يوضح الداعية الإسلامي الدكتور عمرو خالد أن راحة البال من أهم النعم التي ينعم الله بها على العبد.

ويضيف في بث مباشر له على صفحته الرسمية على الفيس بوك أن راحة البال ليس معناها أنه خالٍ من المشكلات، مؤكدًا أن الحياة لا تخلو من مشكلات وصعاب وعقبات لكن معنى  راحة البال أن تعيش في سلام داخلي وطمأنينة وسكينة رغم هذه المشكلات.

ويوضح د. عمرو أن راحة البال لا علاقة لها بالغنى والفقر؛ فمن الممكن أن يكون غنيًا لكن عنده صراع داخلي بخلاف آخر فقير ولديه سكينة وراحة وطمأنينة، ولأهمية وعظمة هذه النعمة  (نعمة راحة البال) ربطها الله تعالى بالجنة في القرآن الكريم حين قال: "سيهديهم ويصلح بالهم ويدخلهم الجنة عرفها لهم".

                                                                                                       

كيف أصل لراحة البال؟

ويذكر الدعية الإسلامي أنه لكي تشعر براحة البال فإن هناك وسيلتين تؤديان حتمًا إلى راحة البال، وهاتان الوسيلتان مجربتان ونتائجهما حقيقة.

الوسيلة الأولى: أن تعيش بإحسان في يومك بل في حياتك كلها ، ومعنى أن تعيش بإحسان أن تحقق أركان الإحسان الثلاثة؛ (مع الله) بأن تعبده كأنك تراه ، (مع الناس) حسن الخلق، (مع الحياة) الاجتهاد وأن تخرج أفضل ما عندك بهذا تكون من المحسنين أو من الذين يعيشون بإحسان وهؤلاء وعدهم الله تعالى في القرآن الكريم أنه يحبهم ولا يضيع عملهم حين قال: "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" ، وقوله :" إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا".

الوسيلة الثانية: أن تسلم الأمر كله لله وهي مرتبط أيضا بالإحسان  وبقوله : " إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا"؛ لأنه "هل جزاء الإحسان إلا الإحسان"، فالتسليم يجعلك مطمئنا تعيش في سكينة وأمان داخلي وفي الحديث:" واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك"، وبهذا تعلم أن كل ما يصيبك وما يدور لك وما تقع فيه هو بأمر الله فتسلم الأمر كله له وترضى بما كتبه الله لك مستسلما امام قضائه وقدره بشرط أن تحسن  فبهذا تصير مطمئنا وهو المعنى الحقيقي لراحة البال.

ويلفت د. عمرو في ختام حديثه بأن الارتباط بين الإحسان والتسليم جاء في القرآن حين قال تعالى:" بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه وخوف عليهم ولا هم يحزنون"..