أخبار

هل الحجامة الجافة مفطرة للصائم؟

على رأسها الصيام.. 3 تغييرات تساعدك على العيش لفترة أطول

بالفيديو.. عمرو خالد: طريقة ربانية تغيرك من داخلك وتصلح عيوبك في العشرة الأواخر (الفهم عن الله - 2)

شيخ الأزهر يكشف سر اقتران اسم الله الكبير بالعلي والمتعال

ماذا تفعل "حسبنا الله ونعم الوكيل" إذا كنت مظلومًا؟

"الزرع في الجنة"..أعرابي يضحك النبي

لا تدعها تفوتك.. هكذا تحصل على البركة في مالك وحياتك

قصة مبكية.. كيف تاب "مالك بن دينار" من شرب الخمر؟

دعاء اليوم الـ 18 من رمضان

رؤيا السواك فى المنام لها تأويلات رائعة تعرف عليها

الأمن المجتمعي مطلب إنساني.. كيف حافظ عليه الإسلام؟

بقلم | محمد جمال حليم | الاربعاء 24 نوفمبر 2021 - 06:00 م
لم يخلق الله سبحانه وتعالى عباده عبثا ولم يتركهم هملا لكنه حين خلقهم جعل لهم أسباب الحياة وزودهم بما يمكنهم من عبادته ومن هذه الأشياء إن لم يكن أعظمها نعمة الأمن والأمان الذي بدون يشعر المسلم بالخوف والفزع ويصير غير مستقر.
من جانبه يبين د. عادل هندي الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف أن الله تعالى  امتنّ على خلقه بنعمة الأمن؛ فقال: )لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ *  إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا  الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ(،  وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلّم أسباب السعادة في حديث جامع مانع يحقق السعادة للفرد والمجتمع بثلاث خصال، حددها النبي الحبيب في الحديث الشريف: (من أصبح منكم آمنا في سِربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها)، وعلى هذا فإن كلمة (الأمن) بمثابة السماء التي تعمل الأعناق على معانقتها بين حينٍ وآخر؛ لا سيّما وأنّ حاجة الناس إلى (الأمن) كحاجتهم للطعام والشراب..

أهمية الأمن الاجتماعي:
ويضيف :يكتسب الأمن الاجتماعي أهمية كبرى فهو شرط أساسي  لتحقيق الاستقرار النفسي الذي بدونه لا يتكمن الإنسان من أداء ما عليه واجبات بشكل  طبيعي،  وبهذا يظل السؤال مطروحا عنأهمية  الأمن الاجتماعي
وتتمثل هذه الأهمية في أمور يوضحها "هندي"  فيما يلي أن تحقيق الأمن المجتمعي فريضة شرعية مقاصدية؛ فمما لا شكّ فيه أنّ العلاقة بين الأمن والإيمان علاقة قوية ثابتة راقية، ولا تتم العبادة بخشوع في ظل الخوف وفقد الأمن، ومن هنا فإنه ما لا يتمّ الواجب إلا به فهو واجب. كما أن وجود الأمن يحافظ على مقاصد الشريعة المختلفة، من حفظ النفس والدين والعِرض والعقل والمال.؛ ولأن تحقّق الأمن في المجتمع ضرورة  حياتية وطنية؛ فلا يتحقق الاستقرار في أرجاء المجتمع إلا بالأمن، والأمن هو طمأنينة في النفس، يقابله الخوف، قال الراغب الأصفهاني: (أصل الأمن طمأنينة النفس، وزوال الخوف)..
أيضا الأمن المجتمعي وسيلة  تنموية شاملة؛  لتحقيق الرخاء الاقتصادي والتنمية، وقد ضرب الله لنا مثلا لعِظم نعمة الأمن اجتماعيًّا، ففي سورة النحل يقول المولى سبحانه: )وَضَرَبَ  اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا  رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ  لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ( [النحل: 112].

الأمن المجتمعي مطلب إسلامي 
ويؤكد د. هندي أن تحقيق الأمن الاجتماعي مطلب إسلامي؛  فلقد ربط القرآن المجيد بين الطعام والأمن، وما ذاك إلا للدلالة على أنه لا يستغني حيّ عن الأمن، فقال تعالى في سورة قريش: )فَلْيَعْبُدُوا  رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ(، كما وضّح لنا القرآن أنّ الأمن وسيلة من وسائل زيادة الرزق، وقد جاء ذلك بلفظه ومعناه في دعوة نبي الله إبراهيم –عليه السلام-: )رَبِّ  اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ  مِنْهُمْ( فقدَّم في دعائه طلب الأمن على طلب الرزق ولقمة العيش..
كما أنّ تحقيق الأمن غاية من غايات الإسلام، فما كانت الدعوة، ولا كان إرسال الرسل، ولا تشريع الشرائع، ولا حدّ الحدود إلا إرادة إلهية ومشيئة ربانيّة لتحقيق الأمن لعموم البشرية، لكن التزم أُناس، ورفض أُناس تحقيق هذا الأمن الذي أراده الإسلام، بقسوتهم وبغيهم وطغيانهم، وسعيًا في تحقيق لذائذهم الشخصية ولو على حساب المقهورين والضعفاء من أبناء الإنسانية.
ومن المعلوم أنّ من بين أسبابِ الهجرة من مكة إلى المدينة: تحقيق الأمن للنفس والعِرض والدين لهؤلاء المسلمين، قال تعالى: )إِنَّ الَّذِينَ  تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا  كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً  فَتُهَاجِرُوا فِيهَا( [النساء: 97]..
وفي قصة نبي الله موسى مع  ابنتي الرجل الصالح في مدين، وقد جاء  خائفًا يترقّب، فلما سقى لابنتي الرجُل الصالح وجاءته إحداهما تمشي على استحياء تبلغه بطلب أبيها في مقابلته، فكانت أولى كلمات الرجُل الصالح لنبي الله موسى –حين سمع قصته-، قال له: (لا تخف  نجوت)، فكانت أولى الكلمات إزالة الخوف، والعمل على تأمينه وزيادة طمأنينته.

ثمرات  الأمن في  المجتمع: 

ويشير أستاذ الثقافة  بجامعة الأزهر إلى أنه إذَا وُجد الأمن وُجدت معه روح الحياة؛ فحياتنا بلا أمن جسد بلا روح، وأشباح تسير بين الناس في الطُّرُقات، وإذا وُجد الأمن وُجد معه  الإبداع والرخاء والتقدم والاستقرار، وانتشر الحُبّ، وعمِل الناس بجدّ؛ لأنهم يأمنون على أموالهم فلا يخافون اغتصابها، ويأمنون على دينهم فلا يخشون البُعد عن الله، ويأمنون على أعراضهم فلا تُقيّد حرياتهم وحريات بناتهم، وإذا وُجِد الأمن  سادت روح التعايش والمحبة الحقيقية بين جميع أبناء آدم، تعايشًا سلميًّا؛ حين يشعر كل واحد من أبناء البشر أتن حقه سيأخذه ولن يُغتصَبَ له حق؛فالأمنُ نعمة عظيمة من نعم الله تبارك وتعالى، فانظروا كيف يكون حال الإنسان لو أنه عاش في خوف وهلع، فإنه لا يحس بطعم الحياة ولا بلذتها؛ لهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من  أصبح آمناً في سربه) تأمل كيف بدأ بنعمة الأمن قبل كل النِّعَم )من أصبح  آمناً في سربه، معافىً في بدنه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها( أخرجه الترمذي وحسنه وابن ماجة.

الكلمات المفتاحية

الأمن المجتمعي مطلب إسلامي أهمية الأمن الاجتماعي الأمن الاجتماعي

موضوعات ذات صلة

amrkhaled

amrkhaled لم يخلق الله سبحانه وتعالى عباده عبثا ولم يتركهم هملا لكنه حين خلقهم جعل لهم أسباب الحياة وزودهم بما يمكنهم من عبادته ومن هذه الأشياء إن لم يكن أعظمها