أخبار

ضعف الشخصية أول طريق الغواية والحرام.. كيف توطن نفسك؟

تخيرتها جميلة ففوجئت بقبحها.. كيف نخدع أنفسنا ونفشل في الاختيار؟

إنجاز الوعد من أخلاق الكبار.. هل سمعت بهذا؟

تقدم مذهل.. العلماء يبتكرون طريقة علاج جديدة لسرطان الدم

6ثمرات يجنيها العبد المؤمن إذ صبر علي هموم الدنيا .. فرّج الله همّه، ودفع عنه الضر ورفع درجته في مقدمتها

بعد معاناة استمرت 613 يومًا.. وفاة أطول مريض في العالم بفيروس كورونا

الثبات على المبدأ.. متى تتأكد من هويتك وتثبت لنفسك أنك على الحق؟

الإخلاص كلمة السر فى قبول الأعمال.. كيف نحققه؟

سر صمت "يونس" بعد خروجه من بطن الحوت

خطيبي يسألني عن مرتبي ومشاركتي في مصروفات البيت وأنا تضايقت ولذت بالصمت.. ما العمل؟

"لذة العبادة".. كيف نفتقدها وكيف نحصل عليها؟

بقلم | أنس محمد | الاثنين 29 نوفمبر 2021 - 02:47 م

كثيرًا ما نفتقد لذة العبادة، نتيجة تحولها لروتين يومي في حياتنا، بالرغم من أن العبادة هي الغاية التي من أجلها خلق الله العباد، وخلق لهم ما في الأرض،وذلل لهم الأرض تسهيلاً وتيسيرًا، وخلق لهم من أنفسهم أزواجًا ليسكنوا إليها، ورزقهم من الذريات والطيبات ما يقرّ بهم أعينهم، وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا [إبراهيم:34].

ومقابل هذه النعم كلها حق على العباد أن يتوجهوا لله بالشكر على نعمائه، وعبادة الله حق عبادته، حتى يشعر العبد في عبادته لفذة القرب من خالقه، وتحقيق الغاية التي يسعى إليها، بالأنس بعبادته، و القرب مما يرضيه عنك، ففي هذا التوقيت ستزداد شوقًا إلى لقياه في الصلاة، وتطير فرحًا بسماع كلامه حالة قراءة القرآن، وتشرح صدرك بلذة مناجاته عند الدعاء وقيامك بين يديه في الأسحار، وتأنس بذكره لك عند ذكرك له في كل الأحوال.

لذة العبادة وإجابة الدعاء

ترتبط لذة العبادة بسمو النفس الإنسانية، وتطهيرُ القلبِ من التعلقِ بالدنيا، وفي هذا الوقت تتذوق حلاوةَ الإيمانِ، وتصبحُ المحبةُ الصادقةِ لله ورسولهِ هي الشغلُ الشاغلِ للعبدِ، رجاءَ ما عندَ اللهِ سُبحانهُ، والأجرَ العظيمِ، وشوقاً لما أعدَّهُ لعبادهِ الصادقينَ في دارِ النعيم ، ففرق كبير من شغلته نفس عن ذكر الله ومحبته بالبحث عن المال والشهرة، ومن يبحث عن الله ورضائه، فقد كان الواحدُ من الصحابة يُغرسُ الرمحُ في صدرهِ وهو يقول : (( فزتُ وربِّ الكعبة )) ويستطيلُ الآخرُ حياتهُ، فيلقي قوتهُ من يدهِ، ويُهرولُ إلى العدوِّ منشداً مستعجلاً الوصولَ إلى الجنة :

ركضاً إلى اللهِ بغيرِ زادِ ** إلاَّ التُقى وعملَ المعاد ** والصبرُ في اللهِ على الجهادِ

ومنهن من ضحت بأبنائهن في سبيل الله كما قالت الخنساءُ لما قُتل أبناؤها الأربعة : (( الحمدُ لله الذي شرفني بقتلهم )).

لذلك كان الله سبحانه وتعالى يستجيب دعاء ههؤلاء لما يعلمه في قلوبهم من الحب والشوق إليهن لندرك نحن السرُّ في أننا ندعُو فلا نجُاب، ونستغيثُ فلا نُغاث، ونستنصرُ فلا ننصر، فهل عرفنا سببَ قسوةِ قُلوبنا، وضعفِ إقبالنا على الله.

فنحن إذا أدركنا حَالنا مع العباداتِ، وأيقنَّا بفقدنا لذةِ الطاعاتِ، وعلمنَا أسبابَ هذا الداء، فنبحثُ عن الدواءِ الذي نصلُ بهِ إلى حلاوةِ الإيمانِ،نشعر حينها بالشوقِ إلى العباداتِ، والحنينِ إلى الطاعات.

يقول الله تعالى (( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)) (سورة العنكبوت :69).

اقرأ أيضا:

ضعف الشخصية أول طريق الغواية والحرام.. كيف توطن نفسك؟

ابحث في نفسك

فإذا سأل المسلم نفسه هل يجد في قلبه الشوق إلى الله كم يشتاق إلى ملذات الدنيا، هل يشتاق لزيارة بيت الله الحرام على سبيل المثال كما يشتاق لزيارة بعض الدول الأوروبية؟، هل كل هذا نجده في قلوبنا؟ ، وقد ظن قوم أن السعادة في الغنى ورخاء العيش ووفرة النعيم ورفاهية الحياة، لكن البلاد التي ارتفع فيها مستوى المعيشة وتيسرت لأبنائها مطالب الحياة المادية من مأكل ومشرب وملبس ومسكن ومركب وكماليات الحياة، إنها لا تزال تشكو تعاسة الحياة، وتحس بالضيق والانقباض، بالرغم من وفرة وسائل الرفاهية من موبايل وسيارة وانترنت وملابس جيدة، وغيره من النعم التي ننعم بها في عصر التكنولوجيا، ومع ذلك لا نشعر بالسعادة ودائما ما نحس بالفقر.

لو بحثنا في حياتهم كيف نعيش لوجدنا أنفسنا عن الدين مُبعدين، وفي الشهوات والملذات غارقين، وأكبر شاهد على ذلك انظر إلى بلد الحضارة والتقدم والمدنية أوربا، رغم التقدم العلمي والحضارة المزعومة إلا أنك تلاحظ عليها مظاهر التعاسة بادية على محياها، تفشي الانتحار، تفكك الأسر، تمرد الأبناء على الآباء، انتشار المخدرات والمسكرات، انتشار العهر والزنا، كثرة الضياع والقتل، والسبب في ذلك بُعدهم عن الدين وإلقائه خلفهم ظهريًا.

ولما تحولنا إلى تقليد الغرب في سلوكياتهم، فقد تفشى بين كثير من المسلمين اليوم القلق والاكتئاب والكدر والأمراض النفسية والعصبية والأرق في النوم، والسبب هو البعد عن دين الله والتعلق بغير الله من هوى وشهوة عاجلة، والانسلاخ منه بالكلية عند البعض، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

لذلك لذة العبادة منحة ربانية، يشعر العبد معها بالاطمئنان، وهي راحة النفس وسعادة القلب وانشراح الصدر وسعة البال أثناء العبادة وعقب الانتهاء منها، وهذه اللذة تتفاوت من شخص إلى شخص حسب قوة الإيمان وضعفه، وتحصل هذه اللذة بحصول أسبابها، وتزول بزوال أسبابها، ويجدر بالمسلم أن يسعى جاهدًا إلى تحصيلها لينعم بالحياة السعيدة.

ارحنا بها

كان رسول الله يقول لبلال رضي الله عنه: ((أرحنا بالصلاة يا بلال))؛ لما يجده فيها من اللذة والسعادة القلبية، وإطالته لصلاة الليل دليل على ما يجده في الصلاة من الأنس والسرور بمناجاة ربه، وها هو ذا معاذ بن جبل يبكي عند موته ويقول: (إنما أبكي على ظمأ الهواجر وقيام ليل الشتاء ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر).

ويقول أحد السلف: مساكين أهل الدنيا، خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها، قيل: وما أطيب ما فيها؟ قال: محبة الله ومعرفته وذكره، وقال آخر: إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب.

كيف تحصل على لذة العبادة؟

1/ مجاهدة النفس على طاعة الله،قال تعالى: "وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا "[العنكبوت:69].

2/الاشتغال بذكر الله و ترك فضول الكلام، وهو الكلام المباح الذي لا ينفعك وقد يضرك إذا زاد عن الحق المعقول، وورد عنه قوله: ((لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله، فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب، وإن أبعد الناس من الله القلب القاسي)).

3/الاستغناء بالطاعة عن المعصية، يقول الحسن البصري رحمه الله عن أهل المعاصي وأهل الترف والنعيم: "إنهم وإن طقطقت بهم البغال، وهملجت بهم البراذين فإن ذلّ المعصية لا يفارقهم، أبى الله إلاّ أن يذل من عصاه".

4/أطب مطعمك  ((إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا)).

قد سئل الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله ورضي عنه: بم تلين القلوب؟ قال: "بأكل الحلال، ولا يبلغ المؤمن درجة الورع والتقوى حتى يدع ما لا بأس به حذرًا مما به بأس". ويقول أحد السلف: "تركنا تسعة أعشار الحلال مخافة الوقوع في الحرام".

5/ البعد عن الذنوب صغيرها وكبيرها، يقول سفيان الثوري العالم الجليل والزاهد الكبير رحمه الله: "حُرِمت قيام الليل بسبب ذنب أذنبته"، ولما جلس الإمام الشافعي بين يدي مالك وقد أُعجب بفطنته وذكائه فقال: "إني أرى الله قد ألقى على قلبك نورًا، فلا تطفئه بظلمة المعصية".

اقرأ أيضا:

6ثمرات يجنيها العبد المؤمن إذ صبر علي هموم الدنيا .. فرّج الله همّه، ودفع عنه الضر ورفع درجته في مقدمتها



الكلمات المفتاحية

لذة العبادة الملل من العبادة كيف تصبح سعيدا مع الله؟

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled كثيرًا ما نفتقد لذة العبادة، نتيجة تحولها لروتين يومي في حياتنا، بالرغم من أن العبادة هي الغاية التي من أجلها خلق الله العباد، وخلق لهم ما في الأرض،وذ