية في الأمعاء أو إصابة في الأمعاء الدقيقة أو ولدوا قبل الأوان هم أكثر عرضة للإصابة بعدم تحمل اللاكتوز.

أعراض الحالتين

تتشابه بعض أعراض عدم تحمل اللاكتوز مع القولون العصبي، مما يؤدي إلى حدوث ارتباك أثناء المرحلة الأولية، وكلاهما يمكن أن يسبب:
- انتفاخ
- ألم
- إسهال
- غازات
وبخلاف ذلك، يمكن أن يؤدي القولون العصبي أيضًا إلى الإمساك، وقد يكون لدى الشخص مخاط في البراز أو لن يشعر بأنه فارغ تمامًا حتى بعد إخراج كل البراز، وتستمر هذه الأعراض في الظهور والاختفاء من تلقاء نفسها من وقت لآخر.
أما في حالة عدم تحمل اللاكتوز، فإن الشعور بالغثيان أمر شائع، ويبدأ الشخص في الشعور بالتوعك بعد 30 دقيقة إلى ساعتين من تناول منتجات الألبان.

ما الفرق؟

لا تظهر الأعراض المتعلقة بعدم تحمل اللاكتوز إلا بعد تناول منتجات الألبان، في حين أن متلازمة القولون العصبي يمكن أن تندلع لعدة أسباب مثل الإجهاد أو الطعام أو الدواء، ويمكن أن تؤدي منتجات الألبان أيضًا إلى حدوث متلازمة القولون العصبي لدى بعض الأشخاص، لكن هذا لا يعني أن الشخص لا يتحمل اللاكتوز.
وإلى جانب ذلك، من السهل التعرف على حالات عدم تحمل اللاكتوز حيث تظهر عليها أعراض واضحة، وهذا ليس هو الحال في القولون العصبي، حيث يصاب بعض الأشخاص الذين يعانون من القولون العصبي بالإمساك، بينما يعاني البعض الآخر من الإسهال، وقد يكون لديهم كلاهما من وقت لآخر.

علاج القولون العصبي وحساسية اللاكتوز

قد تظهر أعراض القولون العصبي وتختفي من حين لآخر، كل ما يمكنك فعله هو التحكم به بأقصى قدر، حيث لا توجد طريقة لعلاج هذه الحالة، ويعد تناول المزيد من الألياف وتجنب الجلوتين وزيادة النشاط البدني وتقليل مستويات التوتر وتناول الأدوية أو المسهلات المضادة للإسهال من أبرز الطرق للتحكم في هذه الحالة.
وتمامًا مثل القولون العصبي، لا يوجد علاج أيضًا لحساسية اللاكتوز، الطريقة الوحيدة للتحكم بهذه الحالة هي تقليل منتجات الألبان من النظام الغذائي، ويمكن لبعض الأشخاص تناول كمية قليلة من منتجات الألبان، اعتمادًا على حالتهم، وقد يصف الطبيب أيضًا بدائل إنزيم اللاكتيز التي قد تساعدك بطريقة ما.

اقرأ أيضا:

ما الذي يسبب حصوات الكلى وهل تحتاج لعملية جراحية؟

اقرأ أيضا:

انتبه.. هذه العلامات على اللسان مؤشر خطر