أخبار

ما الحكمة من موت الفجأة لبعض الناس دون أية مقدمات؟ (الشعراوي يجيب)

ليس كل الكذب مرفوضًا.. تعرف على الكذب المحمود

من هم أهل الحوض الذين سيشربون من يد النبي الشريفة يوم القياية؟ وماذا كانوا يفعلون؟

كيف تعرف خروج الكلام من القلب دون غيره؟

"لا يكلف نفسًا إلا وسعها".. تقصير الأبناء متى لا يكون عقوقًا للوالدين؟

أترضاه لأمك؟.. ماذا نفعل مع شواذ الأخلاق وخوارج الفطرة؟

تعرضت للتحرش 4 مرات في طفولتي ومراهقتي وأكره نفسي وأفكر في الانتحار وقتل رضيعتي.. أرشدوني

العفو من شيم الصالحين.. كيف أتخلق به؟

أتذكر المعصية بعدما تبت منها.. كيف أحفظ خواطري؟

تعرف على منزلة النية وأثرها في قبول الأعمال

لماذا غاب الاستقرار الاجتماعي.. تعرف على أهم الأسباب

بقلم | محمد جمال حليم | الخميس 25 نوفمبر 2021 - 06:00 م
لما كان تحقيق الأمن الاجتماعي أحد أهم الأشياء التي دعا  الإسلام لترسيخها والحفاظ عليها.. لكان لابد من معرفة الأسباب الدافعة لغياب الأمن  الاجتماعي ومن ثم معالجتها ليعود المجتمع متماسكًا مترابطًا كما كان...

أسباب غياب الأمن المجتمعي :  
من جانبه يوضح د. عادل هندي الأستاذ بجامعة الأزهر  الشريف أن هناك أسبابًا كثيرة تساعد على غياب الأمن  المجتمعي وهو مما ينبغي أن نحذر من وقوعه، وأن  يساهم المجتمع كله في رفضه ونبذه، ومن تلك الأسباب ما يأتي: 
  • الجريمة والعنف: فكلما زادت حدّة العنف المجتمعي، من صور الإرهاب في الشوارع والمعاملات المختلفة، كلما فقد الناس الأمان، وبتنا في شرّ حال.
  • الغلوّ والتشدّد: فإن غاية الدين اليسر، فما إن يعقّد البعض حياة الناس بنبرات التشدد والغلو في الأمر، حتى تتحول الحياة إلى ظلمة من الخوف والقلق والاضطراب.
  • الظلم والطغيان والتكبّر، ونتيجة ذلك الطبيعية غياب العدل، ومن ثم يندر الشعور في النفوس المستضعفة بالأمْن والأمان.
  • الشرك والذنوب والمعاصي إجمالا: )الَّذِينَ آمَنُوا  وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ( [الأنعام: 82].
  • كفران النِّعم: )وَضَرَبَ اللهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ  آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ  بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا  يَصْنَعُونَ( [النحل: 112].
  • الفقر والبطالة: فمما لا شكّ فيه أنّ الفقر المُجتمعي يتسبب في غياب الأمان، وقد رأينا نماذج تاريخية في حياة الأمة؛ حين انتشر الفقر وساءت الحياة، انتشر الرعب والخوف وفقد الناس الأمان.
  • الإشاعات: وهي وسيلة خطيرة لإفقاد المجتمعات أمانها، ومنها ما يتعلق بالأفراد ومنها ما يتعلق بالدول وسياساتها وإداراتها. وقد رأينا خطر الشائعات في زمن الرسول -صلى الله عليه وسلّم- على العِرْضِ والشَّرَف.
وسائل تحقيق الأمن المجتمعي    
ويضيف د." هندي" أن تحقيقَ الأمنِ في المجتمعِ مسؤوليّة جماعية لا فردية، ومسؤولية عامّة لا خاصّة.. ولتحقيقِ الأمْن في المجتمع مقومات وأدوات ووسائل، والأمن ينبع من الذّات، وقد قال المولى مقرِّرًا: )إِنَّ  اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ( [الرعد:  11]. ومن بين وسائل تحقيق الأمن المجتمعي ما يأتي:
  • إصلاح  الجانب الروحي في حياة أبناء المجتمع: فإنه إن لم يمتلأ القلب بالخوف من الله، ملأ حياة الناس بالخوف، وإن لم ينصلح حال الناس مع ربهم، فلا صلاح لواقع مجتمعاتهم، قال الله تعالى: )الَّذِينَ  آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ  وَهُمْ مُهْتَدُونَ( [الأنعام: 82]. وقد حصر ربنا سبل الأمان في اتباع هديه والاستقامة على عبوديته، فقال عزّ وجلّ: )بَلَى مَنْ  أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا  خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ( [البقرة: 112].
  • بناء  الوعي الصحيح بحقائق الدين والحياة: فإن من بين وسائل تأمين المجتمع بناء الوعي الصحيح، بحقيقة الدين الذي نشرف بالانتساب إليه، وبحقيقة الدنيا التي نحياها، ويغنينا في هذا العودة إلى منهج النبي الحبيب صلى الله عليه وسلّم، الذي كان يعيش جامعا بين الدين والدنيا، كما صحّح للثلاثة الذين جاءوا إلى بيته وعيهم وفهمهم عن حقيقة التعبد والحياة، ومما يؤكّد أهمية بناء الوعي في تحقيق الأمن المجتمعي، ما قاله الإمام الحَسَنُ البَصْرِيُّ رَحِمَهُ الله: ((العَامِلُ عَلَى غَيْرِ عِلْمٍ  كَالسَّالِكِ عَلَى غَيْرِ طَرِيقٍ، والعَامِلُ عَلَى غَيْرِ عِلْمٍ يُفْسِدُ  أَكْثَرُ مِمَّا يُصْلِحُ، فَاطْلُبُوا العِلْمَ لا تَضُرُّوا بِالعِبَادَةِ  واطْلُبُوا العِبَادَةَ طَلَباً لا تَضُرُّوا بِالعِلْمِ فَإِنَّ قَوْمَاً  طَلَبُوا العِبَادَةَ، وَتَرَكُوا العِلْمَ حَتَّى خَرَجُوا بِأَسْيَافِهِمْ عَلَى  أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَوْ طَلَبُوا العِلْمَ لَمْ  يَدُلَّهَمْ عَلَى مَا فَعَلُوا)). 
  • الدعوة  إلى الله تعالى بالمعروف لا بالمنكر، وفتح الباب أمام الآمرين بالمعروف الناهين عن  المنكر: إنها ميزة المجتمع الإسلامي ومكمن خيريّته، قال الله تعالى: )كُنْتُمْ  خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ  عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِالله( [آل عمران: 110]، فمن اللازم قيام الدعاة ووسائل الإعلام في المجتمع بدورهم الإعلامي والدعوي في نُصح الناس بالحكمة والرحمة، وفتح أبواب الأمل أمام اليائسين، وتخويف الذين يعملون على إرهاب الناس في المجتمع من غضب الله تعالى وسخطه. ولعل قصة قاتل المائة تعبّر عن أثر العالم والداعية العاقل في تحويل الناس في المجتمع من طاقات سلبية عنيفة إلى طاقات إيجابية سلمية متحابة. كما أنّ في حديث السفينة المشهور في السنة النبوية دليلا واضحًا على أثر الدعوة والأمر بالمعروف في تأمين المجتمع؛ ففي الحديث: "مَثَلُ القَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالوَاقِعِ  فِيهَا، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ  أَعْلاَهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا  اسْتَقَوْا مِنَ المَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا  خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا، فَإِنْ  يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ  نَجَوْا، وَنَجَوْا جَمِيعًا".
  • الرخاء  الاقتصادي وإتقان الأعمال: يقول الله تعالى: )وَقُلِ  اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ  وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا  كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ( [التوبة: 105]. ومن المعلوم في زمننا أنّ قوّة الدول اليوم في قوة عملها ورخاء اقتصادها. كما أنّ رفعة الأمم وتقدمها مربوط بحجم عطاء وعمل أبناء الشعوب والأوطان في تلك الأرض، ولا ننسى ما فعله ذو القرنين من تغيير ثقافة شعب كسول خامل عن العمل، كما ورد في سورة الكهف، وماذا كانت نتيجة حركتهم وبذلهم وعطائهم.  وتلك القيمة توفرت وبقوّة مع أصحاب رسول الله: فهذا عبدالرحمن بن عوف، قال لسعد بن الربيع: (دٌلَّني على السّوق)، إنها دعوة للتميز والاستقلاليّة لا التبعيّة  للآخرين، حتى أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلّم قرّر مع بدايات هجرته ببناء سوق للمسلمين، بديلا عن سوق اليهود؛ لئلا يكون تبعًا لهم، وأن يكون متميزًا في معاملته التجارية بما يتناسب وشريعة الإسلام، وكما يقول الشيخ الشعراوي -رحمه الله-: (من لم يكن طعامه من فأسِه، فلن يكون قراره من  رأسه)..
  • الدعوة  إلى تعزيز مكارم الأخلاق، وخاصة مبادئ التكافل والتراحم والتعاون والإحسان الإنساني، وهذا مما أمرت به الشريعة الإسلامية، قال الله تعالى: )وَاعْبُدُوا  اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي  الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ  الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ  أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورً( [النساء: 36]، وقال عز وجل: )وَلَا  تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ  فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ( [فصلت:  34]. 

الكلمات المفتاحية

الأمن الاجتماعي أسباب غياب الأمن الاجتماعي كيف نعيد الأمن الاجتماعي

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled لما كان تحقيق الأمن الاجتماعي أحد أهم الأشياء التي دعا الإسلام لترسيخها والحفاظ عليها.. لكان لابد من معرفة الأسباب الدافعة لغياب الأمن الاجتماعي ومن