ابتكر علماء، جهازًا فريدًا من نوعه، يوضع على المعدة، لدية القدرة على إنقاذ شخص من الموت نتيجة الجرعات الزائدة من المواد الأفيونية، من خلال اكتشاف توقفه عن التنفس، وحقنه بعقار "النالوكسون" لاستعادة التنفس.

قال الباحث الرئيسي جوستين تشان: "إن الجرعات الزائدة من العقاقير المميتة في الولايات المتحدة في أعلى مستوياتها على الإطلاق، وتسبب الجرعات الزائدة من المواد الأفيونية غالبية هذه الوفيات، ومع ذلك، فإن ما يصل إلى 52 في المائة من الجرعات الزائدة القاتلة تحدث عندما يكون الشخص بمفرده".

وأضاف تشان، وهو طالب دكتوراه في كلية بول جي آلن لعلوم وهندسة الحاسب الآلي بجامعة واشنطن: "يمكن لنظام الاستشعار لدينا أن يقلل الوفيات الناجمة عن الجرعات الزائدة من المواد الأفيونية عن طريق إعطاء النالوكسون في الوقت المناسب للأشخاص، حتى عندما يكونون بمفردهم".

وتابع: "يمكن أيضًا استخدام نظامنا لتنبيه EMS (خدمات الطوارئ الطبية ) للأشخاص الذين يعانون من جرعة زائدة، والذين يمكنهم بعد ذلك توفير رعاية إضافية للمرضى".

مواصفات الجهاز 

يحتوي الجهاز الذي اختبره الباحثون على 25 مشاركًا على مقاييس سرعة تقيس التنفس، ومعالج يكتشف حالات توقف التنفس. ويتتبع الجهاز بدقة عمليات التنفس لدى الأشخاص الذين يعانون من إدمان المواد الأفيونية، وكان قادرًا على تحديد انقطاع النفس الناجم عن المواد الأفيونية، وهو نمط تنفس يحدث عادة قبل جرعة زائدة مميتة.

قام الاختبار الأولي بقياس التنفس لتطوير الخوارزمية دون أن يحقن "النالوكسون". لكن في دراسة ثانية، قام 20 مشاركًا بمحاكاة جرعة زائدة في المستشفى عن طريق التنفس بشكل طبيعي، ثم حبس أنفاسهم لمدة 15 ثانية، وعندما يكتشف الجهاز عدم وجود حركة تنفس لمدة 15 ثانية على الأقل، يقوم بتنشيط وحقن "النالوكسون".

ونُشرت الدراسة، التي مولتها مؤسسة العلوم الوطنية في مجلة "ساينتفيك ريبورتس".

ويسعى الباحثون إلى إتاحة هذه الأجهزة على نطاق واسع، لكن يجب أولاً اعتمادها من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، التي أصدرت توجيهات خاصة بشأن هذه الأنواع من الأجهزة، وفقًا لـ تشان.

اقرأ أيضا:

لهذا السبب.. أدمغة البشر أصبحت أكبر من السابق

قبلة الحياة  

وقال الدكتور روبرت جلاتر، طبيب الطوارئ في مستشفى لينوكس هيل بنيويورك، إن الجهاز قد يوفر للأشخاص الذين يعانون من إدمان المواد الأفيونية والمعرضين لخطر تناول جرعة زائدة أكبر فرصة للبقاء على قيد الحياة.

وأضاف: "إنه نهج جديد لأولئك المعرضين لخطر الإصابة بجرعة زائدة من المواد الأفيونية، والذين هم الأقل احتمالًا للحصول على النالوكسون بشكل موثوق وسريع. إنه أيضًا عامل تغيير محتمل في كيفية تعاملنا مع أولئك المعرضين لخطر كبير لجرعة زائدة من المواد الأفيونية".
وأوضح جلاتر، الذي لم يكن جزءًا من الدراسة، أن الوباء زاد من اليأس بين مدمني المواد الأفيونية، وتصاعدت الوفيات بسبب الجرعات الزائدة من المخدرات.

وأشار إلى أنه على الرغم من أن الأدوية الأخرى يمكن أن تساعد أولئك الذين يعانون من إدمان المواد الأفيونية، إلا أنها ليست بديلاً لوجود "النالوكسون" الجاهز للحقن في الوقت الذي يتناول فيه شخص ما جرعة زائدة.

في عام 2017، كان ما يقرب من 60 في المائة من الوفيات المرتبطة بالمواد الأفيونية تشتمل على الفنتانيل، مقارنةً بأكثر من 14 في المائة بقليل في عام 2010.

وأوضح جلاتر أن "الفنتانيل أقوى 50 مرة من الهيروين وأقوى 100 مرة من المورفين، مما يجعله مميتًا للغاية".